تعد مصر موطنًا لأعرق المعالم الأثرية في العالم، حيث تحتضن آثارًا فريدة تعود إلى حضارات عريقة عاشت على أرضها منذ آلاف السنين، ومن أبرز هذه المعالم الأثرية الكنيسة المعلقة، التي تعد من أشهر المعالم الدينية في مصر القديمة.
تقع الكنيسة المعلقة ضمن مجمع الأديرة والكنائس بمنطقة مصر القديمة، وتتميز بتاريخها العريق وزخارفها وعمارتها الفريدة، وسميت بهذا الاسم لأنها شيدت على برجين من أبراج الحصن الروماني القديم.
تطل الكنيسة على شارع مار جرجس من الناحية الغربية، وكانت تسمى قديمًا "كنيسة الدرج" لضرورة صعود الزائرين إلى حوالي تسع وعشرين درجة للوصول إليها، حيث تحيط بالكنيسة معالم أثرية أخرى مثل حصن بابليون.
بنيت الكنيسة المعلقة على الطراز البازيليكي الشهير المكون من ثلاثة أجنحة وردهة أمامية وهيكل مقسم إلى ثلاثة أقسام، تأخذ شكلًا مستطيلًا صغيرًا نسبيًا بأبعاد 23.5 مترًا طولًا، و18.5 مترًا عرضًا، و9.5 مترًا ارتفاعًا.
تتكون الكنيسة من صحن رئيسي وجناحين صغيرين، يفصل بينهما ثمانية أعمدة على كل جانب، بين الصحن والجناح الشمالي، يوجد صف من ثلاثة أعمدة تعلوها عقود مدببة كبيرة، معظم الأعمدة من الرخام، باستثناء واحدة من البازلت الأسود، تتميز بعض تيجان الأعمدة بالطراز الكورنثي.
يشبه سقف الكنيسة من الأعلى شكل سفينة مقلوبة، في إشارة إلى فلك نوح، وتحتوي على ثلاثة هياكل رئيسية: الهيكل الأوسط باسم القديسة العذراء مريم، والأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان، والأيسر باسم القديس مار جرجس، أمامها توجد أحجبة خشبية، أبرزها الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف من القرنين الثاني عشر أو الثالث عشر الميلاديين، ومنقوش بأشكال هندسية وصلبان.
