فؤاد حجازي – كاتب مصرى
معركة المنصورة فى الثامن من فبراير 1250 ميلادى، التى دارت بين مصر والفرنسيين ومن معهم من الإنجليز والقبارصة والطليان، من المعارك الفاصلة فى التاريخ، بعدها استطاع الأشرف خليل قلاوون الاستيلاء على عكا، آخر معاقلهم الحصينة فى 18 مايو عام 1291 ميلادى، أى بعد واحد وأربعين عاماً من معركة المنصورة، وانحسر وجودهم فى الشام، ولم تجرؤ أوروبا على الاعتداء على الشرق العربى، إلا بعد خمسة قرون من هذا التاريخ، حين حضرت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون فى آخر القرن الثامن عشر، وفشلت، ثم جاءت حملة فريزر 1807 وهزمت، ثم جاء الغزو الإنجليزى للإسكندرية فى يوليو 1882، ومع ذلك، لا نجد أثراً يذكر، لهذه المعركة الفاصلة فى أدبنا المعاصر.
مسرحية، أو اثنتان، وعدة روايات، لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، مكتوبة، كأنما لصبية المدارس الثانوية، ليصيبوا شيئاً من التاريخ.
والنص، الذى بين يدى، كمثل، على ما أقول، هو رواية “أضلاع الصحراء” للأديب الكبير إدوار الخراط.. ولقد اعتمد المؤلف، فيما أرى، الإطار التاريخى لروايته، وكذا ترتيب الأحداث، طبقاً لما جاء فى كتاب “هزيمة لويس التاسع” للدكتور/ جوزيف نسيم يوسف، الصادر عن مؤسسة المطبوعات الحديثة “دون تاريخ أو رقم إيداع”.
كتب إدوار، روايته، وعيناه على وحدة عنصرى الأمة، حيث اصطنع لقاء مصادفة، بين عائد إلى دمياط، بعد أن هددها الفرنسيون، وكان الأولى به أن يعود أدراجه، حيث الهاربين على الطريق، وبين قبطى مهاجر منها، حيث نذر الحرب تؤذن بالدمار.
وتتطور الأحداث، ليساعد هذا القبطى، فى تهريب السلاح والنفط، إلى دمياط المحتلة، مستغلاً صفته كقبطى، يتساهل معه الفرنسى المسيحى ونسى الكاتب، أن هذا إذا انطبق على آحاد الأقباط، فهو لا ينطبق على عمومهم، وأن ما ألمح إليه يحمل من باب خفى، إشارة على إمكانية تواطؤ القبطى، مع المسيحى الغازى، ولا أعتقد أن الكاتب أراد لنا أن نفهم ذلك.. يقول ص 114 من الرواية على لسان الفارس الغريب: “ما بك حاجة إلى الزنار يا عم جبره.. فعلامه الصليب والوشم القبطى على ذراعك فيها الكفاية فإذا دخلنا دمياط منذ اليوم فأنا ابن خالك بطرس بن حنا العسال.. سمعتنى يا إسحاق “يا بن” الخال: بطرس بن حنا العسال.. وبلدى “البرامون” وأنا بياع جبن وزبد وعسل.. ولى فى البرامون نخالة وتجارة.. هذا الشيخ عبدالله سوف يرسل إلينا برسله، بإذن الله، وندبر أمرنا.. لن نترك خبيئة فى معسكر الغزاة إلا عرفها المعسكر المصرى.. ولن ندع للغزاة راحة ولا أمنا.. وإنى لواثق من حيلة الشيخ وإحكام تدبيره”.
هل يكفى الإخبار، فى هذه الفقرة الحوارية، بشأن المقاومة المنتظرة، عن جعلنا نعايشها ونعانى معاناة أصحابها.. فعندما دخلا دمياط لم نعرف شعوره جبره، وهو يكشف عن صليبه، للفرنسيين، إذا كان قد كشف، وهل كانت الحيلة تنجح فى كل مرة، وإذا ما لاح خطر، كيف كان يلاقيه..؟!
