نبدأ في هذا المقال استعراض نتائج رسالة دكتوراه الباحثة هبة صادق عبده عبد المجيد الحلو المعنونة: "اتصالات القوة الناعمة الصينية في مصر ودورها في تعزيز قدرتها التنافسية" بإشراف أ.د. علي عجوة عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق ود. أحمد خطاب رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
إن النمو الاقتصادي للصين قد أدى إلى اجتذاب الاهتمام بلغتها وثقافتها وعلاماتها وهويتها التجارية، وعزز من قدرتها التنافسية في العالم عامةً وفي مصر على وجه الخصوص، وقد لعبت وسائل الإعلام الصينية دورًا مهم للغاية في نشر الثقافة والقيم الصينية، وقد حرصت الصين على استخدام وسائل الإعلام المختلفة، سواء التقليدية أو الحديثة كأداة مهمة من أدوات القوة الناعمة، وكناقل للثقافة والقيم، ولقد نجحت الصين في تكوين هوية تنافسية لها في مصر، وتشكل صناعة الإعلام جزءًا مهمًا من الصناعة الثقافية الصينية في المنطقة العربية، فهناك القناة العربية التابعة لتلفزيون الصين المركزي التي تبث على مدار 24 ساعة يوميًا، والقسم العربي في إذاعة الصين الدولية الذي تبث برامجه العربية حوالي سبع ساعات يوميًا، فضلًا عن وكالة أنباء "شينخوا" التي أنشأت فرعها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط في القاهرة.
وقد ارتفعت نسب مشاهدة القنوات الصينية الموجهة باللغة العربية في الآونة الأخيرة، وهذا مؤشر جيد يشير إلى زيادة الاهتمام بالصين وأخبارها، ويمكن للصين الاستفادة من هذه الزيادة في متابعة قنواتها في التوجه من خلال هذه القنوات للتواصل الجيد مع شعوب المنطقة العربية، ومنها مصر، وتوجيه الرسائل الاتصالية التي تدعم صورتها وبرامج القوة الناعمة الخاصة بها، مما يزيد من قدرتها التنافسية وتميز علامتها التجارية والوطنية، وقد اهتمت الصين في الآونة الأخيرة بزيادة معاهد وفصول كونفوشيوس في مصر والعالم، كذلك الزيادة في أعداد الطلاب المصريين الذين يدرسون في الصين، والتبادلات الطلابية بين الجامعات الصينية والأزهر الشريف، وهذا يدل على قوة دور التعليم في القوة الناعمة الصينية. فهناك إقبال كبير على تعلم اللغة الصينية، وزيادة كبيرة في الالتحاق بالجامعة الصينية في مصر، وسوف يتم إدراج اللغة الصينية كلغة ثانية بالمدارس الإعدادية المصرية، وقد قدمت الجامعة الصينية في مصر منحًا مجانية لشهداء أبطال الشرطة والجيش.
كما لعبت الدبلوماسية الصحية دورًا مهمًا كأداة من أدوات القوة الناعمة الصينية، وظهر ذلك بوضوح خلال فترة جائحة كرونا، وحرص الصين لتصوير نفسها باعتبارها مواطنًا دوليًا صالحًا، وتقديمها المعونات واللقاحات لمعظم دول العالم، ومنها مصر، حيث تغيرت طبيعة العلاقات الدولية عمومًا جائحة بعد كوفيد-19، فقد أرست الجائحة أهمية القوة الناعمة للدولة، ولابد من اعتبار العالم أجمع بوتقة واحدة، ولا توجد دولة بمعزل عن الأخرى، وقد أدى تبادل الزيارات بين نواب من الشعب المصري والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني المصرية بمثيلاتها في الصين إلى دعم دور المجتمع المدني في التواصل بين الشعوب، وتقريب وجهات النظر وتقليل الاختلافات، والسعي إلى قبول الآخر، ويعتبر ذلك من موارد القوة الناعمة المهمة للدولة. وتعتبر السياحة من موارد القوة الناعمة المهمة للدولة، ووفقًا لإدارة السياحة الوطنية في الصين، أن الصين تعتبر رابع أكبر مصدر للسياحة في مصر منذ مطلع 2017.
