في لقاء بيني وبين عبد الوهاب سألته عن آخر لقاء تم بينه وبين الراحل العظيم جمال عبد الناصر فقال :كان آخر لقاء معه مساء 23يوليو سنة 1966أثناء الحفلة التي اقيمت في مناسبة عيد الثورة بنادي الضباط وكانت السيدة أم كلثوم تشترك في إحياء هذه الحفلة وأثناء وصلتها الغنائية كنت أجلس بجوار الرئيس الراحل ..
وأذكر أنني قبل هذا مرضت في باريس أثناء سفرى مع أحد الأصدقاء بالباخرة .. وقد تلطف الرئيس العظيم رحمه الله وسألني :
ـ انت كنت تعبان ؟
* ايوه ياسيادة الرئيس ..
ـ وليه مجتش بالطائرة ؟
* لأني بخاف من ركوب الطائرة .
ـ بتخاف ليه انت مش مؤمن ؟
* نعم ياسيادة الرئيس ولكن أعصابي تعبانة لاتحتمل وبأخذ أدوية ومهدئات .
ـ أنا ضد الأدوية المهدئة فلماذا لا تجرب الابتعاد عن هذه الأدوية ؟
* أرجو أن أستطيع أن أفعل ذلك .
ثم تطرق الحديث بيني وبينه عن أعمالي الفنية فسألني :
ـ انت عملت ايه في مجنون ليلى ؟
* أعمل فيها حاليا .
ـ أنا بقالي زمان بسمع انك بتعمل فيها .. لسة مخلصتش ؟
* ياسيادة الريس هذا عمل فني ضخم لا أحب أن أتقيد فيه بموعد ولكنني اتقيد فيه بالإجادة والإتقان.
ـ لازم تكون كده فعلا لأن الأعمال المثقفة خصوصا في القالب الروائي يكتب لها الخلود .
** واستمعت لعبدالوهاب كثيرا وهو يستعيد هذه الذكريات ثم صمت وعاد ليقول : لقد قدم عبدالناصر خدمات عديدة للفن في حياته فرأت البلاد المعاهد الموسيقية والمسارح أما الفنان فإن الريس أكرمه بالنياشين فأحس بتقدير الدولة له كفنان .
التوقيع ثروت فهمى
21 أكتوبر 1970