وكيف حال الرسل، الذين يرسلهم الشيخ عبدالله.. هل من القبط، أم من الفلاحين المسلمين، وإذا كانوا من المسلمين، فما حيلتهم فى التسلل إلى دمياط المحاصرة..؟!
ودرج الكاتب على الإخبار، بدلاً من التشخيص، حتى نهاية روايته، ففى ص 278 يقول السارد: وأبطاله أمام جثة توران شاه “هذا هو مجد الدنيا وصولة الملك وجبروت السلطنة.. هذا ما بقى من الرجل الذى ركب عواصف المغامرة والمتعة وثمل بخمر الإمارة واللذة: هذه الجثة العفنة المنتفخة الشائهة.
الملك لك وحدك يارب.. أنت وحدك صاحب الملك العظيم”.
وعظ، ومباشرة، الأجدى منهما، أن يقدم لنا هذا الملك، فى لحظات فجوره، حتى نتلمس حالته، ونستشف دوافعه، ونتعاطف معه، أو نبغضه.. ولم يكلف الكاتب نفسه، مشقة، زيارة الأماكن التى وقعت فيها الأحداث فى دمياط والمنصورة.. فقوله إن بالمنصورة “الجامع الكبير” يدل على أنه لا يعرف شيئاً عن معالمها، فليس بها ما يسمى “الجامع الكبير” وتحاشيه لوصف الأزقة التى دارت بها المعارك، وكانت عاملاً مهما فى إحداث النصر، فقد دخلها الفرنسيون بخيول ذات أحجام كبيرة، لم تساعدهم على سرعة الحركة، مما جعل أولاد البلد يوقعون بهم.. أقول إن جهل إدوار بهذا، أخبرنا أنه لم يحضر إلى المدينة قط وجاء وصفه للمعركة داخل المدينة، دائراً فى الفراغ.
ولقد قاده افتقاره للمعلومات التاريخية، إلى محاولة التعويض، عن طريق المبالغة فى الوصف.. وصف الشخصيات، وما تلبس، والأماكن التى تحل بها، الوصف بتأن، وتفصيل لا يناسبان ما تمر به الشخصيات من أحداث جسام، تقود الذهن إلى توقع انفعالاتها، وما تفكر فيه، لتجاوز المحن، وليس لتأمل خطوط ثوب.. أو أحجار حائط، ففى ص 145، يقول الكاتب “وأقبل الشيخ مع ركب السلطان إلى المنصورة، ومضت أمور الحياة بالناس لا تدع لهم راحة، فانشغلوا عن كراماته”.
أى أن الناس فى اضطراب وكرب عظيم، بعد احتلال دمياط، وانسحاب السلطان مع جيشه إلى المنصورة، استعداداً لمعركة مرتقبة، ورغم اعتراف الكاتب فى الفقرة السابقة أن أمور الحياة لا تدع للناس راحة، حتى أنهم انشغلوا عن الكرامات التى أشيعت عن الشيخ عبدالله.. إلا أن هذا الاضطراب، وعدم الراحة، لم يذهبا بهدوء السارد، وتأنيه فى الوصف، فإذا بالشيخ فى خيمة مشبعة بالدخان والبخور الخشن الحريف، والقنديل الواحد يهتز حبله المعلق فى عارضة خشبية تحت خيش السقف المنخفض.. من الذى عنده وعى ليعرف إذا كان البخور، خشنا، وحريفا، بينما نفوس الناس تتوقع الخطر فى كل حين.. وبنفس تعبير الكاتب “فإذا الخيمة كلها، والنفوس تمتلئ بالشكاة والأنين ونغمات الصبر الطويل” ورغم ذلك يصف الكاتب بتأن: “ووقف أمام بهية “يقصد الشيخ”، تعطيه ظهرها، وقد انهمر جسمها الممشوق فى ذلك الثوب الضيق الذى رآه عليها يومها، الثوب المخطط بأحمر وأصفر وقد شحبت الخطوط الصفراء، فى نور القنديل، حتى أوشكت أن تبدو بيضاء باهتة، كأنها خطوط من جسمها تلوح بين خطوط الحمرة الشاحبة المتثنية اللصيقة، كان جسمها متهدلاً منثنيا فى وقفة التعب، يبث حسا بالاستهتار والضجر والابتذال معا، ويثير شفقة حميمة دافئة تجيش لها الأحشاء، وهى ترفع ذراعيها فى الكمين الضيقين، وتصطفق فى أصابعها المخضبة بالحناء رنات صغيرة من الصناجات، تتسق مع لحن الأرغول.. وصوتها المهيض المرهق تكاد تكون فيه بحة من طول الغناء، فيه صدى أجش مثير وخافت “ص 147 الرواية.. من الذى يستطيع أن يلحظ فى ضوء القنديل المهتز أن الأصفر فى ثوب بهية أصبح شاحباً ومن الذى يستطيع فى جو الشكاية أن ينتبه لصدى فى الصوت مثير وخافت.. ومن الذى يلفت نظره فى هذا الجو أصابع مخضبة بالحناء؟!.