وهناك إقبال كبير على شراء السيارات الصينية في مصر، وأصبحت مفضلة عند كثير من الجمهور المصري، ولوحظ من خلال نتائج تحليل مضمون صفحة الفيس بوك للمركز الثقافي الصيني المشاركة الكبيرة من الجمهور المصري مع الفعاليات والمسابقات التي ينظمها المركز، والمراعاة الكبيرة للمركز الثقافي الصيني للثقافة الوطنية المصرية، والعادات والتقاليد والقيم والأخلاق المصرية، وهذا بالتأكيد يدعم القدرة التنافسية الصينية في مصر.
وتبين من خلال الدراسة الميدانية أنه على الرغم من زيادة مستخدمي الهواتف الذكية ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة التواصل والوصول إلى المعلومات، إلا أن التليفزيون ما زال الوسيلة رقم (1) التي يثق فيها الجمهور لمتابعة الأحداث والقضايا الجارية، وهذا قد يرجع إلى ثقة الجمهور في مصادر المعلومات لقنوات التليفزيون، ومعرفة مالكيها، وتبين أيضًا من خلال هذه الدراسة حرص الجمهور على متابعة الأخبار الخاصة بالعلاقات المصرية الصينية، فالعلاقات المصرية الصينية تطورت بشكل كبير بعد عام 2014، فقد قام الرئيس السيسي بزيارة الصين 6 مرات، وقد جاء الرئيس الصيني (شي جين بينغ) إلى مصر في 2016، ونظرًا للعلاقات المصرية الصينية المتوطدة تزداد الأخبار المنشورة عن الصين بنسبة كبيرة جعلت متابعة أخبار الصين عادة عند الجمهور المصري، كذلك لكونها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وللتعرف على دورها في القضايا الدولية والإقليمية.
وقد اتفقت العديد من الدراسات العربية والأجنبية على أن الثقافة تشكل أحد الموارد الأساسية للقوة الناعمة، وتتمثل في التعليم والمسلسلات والأعمال الدرامية باعتبارها أبرز المنتجات الثقافية، وبالإضافة إلى جودة مؤسسات التعليم، جاذبية النظام السياسي ونظام الحكم، السياحة، سيادة القانون، واستقلال القضاء، حرية الانتخابات ونزاهتها، منظمات المجتمع المدني واستقلالها، الحقوق والحريات، وحرية الرأي، والتعبير والإعلام. وجاءت القنوات والإذاعات والصحف الإعلامية، والمركز الثقافي الصيني، وكالات الأنباء، المواقع الإلكترونية، المواقع الإخبارية، من اتصالات القوة الناعمة المؤثرة بدرجة كبيرة على القدرة التنافسية للصين في مصر، وتبين ذلك أثناء تحليل مضمون صفحة مجلة الصين اليوم وتفاعل الجمهور المرتفع مع الموضوعات المنشورة، وحرص الجمهور المصري على متابعة ما يخص الصين في مختلف المجالات.
ويظهر ذلك بوضوح على صفحات المؤثرين الدوليين الصينيين، "مثل عائشة الصينية وسعاد الصينية"، وكذلك حرص وسائل الإعلام الصينية باللغة العربية، مثل قناة "الصين العربية CGTN" على التواصل مع الجمهور المصري باللغة العربية، وعرض كل ما يتعلق بالصين ومصر وأسلوب الحياة في الصين والمناطق السياحية، والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي في الصين. وهناك اهتمام ملاحظ من الصين في عرض أعمالها الفنية والدرامية وأفلامها في مصر، فقد قامت بعرض ثلاثة أفلام صينية في مهرجان القاهرة 2020، وقد لاقت عروض هذه الأفلام قبول واستحسان الجمهور المصري والنقاد، وقد تم عرض العديد من المسلسلات الصينية المدبلجة باللغة العربية، منها مسلسل "أهلًا بالصين"، ومسلسل "رومانسية الشعر الأبيض"، وتعتبر الأفلام والدراما والمسلسلات من الموارد المهمة للقوة الناعمة، كما أنها ناقل مهم للثقافة والأخلاق والقيم وأسلوب الحياة، ولها تأثير كبير على الشعوب المستهدفة من برامج القوة الناعمة، ويمكن للفنون والموسيقي تحقيق التوائم والتفاهم بين الشعوب، وتعمل على التوافق ونبذ العنصرية والتعصب.
