الأحد 5 مايو 2024

عبد الرحمن الأبنودي.. أحد أهم شعراء العامية المصرية «صاحب السيرة الهلالية»

عبد الرحمن الأبنودي

ثقافة21-4-2024 | 00:02

همت مصطفى

تحتفي الأوساط الثقافية خلال هذه الأيام في شهر إبريل الجاري بذكرى ميلاد الشاعر عبد الرحمن الأبنوي، حيث ولد في 11 أبريل 1938  فيما تحل ذكرى رحيله غدا 21 إبريل حيث توفيّ  عصر هذا اليوم بعام 2015.

 

عبد الرحمن الأبنودي هو أحد أهم شعراء العامية المصرية، ولد في إحدى قرى الصعيد في قرية «أبنود» بمحافظة قنا في صعيد مصر،  كان والده الشيخ محمود الأبنودي يعمل مأذونًا شرعيًا، وانتقل مع أسرته إلى مدينة قنا واستقر هناك.

 

تلقى «الأبنودي» تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس قنا، ثم انتقل إلى القاهرة و تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة من قسم اللغة العربية واطلع الأبنودي خلال فترة الدراسة على عيون الشعر العربي قديمًا وحديثًا، وأعجب بالعديد من الشعراء وفي مقدمتهم أبو العلاء المعري.

 

الميلاد والنشأة

 

وبنشأة «الأبنودي» في صعيد مصر، تعرف على تراث الجنوب ومظاهر ثقافته، واستمع إلى أشعار السيرة الهلالية وأغانيها التي تغنى أهل الصعيد يتغنون بها، فتأثر بذلك تأثرَا كبيرًا، وتناولت القصائد الأولى  مشاكل بيئة الصعيد التي عاش فيها، وأن تجسد أحلام أهله وأمنياتهم.

 

الانطلاق  بالستينيات 

 

وكان انطلاق «الأبنودي» في مطلع فترة الستينيات بالقرن الماضي، والتي شهدت الساحة الأدبية بها إبداعات متميزة لعدد كبير من شعراء العامية المصرية، وفي مقدمتهم أبو العامية المصرية فؤاد حداد وصلاح جاهين، وأحمد فؤاد نجم وغيرهم الكثير، ومرت مصر في تلك الفترة بتحولات سياسية مهمة كان لها تأثيرها الكبير على الشعراء، ومن بينهم عبد الرحمن الأبنودي.

 

«الأرض والعيال» .. والبداية

 كان أول الدواوين الشعرية للأبنودي هو ديوان «الأرض والعيال»، و صدرت طبعته الأولى 1964، وبعده بعامين وفي عام 1967، صدر ديوانه الثاني «الزحمة» وبعده ديوانا "عماليات" عام 1968 و«جوابات حراجي القط» في العام التالي.

 

دوواين «الأبنودي»

 

واستكمل«الأبنودي» في السبعينيات بالقرن الماضي مسيرة إبداعه الشعري، فألف عدة دواوين شعرية نذكر منها «فصول» عام 1970، و«أنا والناس» عام 1973، وديوانا «بعد التحية والسلام» و«صمت الجرس» عام 1975، و«المشروع الممنوع» عام 1979، الأحزان العادية (1981) ديوان مكتوب دراسة (محمد القدوسي)، « الموت على الأسفلت» (1988 - 1995) قصيدة طويلة، وغيرها.

 

 وفي فترة الثمانينيات بالقرن الماضي، حقق الأبنودي أشهر إنجازاته بعد ما عمل في رحلته على جمع السيرة الهلالية كاملة وفقًا لما سمعه من شعراء الصعيد وقصصهم عن بني هلال ، وأصدر هذه السيرة في خمسة أجزاء الصعيد،  وبعدها نشر الأبنودي ديوانا «الاستعمار العربي» عام 1991، والجزء الأول من مختاراته الشعرية عام1994.

 

و نشر  كتاب «أيامنا الحلوة»، ويقدم به مجموعة من القصص التي نشرها تباعًا في ملحق جريدة الأهرام، ويسرد فيها حكايات مختلفة عن قريته في الصعيد.

 

أغاني الدراما المصرية 

 

ولم يقف «الأبنودي» في لإبداع على كتابة الشعر فحسب، فقد ألف الكثير من الأغاني التي  قدمها عدد كبير من مطربي الوطن العربي، وخاصة من زمن الفن الجميل منهم محمد رشدي، ووردة الجزائرية، وشادية، وصباح، وماجدة الرومي، ومحمد منير وفايزة أحمد وغيرهم

 

ألف عدد كبير لعبد الحليم حافظ  أغاني كثيرة منها: «عدى النهار»، و «المسيح»، «أحلف بسماها وترابها» و ابنك يقولك يا بطل»، «أنا كل ما قول التوبة»، و«بركان الغضب وغيرها

 

و كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل «النديم»، وأشهر مسلسلات الدراما العربية وفترة التسعينيات بالقرن الماضي «ذئاب الجبل» ،  وكتب حوار وأغاني فيلم «شيء من الخوف»، وحوار فيلم «الطوق والإسورة» و  شارك «الأبنودي»  دكتور يحيى عزمي في كتابة السناريو والحوار للفيلم نفسه عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبد الله، وهما من أهم وأشهر أفلام السينما المصرية. وكتب«الأبنودي» أغاني فيلم «البريء» من بطولة الفنان أحمد زكي

 

وقدمت شخصية «الأبنودي » بالدراما المصرية وخاصة في مسلسل «العندليب حكاية شعب» وقدم دوره الفنان محمود البزاوي

 

حصاد الرحلة

 

ونال «الأبنودي»  جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليصبح بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية،  وفكما فاز«الأبنودي»  بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014.