سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
ففي مقاله /صندوق الأفكار/ بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (عيد غزة وسط النيران)، قال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة: "لا يمكن الشعور بالسعادة، ونحن نجد أشقاء يعانون أشد المعاناة في غزة تحت وطأة حصار قاتل، وحرب إبادة غير مسبوقة، ورعاية أمريكية لهذا العدوان، وتهرب إسرائيلي من كل الاستحقاقات الدولية".
وأضاف الكاتب: "لأول مرة تنضم فرنسا إلى مصر والأردن في المطالبة بوقف الحرب من خلال مقال مشترك للرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطالبون فيه بوقف إطلاق النار في غزة فورا قائلين: نحن قادة مصر وفرنسا والأردن، وعلى ضوء الخسائر البشرية التي لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".
ولفت إلى تحذير الزعماء الثلاثة أيضا من العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلي على رفح، التي نزح إليها أكثر من 1.5 مليون مدني فلسطيني، لأنه لن يؤدي إلا إلى المزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير القسري الجماعي لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمي.. حيث أوضح الزعماء في المقال المشترك أن المجاعة لم تعد مجرد مخاطر محتملة، لكنها أصبحت حقيقة واقعة في قطاع غزة، ومن الضروري توسيع حجم المساعدات الإنسانية طبقا لقراري مجلس الأمن رقمي 2720 و2728.. وإلى جوار ذلك أكد الزعماء أن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن يجلبوا السلام إلى الشرق الأوسط، لكن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان السلام والأمن للجميع.
ونوه الكاتب إلى أنه ربما يكون الموقف الفرنسي هو الجديد في هذا الأمر، وهو يعتبر تحولا جذريا بعد أن كان منحازا بشكل تام إلى الجانب الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى أن اليوم هو عيد الفطر المبارك، وهناك مليونان ونصف المليون فلسطيني يعانون الحصار، والتجويع والقتل في قطاع غزة، والأرقام تتصاعد كل يوم حيث اقترب عدد القتلى من 34 ألف قتيل أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال.. وقطاع غزة أصبح أكبر مقبرة مفتوحة في العالم، والضحايا يتساقطون كل يوم، وتم تدمير البنية الأساسية بالكامل، وتدمير القطاع الصحي، وأصبح الغذاء حلما صعب المنال وسط عالم متوحش وقاس، ودعم أمريكي غير مسبوق.
وشدد على أن ما يحدث من خلاف علني أحيانا بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل هو مجرد تمثيلية هزلية لحفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية أمام شعبها، وباقي شعوب العالم، لأن الإدارة الأمريكية كانت تستطيع منع هذه الحرب من «الأساس» منذ عشرات السنين لو اعترفت للشعب الفلسطيني بحقه المشروع في إقامة دولته، واعترفت الإدارة الأمريكية بهذه الدولة، ومنعت السلاح والدعم المالي عن إسرائيل باعتبارها دولة احتلال.
وفي مقاله /بدون تردد/ بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (في يوم العيد)، قال الكاتب الصحفي محمد بركات "في هذا اليوم تجمعنا أمنية واحدة مع كل المصريين والعرب والمسلمين، وأيضا مع كل إنسان على هذه الأرض، وهي أن نرى الأمن والسلام يعم الجميع، ويسود في كل مكان، وخاصة فلسطين المحتلة، وأن تنتهي كل الحروب وعلى وجه الخصوص حرب الإبادة والتدمير الدائر على غزة".
وأضاف : " إذا كان لنا نحن المصريين أمل خاص في هذا اليوم، فإننا ندعو الله عز وجل أن يقف بجوار شعبنا وجيشنا، في السعي الجاد للنماء والخير والسلام، وأن يوفقنا فيما نعمل له من بناء وإنشاء للدولة المصرية الجديدة القوية والحديثة".
وأعرب عن أمله في أن يوفقنا الله سبحانه إلى الإدراك الواعي بأن قوتنا في وحدتنا، وأن تماسك شعبنا ووقوفه صفا واحدا بجوار جيشه الباسل، هو الطريق الصحيح لتحقيق كل الطموحات والآمال، التي نسعى لتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
وتوجه الكاتب بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يوفقنا للحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وأن يكون غدنا أفضل من يومنا وأن يكون مستقبلنا خيرا من واقعنا، إنه سميع عليم.
وفي مقاله /من آن لآخر/ بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (الاتزان الاستراتيجي)، أكد الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق، أنه في آتون التحديات الوجودية التي تمر بها المنطقة التي نعيش فيها، وأيضا الصراعات وحرب تكسير العظام التي يشهدها العالم، وتأثيرات ذلك وتداعياته على الدولة المصرية وأمنها القومي، كل ذلك يستلزم إجراءات وتدابير وسياسات استثنائية ترتكز على الحكمة والحسابات الدقيقة وتقديرات الموقف الصحيحة والتوازن في العلاقات الدولية سواء على مستوى الإقليم أو الدول الكبرى في العالم.
وشدد الكاتب على أن الحفاظ على الأوطان يتطلب الحكمة والرؤى والأفكار الخلاقة والتريث والصبر والاتزان الاستراتيجي، ولا يعرف العواطف أو دغدغة المشاعر أو الشعارات، فهي مسؤولية عظيمة تتجسد في حماية البلاد والعباد بعيدا عن التهور، وهو ما يتطلب خلق مساحات واسعة من الوعي والفهم لدى الناس للتفرقة بين العام والخاص، بين الدولة والفرد، فالحفاظ على الوطن مسؤولية عظيمة تحتاج قائدا عظيما، وهو ما يمثله الرئيس عبدالفتاح السيسي في حكمته واستشرافه للمستقبل.