ويوجد عدة منصات تلعب دورًا مهمًا في دعم القوة الناعمة الصينية في مصر؛ منها: منتدى التعاون الصيني العربي الذي يعقد كل سنتين منذ عام 2004، ومؤتمر الصداقة الصينية الذي يقام كل سنتين منذ عام 2006، وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وتعقد كل سنتين منذ 2005، ومعرض الصين والدول العربية الذي يعقد سنويًا منذ عام 2020، بالإضافة إلى التعاون بين الأحزاب الصينية والمصرية. وتروج الصين لنفسها على أنها دولة سلمية، وقد لاحظنا جميعًا ذلك في تعاملها مع مصر، والمساعدات غير المشروطة التي تقدمها لمصر، ودعمها للقضايا العربية العادلة مثل "قضية فلسطين". ويعتبر التنوع من أهم أسباب قوة الصين، حيث تتنوع القوميات والمعتقدات والتضاريس، كذلك تنوع الثروات، والصورة التي ينقلها الشعب الصيني عن بلاده، وشعوره بالفخر والولاء والانتماء للوطن، لذلك أبدع هذا الشعب حضارة عظيمة مستمرة من بداية التاريخ.
عرضت الباحثة نتائج تحليل المضمون لصفحات الفيس بوك للمنظمات الصينية محل الدراسة، ورأي مجموعة من الخبراء المختصين بالشئون الصينية، بخصوص "اتصالات القوة الناعمة الصينية في مصر ودورها في تعزيز قدرتها التنافسية"، وفي هذا العرض تربط الباحثة بين نتائج التحليل والهدف الذي تحققه البيانات المعروضة في كل جدول، وتوضح كيف يجيب الجدول والبيانات الواردة فيه على الأسئلة الخاصة بالهدف.
وقد قامت الباحثة باختيار عينة عمدية من المنظمات الصينية الموجودة في مصر، وهي السفارة الصينية والمركز الثقافي الصيني، وذلك لارتباطهما الوثيق بموضوع الدراسة، واختارت بطريقة عشوائية مجلة الصين اليوم. وتضمنت عينة الدراسة تحليل صفحات الفيس بوك للمنظمات الصينية عينة الدراسة، وهي مجلة الصين اليوم، والمركز الثقافي الصيني، والسفارة الصينية، وقامت الباحثة بتحليل المضمون المنشور بتلك الصفحات لمدة ثلاثة أشهر، في أواخر العام 2020، وذلك بواقع: مجلة الصين اليوم: 355 منشورًا، والمركز الثقافي الصيني: 128 منشورًا، والسفارة الصينية: 206 منشورات.
ومن ثم إخضاع جميع المضمون المنشور للتحليل حسب صحيفة تحليل المضمون التي أعدت فئاتها الرئيسية وفئاتها الفرعية لتتناسب مع عينة الدراسة. وقد عززت الباحثة نتائج الدراسة التحليلية بنتائج المقابلات المتعمقة التي تم إجراؤها مع مجموعة من الخبراء المتخصصين في الشئون الصينية في مصر.
وفيما يلي عرض للنتائج التي توصلت إليها الدراسة، بما يجيب عن التساؤلات التي سعت الدراسة إلى الإجابة عنها.
نوع النشاط الاتصالي المستخدم في برامج القوة الناعمة الصينية في مصر:
كشفت الدراسة عن نوع النشاط الاتصالي للمؤسسات الصينية في مصر محل الدراسة، في كلٍ من مجلة الصين اليوم، والمركز الثقافي الصيني، والسفارة الصينية:
- ندوات: جاءت الندوات بنسب متقاربة في المنظمات الثلاث، مجلة الصين اليوم بنسبة (1.60%)، والمركز الثقافي الصيني بنسبة (1.74%)، والسفارة الصينية بنسبة (1.31%). وقد نظم المركز الصيني مجموعة من الندوات شاركها مع كلٍ من: مجلة الصين اليوم والسفارة الصينية، وهي: ندوة تقدير الرسم الصيني، ندوة الخبراء والأطباء في لقاح سينوفارم، ندوة الصين في عيون المصريين، ندوة لماذا علينا أن نقرأ، ندوة اعرف الصين، ندوة فن الخط الصيني، ندوة للتعريف بمبادرة الحزام والطريق، وندوة استراتيجية التعليم العالي في مصر والصين في ظل جائحة كرونا.
