كتب: أحمد إبراهيم أحمد
احتفل محبو المسرح والتمثيل في يوم الرابع عشر من شهر فبراير بميلاد سوسكا... طفلة رأت النور في عام 1937 م وحين تقدم بها العمر لم تخجل من الإعلان عن عمرها الحقيقي كما تفعل الكثيرات.
رأت النور بمدينة فارسكور في محافظة دمياط، وبدأت وهي صبية تقليد الممثلين، وآمن والدها بموهبتها وشجعها على تنميتها في الوقت الذي حاربت أمها هذه الموهبة، لدرجة أنها سارت وراءها في إحدي المرات وتتبعتها حتى وصلت إلى المسرح وفور أن شاهدتها صرخت، وفرت هاربةً منها لدار الأوبرا، واختبأت في غرفة الحارس.
التحقت بمعهد الفنون المسرحية بعد حصولها على الثانوية العامة، ومعهد الموسيقى إضافة لدراستها في معهد الفنون المسرحية، وكان من أساتذتها في معهد التمثيل الفنان الكبير حمدي غيث والمبدع متعدد المواهب عبد الرحيم الزرقاني، وشجعها أستاذها المسرحي الكبير فتوح نشاطي على احتراف الفن، وساهم في ضمها للمسرح القومي، لتشارك مجموعة من أفضل نجمات المسرح القومي مثل سناء جميل، وأمينة رزق وغيرهما من كبار النجمات مما أضعف فرصتها في بطولة مسرحيات المسرح القومي لوجودهن.
رغم أنها شاركت في العديد من الأفلام السينمائية اعتبرت نفسها فنانة غير سينمائية وأنها تنتمي للمسرح ومن أشهر أفلامها الجنسية مصري (2011 م) يا ناس يا هووه (1991 م) ليلة عسل (1990 م) القلب وما يعشق (1989 م) ليلة القبض على بكيزة وزغلول (1988 م) الأونطجية (1987 م) وعد ومكتوب (1986 م) دقة زار (1986 م) السيد قشطة (1985 م) حدوتة مصرية (1982 م) انتخبوا الدكتور عبد الباسط (1981 م) لحظة ضعف (1981 م) استقالة عالمة ذرة (1980 م) الوليد والعذراء (1977 م) أميرة حبي أنا (1974 م) العاطفة والجسد (1972 م) الشجعان الثلاثة (1969 م) العميل 77 (1969 م) غرام تلميذة (1969 م) أنا ومراتي والجو (1969 م) الحلوة عزيزة (1969 م) أيام الحب (1968 م) عندما نحب (1967 م) أخطر رجل في العالم (1967 م) جناب السفير (1966 م) فجر يوم جديد (1965 م) لعبة الحب والجواز (1964 م) وفاء إلى الأبد (1962 م) رسالة إلى الله (1961 م) يوم من عمري (1961 م) موعد مع الماضي (1961 م) صائدة الرجال (1960 م) البنات والصيف (1960 م) نهر الحب (1960 م) لن أعود (1959 م) المرأة المجهولة (1959 م) حياة امرأة (1959 م) لوكاندة المفاجآت (1959 م) هل أقتل زوجي (1958 م) ساحر النساء (1958 م) صراع مع الحياة (1957 م) إغراء (1957 م).
كما قدمت في الدراما التليفزيونية أعمالاً مثل (هنداوي - شهادة ميلاد - بكيزة وزغلول- الشاهد الوحيد - قلب حبيبة - قانون سوسكا) قلب حبيبة (2005 م) بكيزة وزغلول (1986 م) ألف ليلة وليلة (1985 م) الشاهد الوحيد (1984 م) وتوالت الأحداث عاصفة (1982 م) عم حمزة (1981 م) ومشيت طريق الأخطار (1981 م) الأيدي الناعمة (1980 م) جراح عميقة (1969 م) خيال المآتة (1964 م) لمن نحيا (1962 م) ومن شدة حساسيتها الفنية توقعت عدم نجاح مسلسل بكيزة وزغلول عقب تصويره، وكانت سعادتها فائقة بنجاح هذا المسلسل.
دفع تألق سهير البابلي في عروض المسرح القومي سمير خفاجي للاتصال بها ونجح في ضمها لفرقة الفنانين المتحدين، وقدمت مع هذه الفرقة بعضاً من أنجح العروض الباقية في ذاكرة المسرح العربي؛ كما شاركت في عديد من العروض المسرحية إخراج جلال الشرقاوي الذي رشحها لدور المُعلّمة عفت وكان قد تعرف عليها وهو يعمل في مسرح الحكيم بمتابعته لها في المسرح القومي، فضمها لأول تعاون بينهما فجمعهما عرض آه يا ليل يا قمر، واستمر التعاون في عروض كثيرة أبرزها مدرسة المشاغبين، وع الرصيف، وروى جلال الشرقاوي أنها مرت بأزمة صحية في مسرحية ع الرصيف، أوصلت درجة حرارتها لما يقرب من الأربعين مئوية، وكانت لا تقوى على الحركة، وحين اقترح عليها إلغاء العرض رفضت، وطلبت مساعدتها للوصول لخشبة المسرح وما أن دخلت حتى تبدلت حالتها.
