أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن الدعم الذي تلقته مصر من المجتمع الدولي لا يتناسب مع الأعباء التي تحملها لتوفير حياة كريمة للمهاجرين إليها، مع التأكيد على أهمية دور "منظمة الهجرة الدولية" في تقديم الدعم اللازم للمجتمعات المضيفة.
وجاءت تلك التصريحات خلال لقاء الدكتور مدبولي بإيمي بوب، المدير العام لـ"المنظمة الدولية للهجرة"، وذلك بحضور السفير وائل بدوي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الهجرة واللاجئين، وكارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر.
وأشاد رئيس الوزراء بجهود "المنظمة الدولية للهجرة" في تعزيز الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية والإنسانية، معبرًا عن تقديره للتعاون المثمر بين الحكومة المصرية والمنظمة.
وأكد الدكتور مدبولي حرص مصر على تبني نهج شامل لحوكمة الهجرة، يشمل الجوانب الأمنية والتنموية، ويعمل على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية، من خلال تطوير منظومة التعليم والتدريب وتوفير فرص العمل بمصر والخارج.
وأعرب عن تقدير مصر للتعاون مع "المنظمة الدولية للهجرة" في تعزيز الانتقال الشرعي للعمالة وسد الفجوات في أسواق العمل، مما يحقق مصلحة الجميع ويحفظ حقوق المهاجرين.
خلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى التحديات التي تواجه مصر نتيجة لتدفقات المهاجرين الذين اضطروا لترك بلدانهم بحثًا عن الاستقرار، سواء بسبب الصراعات أو الأسباب الاقتصادية أو تغير المناخ.
وأكد أن هذا الوضع انعكس بوضوح في زيادة عدد المهاجرين في مصر، حيث وصل عددهم إلى 9 ملايين حسب دراسة أجرتها "المنظمة الدولية للهجرة" في يوليو 2022.
وأشاد بدعم المنظمة لمصر في مجال المهاجرين واللاجئين، معربًا عن تقديره لدور مصر في رعاية المهاجرين واللاجئين وتقديم الخدمات لهم. وأكد على أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر تستدعي الدعم الدولي لمواجهة أعباء استضافة اللاجئين.
وأعرب رئيس الوزراء عن حرص مصر على تقديم الخدمات للمهاجرين، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم هيكلي متوسط المدى لمصر لمواجهة تلك الأعباء.
من جانبها، عبرت إيمي بوب عن تقدير المنظمة لتأثير العوامل المختلفة في زيادة حالات الهجرة حول العالم، وأكدت على إدراكها للأعباء التي تتحملها مصر جرّاء استضافتها للجمعيات الكبيرة من اللاجئين والمهاجرين.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على وجود تعاون فعّال بين المنظمة الدولية للهجرة وعدد من الوزارات المصرية، بما في ذلك وزارات الخارجية والداخلية والتضامن الاجتماعي، لتقديم الدعم المناسب للمهاجرين، خاصة في حالات الهجرة غير الشرعية. وتم التأكيد على أهمية تقديم الدعم لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين واللاجئين، بالإضافة إلى تنظيم حالات الهجرة الشرعية.
وأشادت إيمي بوب بجهود مصر وتعاملها الإيجابي مع اللاجئين والمهاجرين، معبرة عن دعم المنظمة لمصر لتخفيف الأعباء التي تواجهها جرّاء استضافتها للأعداد الكبيرة من المُهاجرين واللاجئين.
وتم التطرق إلى برامج الدعم التي تُقدمها المنظمة للمهاجرين لتخفيف الأعباء عن الدول المُستضيفة، وتم التأكيد على تواصل المنظمة مع الجهات المانحة لضمان تقديم الدعم اللازم للاجئين والدول المُستضيفة لهم.
ويجري تنفيذ برنامج "من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة الأيدي العاملة وانتقال العمالة في شمال أفريقيا THAMM " بهدف تسهيل فرص الهجرة القانونية للشباب المصري بالتعاون مع الجهات المصرية المعنية.
وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة شريكًا أساسيًا مع الحكومة المصرية في إدارة المنصة المشتركة للهجرة واللجوء The Joint Platform on Migration and Refugees، والتي تهدف لتعزيز الشراكة مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لتحقيق الأهداف المتعلقة بدعم جهود الحكومة المصرية في استضافة المهاجرين وتخفيف الضغوط على قطاعي التعليم والصحة.
وتستمر المنظمة الدولية للهجرة في تعاونها مع مصر لتسهيل عودة المهاجرين الأجانب بطريقة طوعية وتقديم الدعم للمهاجرين المصريين في الخارج الراغبين في العودة، بالإضافة إلى تقديم أنواع مختلفة من الدعم لتجنب اللجوء للهجرة غير الشرعية.