- مؤتمرات: جاءت المؤتمرات بنسبة (2.76%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.15%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (2.76%) للسفارة الصينية، وقد نظمت المنظمات الثلاث العديد من المؤتمرات، عن طريق خاصية البث المباشر، وعن طريق الفيديو كونفرانس، وكانت تدور جميعها عن جائحة كوفيد-19 واللقاحات، وفي المؤتمر الصحفي الرابع عشر للسفارة الصينية في مصر، يوم 25/10/2020 أكد السفير الصيني بمصر "لياو لي تشيانغ"، أن العلاقات الصينية المصرية العميقة والمبنية على العمل المتبادل لا يمكن لأية قوة زعزعتها.
- معارض: جاءت المعارض بنسبة (4.93%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (1.16%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (1.52%) للسفارة الصينية. وجاءت الأحداث الخاصة بنسبة (1.60%) لمجلة الصين اليوم، و(1.52%) للمركز الثقافي الصيني، و(1.74%) للسفارة الصينية، ومن المعارض التي أقامها المركز الثقافي الصيني وشاركتها معه مجلة الصين اليوم والسفارة الصينية، معرض للرسم بالحبر الصيني، ومعرض فني عن جمال الصين في دار الأوبرا المصرية في 8 نوفمبر 2020 بلوحات فنية عن الصين من إبداع الفنان التشكيلي المصري عبد المنعم عوض، وكان عنوان المعرض "جمال الصين بريشة مصرية"، وهناك أيضًا معارض للصور للمناطق السياحية عبر الإنترنت، ومعرض للصور أونلاين لمنطقة هوبية-وهان في عيون المصور الفنان المصري شريف سمبل، وانطلاق أكبر معرض لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر بمشاركة شركة هواوي الصينية، وقد لاحظت الباحثة أن هذه المعارض كانت حريصة على نقل الثقافة الصينية والتعريف بالمناطق السياحية الصينية والترويج للمنتجات الصينية في مصر، وهذا يدل على حرص الصين على تعريف الجمهور المصري بنفسها، ونقل صورة جذابة عنها تعزز من قدرتها التنافسية وهويتها التجارية الوطنية.
- تهنئة: جاءت التهنئة بنسبة (0.87%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.58%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (0.58%) للسفارة الصينية. وجاءت البرامج بنسبة (5.44%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة 0.73% للمركز الثقافي الصيني، ونسبة 0.58% للسفارة الصينية، ولاحظت الباحثة حرص المنظمات الثلاث محل الدراسة على تهنئة الشعب المصري في جميع الأعياد والمناسبات القومية والدينية، وتم بث فيديوهات تهاني من الأهرامات عن طريق تقنية البث المباشر بمناسبة عيد الربيع الصيني، ورسمت عقيلة مدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة بورتريه للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية في عيد الحب الصيني تعبيرًا عن الشكر والتقدير لدعم الوزارة للمركز الثقافي الصيني.
- حفلات: جاءت الحفلات بنسبة (2.18%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (5.73%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (1.89%) للسفارة الصينية. وقد نظم المركز الثقافي الصيني العديد من الحفلات، شاركتها معه مجلة الصين اليوم والسفارة الصينية، منها حفلة القمر الساطع، وأفضل التمنيات، والحفلة الموسيقية للآلات الوترية الصينية، حفلة الجبال والأنهار والقمر، حفلة الأغاني بعنوان أجل التوقعات الصينية والمصرية، وحفل سيمفوني عبر الإنترنت بمناسبة الذكري 64 لإقامة العلاقات المصرية الصينية.