وهكذا تخلل الوصف السرد، الذى لا يحفل بالتفصيل الدقيق، حتى يتنامى الحدث، ويتسارع إيقاعه، فأدى إلى بطء فى الحركة وجمود فى المشهد ولقد تجاهل الكاتب خاصيتين تميزت بهما معركة المنصورة:
الخاصية الأولى: المقاومة الشعبية فى المنصورة، ومواجهة أهلها وجها لوجه للفرنسيين والإنجليز فى الشوارع، والأزقة والبيوت، وهزيمتهم، رغم سلاحهم البسيط من أوان نحاسية وبلط وسكاكين، فى مواجهة الفرسان الغازين بدروعهم ورماحهم وسيوفهم، ورغم أنها العنصر الحاسم فى النصر، إلا أنها لم تنل من رواية تعداد صفحاتها 283 صفحة من القطع المتوسط إلا صفحات قليلة.
الخاصية الثانية: مات السلطان نجم الدين أيوب قبل شهرين ونصف فقط من معركة الثلاثاء 8 فبراير فى المنصورة، واستطاعت أرملته “شجرة الدر” إخفاء الأمر وسيطرت على قادة الجيش، وفرسان المماليك، الطامعين فيها وفى العرش.
واهتم الكاتب بخاصيتين هامشيتين تاريخياً، لكنهما ميزا روايته، الخاصية الأولى: وجه الكاتب همه إلى المقاومة فى دمياط، وهى مع أهميتها، كانت مضايقة للعدو، ومحاولة استنزافه، حتى تحين المعركة الفاصلة، فالعائد إلى دمياط، الذى قابلناه على الطريق فى بداية الرواية، أحب غجرية على نفس الطريق اسمها بهية أصبح لها دور فى المقاومة، فأقامت علاقة جسدية مع أحد قادة الفرنسيين، لكن المرأة، للحق، تختلج لواعجها، فهى رغم إحساسها بالنشوة مع الفرنسى، إلا أنها تشعر بالكره نحو قومه، ففى هجمة لفرسان الفرنج بالشام، حيث كانت بهية تعيش مع زوجها يحيى والأسرة، لم تكن منجاة، إلا فى النهر، واختطف الفرنج ابنهما.. ومع أنه لا ذنب ليحيى فى ذلك ومع أنه لا يستطيع منعهم، حتى لو أراد، إلا أنها “ومن يومها لم يخلص له قلبها.. قام بينهما حاجز عريض، كأنها تنقم عليه أن نجا، وترك ابنه يختطف أسيراً”.. ورغم الهجرة، وتوالى الأيام، فلم يذهب غضبها، وجعلها هذا حسبما أراد الكاتب، تخونه جهاراً، نهاراً.
