الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

قصة في سطور | "دنيا الله".. سعادة مؤقتة

  • 20-4-2024 | 17:33

غلاف المجموعة القصصية

طباعة
  • شمس علاء الدين

تعد القصة القصيرة أحد ألوان الأدب، تتميز بخط سردي أقصر من الروايات، فالقصص القصيرة تعرض فكرة أو جانب من جوانب الحياة، وتجمع هذه القصص في كثير من الأحيان في مجموعة قصصية واحدة، حيث أنها تعتبر جرعة مركزة من الأحداث، تعطي المجموعة القصصية فرصة لخروج أفكار خفيفة بشكل مكثف دون كلام زائد.

وتستعرض لكم بوابة دار الهلال سلسلة من القصص الرئيسية لأشهر المجموعات القصصية لكبار الكتاب المصريين.

دنيا الله

كتب الأديب العالمي  نجيب محفوظ الكثير من المجموعات القصصية والتي تتميز بأسلوبها السردي المختلف ومنها المجموعة التي تحمل عنوان "دنيا الله"، حيث تتكون المجموعة من 14 قصة وهم «جـوار الله، الجامع في الدرب، زيـنـة، مـوعـد، زعبلاوي، قـاتل، ضد مجهول، دنيـا الله، الجبار، كلمة في الليل، حادثة، حنظل والعسكري، مندوب فوق العادة، صورة قديمة"

تحمل القصة الرئيسة عنوان «دنيا الله"، وهو نفس اسم المجموعة القصصية، تدور أحداث القصة حول «عم إبراهيم» الذي يعمل فراشا بأحد الوزارات المصرية، ويدخل مكتب إدارة بالمبى ليفتح شبابيك المكان، ويتوالى وصول الموظفون إلى مكاتبهم، ثم يدخل عليهم "عم إبراهيم" ليوزع عليهم وجبة الإفطار، حتى يسأله أحد الموظفين عن كشف الماهيات.

موظفون في ورطة

ذهب العامل للخزنة لاستلام ماهيات الموظفين، وظلوا ينتظرونه حتى تأخر الوقت، ليكتشفوا أنه غادر المصلحة برواتبهم بدون سبب، تجمع الموظفون للذهاب إلى قسم البوليس لتقديم بلاغ ضد "عم إبراهيم" المتغيب ومعه مرتباتهم، وأخذ كل منهم ينظر في حاله وماذا سيحل تلك الكارثة التي حلت فوق رأسه، داهمت الشرطة منزل الفراش ليجدوه مجرد غرفة صغيره بها مرتبة مهترءة، وبعض الحاجيات البسيطة، وأمرأة هزيلة ومن الواضح أنها زوجته.

ويستمر أديب نوبل في سرد الأحداث بطريقة انسيابية وجذابه، وتصل الرطة إلى أحد المقاهي التي كان يرتادها ذلك الفراش المغيب، لكنهم لا يجدونه لأنه موجود بمنطقة أبو قير يمضي شهر العسل مع فتاه صغير تبيع أوراق اليناصيب بعد أن سرق مرتبات الموظفين ليقضي بها بعض الأوقات السعيدة مع محبوبته.

سعادة مؤقتة

تمضي الأيام ويحاول العم إبراهم أن يقضي أوقات سعيدة بقدر ما يستطيع، فهو يعلم أنها لابد لها أن تنتهي ذات يوم، ولكنه لا يتمنى أن يكون ذلك اليوم قريب جدا، أخذ يصرف الأموال بشراهه ويجيب كل طلبات محبوبته والتي كانت تطلب بجشع ما تحتاج وما لا تحتاج، ويأتي اليوم الذي يعكر عليه صفو سعادته، إذ وهو بأحد محلات البقالة يلمح موظف السيكرتاريه بصحبة سمسار يبحث عن شقة ليقضي بها عطلة الصيفل كما هو معتاد، ففر ورجع إلى غرفته التي استأجرها، وبدأ يجمع ما تبقى مع من مرتبات المساكين ليعش بها الكثير من السعادة المؤقتة.

وكانت فتاة اليناصيب في نفس اللحظة تراقبه وهو يجمع أمواله، وتقرر سرقتها ليلا دون أن يشعر لتنجو من ذلك العجوز بعمرها فهي مازالت شابة، ولكن لم يصبر القاتل على المقتول، حيث كان "عم إبراهيم" يفكر بوهب ما تبقى معه من مال للفتاة وتركها بحال سبيلها، وحينما كان غارق بالتفكير والأرق وجد يد خفيفة تتحسس صدرة بحثا عن النقود، أمسك بيدها لتنقض على يده وتعضها حتى سالت منها الدماء، دفعها بعيدا عنه وألقى عليها سيل من الأسئلة وهي لا تجيب، ليتنهى به الأمر بوهبه ما تبقى من مال للفتاة، وأخذ يمشي بشوارع الإسكندرية هائما، حتى يسمع اسمه ليرى رجل يلاحقة، فيقف العجوز باستسلام للمخبر الذي يسأله له أين كان كل تلك المدة قائلا "أتعبتنا الله يتعبك"، ثم يسأله عن سبب سرقته لمرتبات الموظفين، فيبتسم "عم إبراهيم"، ثم رفع أصبعه إلى فوق وهو يغمغم: الله!

أخبار الساعة

الاكثر قراءة