الجمعة 3 مايو 2024

وزير الخارجية: نعمل مع الجانب التركي على تحقيق الأمن في المنطقة

وزير الخارجية سامح شكري

أخبار20-4-2024 | 13:44

حسن محمود

أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر وتركيا تعملان سويًا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وأبدى سعادته بالتقدم الذي حققته العلاقات التجارية بين البلدين خلال الفترة الأخيرة. وجاءت تصريحات شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في إسطنبول اليوم السبت.

وعبر شكري عن شكره العميق للترحيب الحار الذي لقيه ولسعادته باللقاءات المكثفة التي جرت مؤخرًا بين البلدين، مؤكدًا أن هذا يعكس الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات.

وأضاف شكري أن المناقشات كانت مفتوحة ومتسامحة، وأنه تم التأكيد على الحاجة إلى رفع العلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، بما يخدم مصلحة البلدين ويسهم في تحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة.

وشدد وزير الخارجية على أهمية مواصلة العمل ضمن الإطار القانوني لتعزيز العلاقات بين البلدين وتحقيق الأهداف المشتركة التي تم التوافق عليها.

وأكد وزير الخارجية سامح شكري أنه تم تكليفه، بالإضافة إلى نظيره التركي هاكان فيدان، بالتحضير لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين على مستوى القيادتين. وأشار إلى أنهما يعملان على وضع إطار قانوني شامل للاتفاقيات والانتهاء منه استعدادًا للاجتماع المقبل، الذي سيكون بمثابة نقطة تحول هامة في التعاون المشترك وتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأوضح شكري أهمية دور كل من مصر وتركيا في التدخل في القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز على الأزمة الحالية في غزة والآثار الوخيمة التي ترتبت عنها على الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكاف لسكان غزة.

وشدد الوزير على أهمية وجود مسار سياسي يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مع تحديد القدس الشرقية عاصمة لها. وأكد أن عدم التوصل إلى حل للصراع واستمرار العنف سيؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر في المنطقة، داعيًا إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تحدد حقوق الشعب الفلسطيني وتعزز استقلاليته وسيادته.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في إسطنبول، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن المباحثات تناولت بشكل شامل الأوضاع في عدة دول من بينها ليبيا، سوريا، السودان، اليمن، والصومال، مشددًا على أهمية التعاون المشترك لحل المشكلات القائمة وتحقيق الاستقرار.

وأوضح شكري أنه لا يوجد تناقض في المصالح بين مصر وتركيا بل تكامل وقدرة على التأثير الإيجابي في حل هذه المشكلات وتحقيق المصالح المشتركة، معبرًا عن تطلعه للاستمرار في التنسيق والتفاعل بين البلدين.

وأضاف أنه يعتبر وزير الخارجية التركي صديقًا وشريكًا، مشيدًا بالصراحة والانفتاح في اللقاءات، ومعبرًا عن رغبتهما الحقيقية في تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق الإقليمي، وأكد أن هذا يعكس توجيهات الرئيسين المصري والتركي، وأنهما سيستمران في العمل المشترك بشكل وثيق.

وفيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، أعرب شكري عن تطلعه لاستقبال نظيره التركي والوفد المرافق له في القاهرة قريبًا، لاستكمال تحضيرات انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي، بهدف الترتيب لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا في المستقبل القريب.

ردّ وزير الخارجية سامح شكري على سؤال حول الخطوات الدبلوماسية التي تقوم بها مصر لتقديم مساعدات إنسانية أكبر إلى قطاع غزة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في اسطنبول. أكد شكري أن مصر منذ بداية الصراع في غزة تبذل جهوداً كبيرة لتوفير المساعدات للمدنيين هناك، إلا أنها واجهت عراقيل من جانب الإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك الاستهداف العسكري للمعابر.

وأشار شكري إلى أن مصر، بالتعاون مع شركائها الدوليين، تؤكد على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية بالكميات المطلوبة لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني. وأكد أنه تم إنشاء مركز في العريش لتجميع المساعدات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المساعدات التي تقدمها تركيا.

وأوضح أنه تم التواصل مع الجانب الإسرائيلي لتخفيف الإجراءات التي تعيق وصول المساعدات إلى غزة، مع التأكيد على أن مصر غير راضية عن حجم المساعدات وعدم وصولها بالكميات المطلوبة.

وأضاف شكري أن مصر سعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن وإنشاء آلية لضمان توفير المساعدات في إطار محدد يحميها من القيود التي تفرضها إسرائيل. كما شدد على ضرورة فتح المعابر الإسرائيلية أمام المساعدات، مشيرًا إلى أن هذه المعابر تقع تحت مسؤولية إسرائيل ويجب عليها أن تلتزم بموجب القانون الدولي بتسهيل دخول المساعدات وعدم فرض عراقيل عليها.

في مؤتمر صحفي مشترك بأسطنبول مع نظيره التركي هاكان فيدان، أعرب وزير الخارجية سامح شكري عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري الحاصل في المنطقة، رداً على سؤال حول تأثير هذا التوتر بين إيران وإسرائيل.

أكد شكري أن مصر قد حذرت منذ بداية التصعيد العسكري في المنطقة من خطورة تفاقم الصراع والتوتر، مشيراً إلى أن هذا التوتر أسفر عن استهداف الملاحة في البحر الأحمر وتأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن مصر دعت إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب التصعيد المباشر أو غير المباشر بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن هذا التصعيد لا يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني أو استقرار المنطقة، بل يزيد من التوتر والآثار السلبية على الشعوب.

وأشار شكري إلى أن مصر تعمل بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الاتصالات، لتجنب تفاقم الوضع، مطالباً بحل جميع المشكلات من خلال الحوار ووفقاً لمبادئ الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد أهمية العمل المشترك لاحتواء الآثار السلبية المترتبة على هذه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل جعل الأنظار تنتقل بعيداً عن الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة.

وأخيراً، أكد ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل يضمن إعفاء المواطنين الفلسطينيين العزل من التداعيات السلبية للعنف الإسرائيلي المتواصل.

وزير الخارجية سامح شكري أكد أهمية دور قطر في المساعي الحالية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، وتوفير المساعدات لقطاع غزة، مؤكداً على حرص مصر على استمرار جهودها لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وحفظ أرواح المدنيين والحفاظ على القضية الفلسطينية.

فيما يخص مسألة حل الدولتين، أشار شكري إلى عدم توافر الإرادة السياسية الدولية لتحقيق التوافق الدولي في هذا الصدد، معتبراً أن التوافق الذي ظهر في مجلس الأمن بشأن فلسطين يجب أن ينتقل إلى إجراءات تنفيذية لتأسيس الدولة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، نوه إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين تنفي احتمالية إقامة الدولة الفلسطينية، داعياً المجتمع الدولي إلى التعبير عن موقفه ومعالجة قضية الفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيهم.

شكري أثار أيضاً تساؤلات حول موقف المجتمع الدولي من مأساة الفلسطينيين في غزة، ودعا إلى النظر في حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وضرورة التصدي لانتهاكاتها، مستنكراً الغضب العالمي الانتقائي والتجاهل لحقوق الإنسان في هذا الصدد.

Dr.Randa
Dr.Radwa