- مسابقات: جاءت بنسبة (0.44%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (5.66%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (0.44%) للسفارة الصينية. وكانت النسبة الأكبر للنشاط الاتصالي الخاص بالمسابقات يتصل بالمركز الثقافي الصيني، ونقلت صفحات مجلة الصين اليوم والسفارة الصينية العديد من فعاليات تلك المسابقات، ومن تلك المسابقات: مسابقة أنا والصين، مسابقة مصر تتغنى، مسابقة الناي بجي الدولية بمصر، مسابقة أنا شيف، ومسابقة المطعم الصيني عبر الإنترنت، ومسابقة المطعم الصيني، وفاز في مسابقة "أنا والصين للكتابة" 2020 الأديب المصري محمد مستجاب، حيث شارك في هذه المسابقة 380 متسابقًا من جميع أنحاء العالم، أيضًا وقد منح السفير الصيني "لياو ليتشيانغ" شهادة تكريم للطفل المصري عبد الرحمن ماهر في 20/10/2021 الذي حصل على جائزة أفضل عشرة متسابقين في مسابقة القصص للأطفال الدولية التي تنظمها الصين ويشارك فيها 182 متسابقًا من دول مختلفة، حيث إنه الفائز الوحيد من الدول العربية والأفريقية، وجاءت المسابقات بنسبة أكبر بكثير عن مجلة الصين اليوم والسفارة الصينية، وكل هذه المسابقات مرتبطة بالجمهور المصري، وكذلك متعددة المجالات منها الثقافي، والرياضي، والفني، والصحي، وهذا يؤكد على حرص الصين على التواصل مع الجمهور المصري، وترى الباحثة أن الصين حرصت على مراعاة الثقافة الوطنية والعادات والتقاليد للجمهور في تلك المسابقات، وفي تواصلها بشكل عام مع الجمهور المصري.
- منتدى: جاء المنتدى بنسبة (0.58%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.87%) للسفارة الصينية. وقد تم إقامة منتدى التعاون العربي الصيني، بحضور مستشار الدولة الصيني وزير الخارجية "وان غبي يجري"، وذلك لمناقشة تضامن الصين والدول العربية في مكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث ألقى الرئيس "شي جين بينغ" خطابًا مكتوبًا شرح فيه مقترحات مهمة بشأن تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء، كذلك قرر التبرع بـ100 مليون دولار أمريكي لـ"خطة تنفيذ لقاح كورونا المستجد" من أجل توزيع اللقاحات تجاه الدول النامية، وترى الباحثة أن المساعدات غير المشروطة للدول من أهم موارد القوة الناعمة التي تميز الصين.
- مهرجانات: جاءت المهرجانات بنسبة (0.87%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.44%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (1.29%) للسفارة الصينية، ونظم المركز الثقافي الصيني العديد من المهرجانات، منها: مهرجان منتصف الخريف، ومهرجان لحظة قمرية لا تُنسى، ونقلته عنها مجلة الصين اليوم، ونظمت السفارة الصينية العديد من المهرجانات، منها مهرجان عيد الربيع الصيني، ومهرجان عيد الحب الصيني.
- محاضرات: جاءت المحاضرات: بنسبة (0.15%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.87%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (0.44%) للسفارة الصينية، حيث نظم كل من المركز الثقافي الصيني والسفارة الصينية العديد من المحاضرات عبر تقنية البث المباشر عن العلاقات المصرية الصينية والتعاون المشترك في التصدي لكوفيد-19.
- حوارات: وجاءت الحوارات بنسبة (1.31%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة(0.87%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (2.32%) للسفارة الصينية، حيث عقدت العديد من القنوات التليفزيونية المصرية والصحف المصرية العديد من الحوارات مع سفير الصين بمصر "لياو لي تشيانغ" مثلًا في الجولة النهائية من النسخة الرابعة من مسابقة مصر تتغنى في 13 نوفمبر 2021 للأغنية الصينية، وقال السفير الصيني بالقاهرة في كلمة مسجلة "إن هذا العام استثنائي، والمسابقة هذا العام استثنائية أيضًا، لأنه لا يمكننا أن نجتمع سويًا تحت سقف واحد كما كنا نفعل في السنوات الماضية، ونستمع إلى الأصوات العذبة والغناء الرائع، ونشاهد العروض الفنية عالية المستوى، وأنه على الرغم من ذلك، أنا واثق أنه بإمكان الجميع الاستمتاع بأصوات المصريين، وهي تشدوا بالغناء، وذلك من خلال شبكة الإنترنت ومقاطع الفيديو، ولا يزال بالإمكان أن نلامس من خلال هذه المسابقة الحوار القائم بين الحضارتين القديمتين العظيمتين الصينية والمصرية، ونشهد التقاء نهر اليانغستي بنهر النيل في الأغاني، وأكد أنه على الرغم من ضراوة جائحة كرونا إلا أن الصين ومصر دولة وشعبًا قد تبادلوا جميعًا المساعدات ووقفوا وقفة رجل واحد.
