الثلاثاء 30 ابريل 2024

هل ترد إسرائيل على إيران؟.. هشام الحلبي: مصر كانت سباقة في تحذيرها من تصاعد الصراع بالمنطقة

اللواء هشام الحلبي

تحقيقات15-4-2024 | 15:43

أماني محمد

أكثر من 24 ساعة حذرة شهدها العالم بعد الرد الإيراني على إسرائيل وتوجيه عدة طائرات مسيرة وصواريخ تجاه الداخل المحتل، وهو ما أثار العديد من التساؤلات بشأن سيناريوهات الصراع وهل تلجأ تل أبيب لرد مماثل على طهران، وخاصة بعد تصريحات العديد من قادة الاحتلال باعتزامهم الرد لكن دون تحديد لوقت أو موعد.

وفي بيان للخارجية، أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، واعتبرت أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية/الإسرائيلية حالياً، ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق وأن حذرت منه مصر مراراً، من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة.

وأكدت أنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.

 

هل ترد إسرائيل على إيران؟

قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن الرد الإيراني على إسرائيل اتسم بعاملين مهمين، أولهما نسبة الصد العالية التي قامت بها إسرائيل سواء للطائرات بدون طيار أو الصواريخ على اختلاف أنواعها، وهي نسبة عالية، فلم يتم تدمير أي أهداف حيوية في الداخل المحتل طبقا للرواية الرسمية التي أصدرتها تل أبيب.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن العامل الثاني هو أنه لم يتم تدمير أي أهداف حيوية، فالعبرة ليست في إطلاق عدد كبير من الطائرات، لكن ما الأهداف الحيوية التي تم تدميرها في الداخل الإسرائيلي؟، وهذه طبقا للرواية الإسرائيلية حتى الآن موثقة ببعض الصور هامشية، فواحدة منها كانت في قاعدة من القواعد العسكرية، والبقية تمت اعتراضها، وصدها وتدميرها قبل دخولها المجال الجوي الإسرائيلي بمساعدة واشنطن وباريس وبريطانيا.

وأوضح الحلبي أنه لهذه الأسباب بجانب الضغط الأمريكي الشديد على إسرائيل هما ما يرجحا احتمال عدم رد تل أبيب على الاستهداف الإيراني، مضيفا أن الرغبة الأمريكية الواضحة والتي تأكدت في بعض التصريحات الرسمية، ترجح عدم الرد من قبل تل أبيب، لأن الرد يعني تصعيد آخر من إيران، وبالتالي ستدخل المنطقة في سلسلة من الصراعات ما بين دولتين.

وشدد على أن المنطقة لا تتحمل أبدا هذا الشكل من التصعيد ويكفيها ما هو موجود من صراعات موجودة على رأسها مؤخرا مسرح عمليات غزة والحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، وأيضا حزب الله وفي لبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن المنطقة لا تتحمل أيضا وجود صراع بين إسرائيل وإيران، لأن ذلك سيكون أكثر ضررا ليس للمنطقة فقط ولكن للعالم أجمع.

وأكد هشام الحلبي أن عدم تصاعد الصراع لأكثر من ذلك هو أمر في صالح العالم أجمع، وبناء على ذلك فمن المرجح ألا يتم الرد من قبل إسرائيل على الاستهداف الإيراني، وخاصة أن إسرائيل حصدت مكاسب من هذا الاستهداف منها أنها بدأت تستعيد جزءا من سمعتها وتعاطف العالم معها كدولة مستهدفة من قبل إيران، وهو ما اتضح في التصريحات الرسمية لبعض دول العالم، فهي حققت مكاسب عسكرية وسياسية، بجانب غضب النظر عما يجري في غزة، حيث أصبح الصراع بين طهران وتل أبيب محط اهتمام العالم الأول.

 

تحذير مصري

وأضاف أن الرؤية المصرية منذ بداية الأزمة وبدء الحرب على غزة كانت واضحة، وحذرت من اتساع دائرة الصراع في المنطقة، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة مرات، وما تأكد بالفعل مع دخول دوائر صراع أخرى في لبنان وسوريا والعراق والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن الرؤية المصرية كانت حقيقة والقيادة المصرية كانت صاحبة رؤية ثاقبة وسباقة.

وشدد على أن مصر استطاعت أن تغير موقف بقية دول العالم وأن يؤكدوا نفس الموقف، سواء الدول الأوروبية أو أمريكا، مشيرا إلى أن هناك ضغوط أمريكية على إسرائيل لوقف التصعيد.

وأكد أنه بعد الضربات الإيرانية لإسرائيل، أصدرت الخارجية المصرية بيانا واضحا أكد الموقف المصري ونقاط القوة فيه، وأهمها عدم جر المنطقة للمزيد من التصعيد وتوسيع رقعة الصراع، مشيرا إلى أن هذا الموقف تؤكده مصر في العديد من اللقاءات الثنائية مع قادة العالم، والعديد من الدول تتبنى نفس الموقف.

Dr.Randa
Dr.Radwa