وسارت قطيعة بينها وبين زوجها الذى اعتبرته مقصراً فى إنقاذ ابنهما، ولعل هذا ما جعلها تتقبل حب الشيخ عبدالله الصامت لها، لكنها الآن، تصبر على بلوتها، مضاجعة الفرنسى، التى تعجبها، من أجل إحضار معلومات للمقاومة!!، واحتج فران ممن اشتركوا فى المقاومة.
وانتصر منطق الغجرية، وانتصر لها العائد إلى دمياط “الشيخ عبدالله” الذى قابلناه على الطريق فى أول الرواية وقد أوشك حبه للغجرية أن يفصح عن نفسه، وهو المتدين الذى ينوى الانقطاع للعبادة فى أحد مساجد دمياط.. أما زوجها وبرفقته ابنهما، فقد لزم الصمت ولم تثر نخوته، لجفاء اصطنعه الكاتب بينهما، دون مبرر مقنع.
الخاصية الثانية: إبراز العنصر القبطى فى المقاومة، فهذا فارس غامض، يظهر عند الشدائد، ينقذ من هم فى مأزق، وينصرف، دون أن يعرف أحد ملامحه، أو وجهته، أو من أين حضر، وما هى ماهيته، ولكن لن يطول بنا التفكير كثيراً، فالفارس يتشح بملابس سوداء، إشارة إلى ملابس رجال الدين الأقباط السوداء، وهو يتبع المقاومين عن بعد.. ولا يظهر إلا حين الحاجة إليه.. فهو المخلص، الناكر لذاته.. لكن هذا المخلص، لم نر ملامح وجهه ولا أحسسنا بانفعالاته، أو عرفنا فيم يفكر، أو كيف تسير أموره، وبالتالى لم نستطع أن نتعاطف معه، أو نحس به كشخص من لحم ودم “ذلك الراكب الأسود الذى يبدو على البعد نقطة سوداء صغيرة، لا تنى ترتفع وتنخفض، يخفيها ارتفاع الطريق ثم يعلو بها.. هذا الراكب تتبعه منذ خرج من أشموم طناح.. احتذى أثره على الطريق”.
وعندما تأزم الموقف بأقطاى المتبوع بالفارس الأسود: “الجواد الأسود قد اختطف الطريق كأنه السهم المنطلق، ووقع سنابكه يعلو ويتضخم “إلى أن: “وهب واقفاً وثابتاً فى ركابه، وفى يده قوس كبيرة كأقواس القطانين، وعندما التفت أقطاى خلفه فى لمحته السريعة رآه كبرج رقيق أو مئذنة راسخة وإن كانت رقيقة، متمكناً على جواده يعدو به لا يلوى، حتى إذا أصبح على وجه الدقة فى متناول رمية القوس، انطلق منه سهم يئز والجواد مازال يعدو، فى سرعة تخف رويداً رويداً، نحو المهاجمين.
كان الفارس قد هب لنجدته، يهاجم الأعراب.. وهذا الفارس الغريب، عندما يمرض الشيخ عبدالله ومد يده إلى خريطته بجانب السرج، فأخرج منها قارورة صغيرة من زجاج داكن فى قربة جلدية تحميها، ووضع عنق القارورة فى فم الشيخ وأمالها قليلاً فانسربت منها قطرات ثخينة وسائل كثيف القوام حلو الطعم له نكهة نافذة.. وكان للسائل أثر السحر فى الألم الذى أوشك أن يوقف عنق الشيخ”.
وعندما يسأله الشيخ:
- ما هذا الذى جرعتنيه أيها الغريب؟ ومن أنت؟ ما اسمك ومن أنت.. يتجاهل تعريف نفسه، ويكتفى بالرد:
“عقار مجرب موصوف”.
ويلح الشيخ فى السؤال، فيأتيه الرد:
“غريب عن البلاد ولكنى من أهلها.. كل بلاد العرب لى وطن”، وهذا الحوار يساهم أكثر فى عدم إحساسنا بهذا الغريب، بدلاً من تقريبنا منه.