- اجتماعات: جاءت الاجتماعات بنسبة (5.58%) لمجلة الصين اليوم، و(0.44%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (2.61%) للسفارة الصينية. وكانت معظم الاجتماعات تتعلق معظمها باجتماعات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية.
- أخبار: جاءت الأخبار بنسبة (13.79%) مجلة الصين اليوم، ونسبة (0.73%) المركز الثقافي الصيني، ونسبة (6.97%) السفارة الصينية، واستحوذت مجلة الصين بنسبة أكبر من المادة الخبرية نظرًا لطبيعة المجلة كوسيلة إعلامية ومن أهم الأخبار افتتاح الصين أسواق جديدة بالشرق الأوسط، والشراكة مع الإمارات فيما يخص تجارب لقاح فيروس كرونا المستجد، وتوتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت هناك مجموعة كبيرة من الأخبار عن مناطق زراعية وسياحية بالصين.
- قصص: جاءت القصص بنسبة (4.21%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (9.87%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (3.05%) للسفارة الصينية، معظم القصص في الثلاث أماكن محل الدراسة عن الحياة بالصين، فمثلًا نشرت مجلة الصين اليوم قصة جميلة جدًا وهي عن طالب واحد فقط بمدرسة بمقاطعة "جني الصينية" نظرًا لهجرة السكان من المنطقة ولم يبقي إلا هذا الطالب في الصف الثاني والمعلمة "فان شيا" تقوم بالتدريس له بمفرده.
- علاقات عامة: جاءت العلاقات العامة بنسبة (4.21%) لمجلة الصين اليوم، ونسبة (0.87%) للمركز الثقافي الصيني، ونسبة (2.47%) السفارة الصينية، قد لاحظت الباحثة اهتمام المنظمات الثلاث محل الدراسة، وخاصةً مجلة الصين اليوم، بتنشيط دور العلاقات العامة في التواصل مع الجمهور المصري، سواء من خلال المشاركة بالتهاني في الأعياد والمناسبات المصرية، سواء الدينية أو القومية، أو الدعم للجمهور المصري في المسابقات والمعارض والندوات والمهرجانات التي تنظمها تلك المنظمات.
- ويري الدكتور ناصر عبد الفتاح رئيس قسم اللغة الصينية بكلية الألسن جامعة عين شمس أن "الأنشطة الاتصالية الصينية وصناعة الإعلام تشكل جزءًا مهمًا من الصناعة الثقافية الصينية في المنطقة العربية، فهناك القناة العربية التابعة لتلفزيون الصين المركزي التي تبث على مدار 24 ساعة يوميًا، والقسم العربي في إذاعة الصين الدولية الذي تبث برامجه العربية حوالي سبع ساعات يوميًا، فضلًا عن وكالة أنباء "شينخوا" التي أنشأت فرعها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط في القاهرة، وتعمل الصين بنشاط في عملية ترجمة أمهات الكتب العربية والصينية ونشرها، فهناك مشروع الترجمة "حضارة واحدة"، ومشروع الترجمة المتبادلة لأمهات الكتب الصينية ".ويضيف الدكتور أحمد قنديل([1]) أن هناك عدة منصات تلعب دورًا هاما في دعم القوة الناعمة الصينية في مصر منها؛ منتدى التعاون الصيني العربي الذي يعقد كل سنتين منذ عام 2004، ومؤتمر الصداقة الصينية الذي يقام كل سنتين منذ عام 2006، وندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية وتعقد كل سنتين منذ 2005، ومعرض الصين والدول العربية الذي يعقد سنويًا منذ عام 2020، بالإضافة إلى التعاون بين الأحزاب الصينية والمصرية".
ونستكمل عرض نتائج هذه الدراسة المهمة الأسبوع القادم بإذن الله.
(1) الدكتور/ أحمد قنديل، خبير الشئون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، تمت المقابلة في 12/10/2020.