وسهير البابلي من عشاق الالتزام على المسرح رغم خفة دمها الفائقة ومن أكثر الناس حرصاً على احترام النص المكتوب، واحترام الحقوق الأدبية للمبدعين، وجاء في مذكرات المخرج جلال الشرقاوي أن سهير البابلي كانت على خلاف دائم مع عادل إمام وسعيد صالح خلال عرض مسرحية مدرسة المشاغبين لكثرة خروجهما على النص، وانسحبت مرتين فحلت مكانها ميمي جمال، ثم نيللي، ورغم هذا الخلاف حرصت على تعريف جمهور مسرحية ريا وسكينة أن من شارك في إلقاء بيان الإذاعة في مشهد زنقة الستات هو الفنان سعيد صالح بصوته كما شارك شادية في أداء أغنية إشاعات.
وتشتاق سهير البابلي ذات التاريخ العريق للوقوف على خشبة المسرح قائلة إنها ترى أخطاءً كثيرة في الشارع المصري تريد أن تنتقدها لتضيف لرصيدها الفني.
وثق تاريخ الدراما المسرحية العربية المسرحيات التي لعبت بطولتها أو شاركت فيها ومن أهمها عايزة أتكلم (2010 م) عطية الإرهابية (1995 م) ع الرصيف (1987 م) ريا وسكينة (1983 م) يا حلوه ما تلعبيش بالكبريت (1977 م) مدرسة المشاغبين (1973 م) جوزين وفرد (1966 م) إضافة لمسرحيات الفرافير، والعالمة باشا، والقضية، والدخول بالملابس الرسمية، ونص أنا ونص أنت، وسليمان الحلبي، وروت ابنتها نيفين أنها حريصة على علاقاتها الإنسانية، ودائمة التواصل مع إسعاد يونس وشادية ويسرا وأن لقب سوسكا هو اللقب المفضل عندها.
هاجمها موسى صبري بسبب عروضها الفنية الجريئة مما دفعها للجوء إلى جيهان السادات في عهد أنور السادات الذي ضحك حين اشتكى موسى صبري أنها أسمته بـالشحرور لعلاقته بالمطربة صباح؛ وقد تزوجت سهير البابلي خمس مرات أولاها من محمود الناقوري الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة نيفين، كما تزوجت المطرب والملحن منير مراد ولم تدم العلاقة الزوجية لأنه كان شديد الغيرة عليها، وتاجر المجوهرات أشرف السرجاني، وحين توفي تزوجت من رجل الأعمال محمود غنيم؛كما تزوجت من الممثل أحمد خليل.
قررت الاحتجاب في أوج نجوميتها رغم عشقها الفن منذ طفولتها، فاعتزلت وهي تحتل مكانة في قلوب محبيها من الجمهور يندر أن تحتلها ممثلة، وصنعت لنفسها موقعاً بارزاً بحضورها المبدع في أدوارها بالسينما أو التليفزيون وفوق خشبة المسرح حتى أصبحت إحدى نجمات الفن المصري اللامعات على مر تاريخه.
اعتزلت الفن عام 1995 م وارتدت الحجاب، وبررت اعتزالها بأنها كانت تقدم أشياءً تخالف ما إقره الله وتشجع على ما حرمه، وقالت أنها خجلت كون ابنتها ارتدت الحجاب في سن صغيرة، بينما كانت هي مهتمة بالفن، وهو ما دفعها للخوف حسب حديثها، لكنها فاجأت الجمهور عام 2006 م بعودتها للتمثيل في مسلسل (قلب حبيبة) وقالت حينها إنها استشارت كثيرا من الشيوخ الذين تعتقد أنهم جديرون، وتثق فى فتاواهم، ووضعت شروطًا لعودتها للتمثيل منها الحفاظ على الالتزام، وعدم تقديم فن يسىء لها لاحترامها لنفسها، أو يتجاوز الحلال إلى الحرام، واشترطت ألا تُسلم على الرجال أو تحتكك بهم، ولا ترتدي ملابس مخالفة للزى الشرعي، ولا تمثل أدواراً تافهة، وتعهدت بارتداء النقاب والتوقف عن العمل الفني نهائياً إذا فشل أول عمل لها بعد عودتها، وانتقدت الفنانة عبير صبري لخلعها الحجاب، وكشفت أن الشيخ محمد متولي الشعراوي كان له أثر في تحجبها بعد أن قال لها "إنتِ دمك خفيف قوي فلازم تتحجبي!"، وبررت غيابها عقب عودتها للتمثيل بأنها لم تجد ما تستطيع تقديمه ويمتعها فنياً؛ كما صرحت بأن كثيرين في الوسط الفني معلوماتهم الدينية ضعيفة وأن الرقص الشرقي حرام!