وينجح المصريون فى التسلل إلى داخل دمياط المحتلة، عن طريق تجار الطريق، الذين يبيعون المؤن للفرنسيين، وهل كان يجرؤ أحد على التعامل معهم، والدعوة للجهاد من فوق منابر المساجد على قدم وساق، وتتسلل معهم الأسلحة والنفط، فيقتل المقاومون فى المدينة الفرنسيين، ويشعلون النار فى دورهم.
أما عن المقاومة الشعبية فى شوارع المنصورة وحاراتها فلها الخاصية التاريخية الأولى، يقول الكاتب:
“ارتطمت سيول البشر المدرعة المسلحة فى الساحة الكبيرة واصطفق الحديد بالحديد، الدروع الثقيلة القائمة الزوايا والأوشحة البيضاء المعلمة بالصليب الأحمر، بالأقبية الصفراء والزرديات الطواعة الدقيقة الحلقات، الأجساد وقد تشابكت بالأذرع والسيقان، الصدور تضغط على الصدور، فى ملحمة مضطربة وشاسعة، السواطير ترتفع بجهد ثم تتراخى ذراع المدافع لحظة واحدة فتنقض الفأس على الأكتاف تفلق الحديد والعظام، قضبان الحديد تخبط الزوايا وتطوح بالأجسام”.
هل شممت رائحة عرق، هل أحسست لزوجة دم دافئ منساب، هل أحسست بالحمية، أو لفحت وجهك أنفاس مصرى يهوى، فيهوى قلبك معه، أو امرأة تعانى، فتتألم لمعاناتها، هل روعتك نظرة رعب من فرنسى، وقد سقط عنه قناعه، وتهاوت خوذته، هل عرفت من يتلقى ضربة من، وبأى شعور يدافع، ومن خانه توقعه، ومن تمكن من تسديد طعنة فى مقتل، وهل استمعت إلى سنابك الخيل تقرقع على الطريق وهى - الخيل - تحمحم مذعورة.. هل رأيت النساء والشيوخ والأطفال يساهمون فى المعركة.
يسحبون القتلى، ويضمدون الجرحى، ويحملون الطعام والماء للمحاربين.. هل رأيت الفلاحين يندفعون من القرى، على وجوههم تصميم، وفى أيديهم بلط وفئوس، هل رأيت أبناء البلد، يسدون الحارات على فرسان الفرنسيين، ومعهم ما ملكت أيديهم من سكاكين، وحراب، وأقواس.. هل رأيت الشوارع والحارات والبيوت، وعرفت كيف كانت أشكالها، وكيف كانت تحارب مع أصحابها، وهل عرفت، ماذا كان يقول الناس، وكيف كانوا يصرفون أمورهم، وأفواج الفرسان من الفرنسيين والإنجليز والقبارصة، والرهبان، تتدفق على المدينة.. وماذا كانوا يفعلون وهم يقاومونها، لا شىء من هذا.. وأصبح هذا الوصف الأصم الذى طالعناه قبلاً، خارج الزمان والمكان.
وتنتهى الرواية، بزحف الجيش الفرنسى إلى المنصورة، وهزيمته فيها وأسر لويس التاسع ملك فرنسا، دون أن يظهر أثر لشجرة الدر، الخاصية التاريخية الثانية، قائدة النصر، فقد اختفت منذ المشاهد الأولى فى الرواية، واكتفى المؤلف أن أرانا إياها، ملازمه لزوجها فى مرضه، محبة شغوف، وهو يبادلها الشعور نفسه.
وربما كنا نلتمس العذر للكاتب، فالرواية من بواكير أعماله، انتهى من كتابتها، كما هو مذيل فى طبعتها التى صدرت عن هيئة الكتاب فى 1959/12/30.. ولكن كيف نفعل ذلك، ومذيل أيضاً، أنها صدرت فى عام 1986، أى بعد أن نضج الكاتب وحقق شهرته.. معنى ذلك أنه راض عنها، بدليل موافقته على نشرها فى هذا التاريخ المتأخر عن كتابتها، وعن بدايته.