الجمعة 3 مايو 2024

استمرار محاولات المستوطنون في إدخال قرابين عيد الفصح إلى المسجد الأقصى

ذبح القرابين بالأقصى

تحقيقات23-4-2024 | 12:40

محمود غانم

واصل المستوطنون الإسرائيليون محاولاتهم هذا العام في إدخال قرابين عيد الفصح إلى المسجد الأقصى؛ لتدنيس باحاته وإقامة طقوس ذبح القرابين داخله، وذلك استجابة لدعوات التي أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم.
ومنذ عام 2016، تجري "جماعات الهيكل" محاكاة لـذبح "قربان الفصح"، في أماكن بعيدة عن الأقصى، تمهيداً لتنفيذ ذلك داخل المسجد. 
وحين تأكدت الجمعيات من إتقان تلك الطقوس، دعت لنحر القرابين بالمسجد الأقصى، وشهدت تلك الدعوات تزايدًا ملحوظًا، خلال العامين الماضيين حيث تزامن عيد الفصح مع شهر رمضان المبارك.
وصباح اليوم، اقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى، بقيادة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، المتطرف يهودا جليك، وسط  حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وفي هذا الإطار، أعلنت شرطة الاحتلال، اعتقال 13 مشتبهًا به بمحاولة ذبح القربان، تتراوح أعمارهم بين 13 و21 عامًا، ومصادرة الحيوانات التي بحوزتهم وتحويلها إلى العناية البيطرية. 
وقال بيان الشرطة إن "هذا الأمر مخالف للقانون ويمس بالوضع القائم في الأماكن المقدسة بالمدينة".
وفي وقت سابق، قدمت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" طلبًا رسميًا للشرطة الإسرائيلية للسماح لها بنحر "قربان الفصح" داخل الأقصى بعد الإنطلاق من ساحة البراق نحوه. وفي أعقاب ذلك، دعت المنظمة أنصارها للتجهز لنحر القربان بالأقصى. 

التحذيرات من القرابين
وبالتوازي مع تلك الدعوات، حذرت محافظة القدس، من مغبة إقدام الجمعيات الاستعمارية المدعومة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإدخال قرابين حيوانية وذبحها في ساحاته خلال الأيام المقبلة بمناسبة عيد الفصح.
وقالت المحافظة -في بيان- "إن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى منذ وقت طويل إلى خلق وضع قائم جديد في القدس بشكل عام، و في المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص".
وتابعت:" تأتي دعوات الجمعيات الاستعمارية في الأيام الماضية لجموع المستعمرين إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين الحيوانية فيه لتؤكد نوايا الاحتلال بالسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيًا والسماح للمتطرفين باقتحامه طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة".
وقالت، إن إنشغال المجتمع الدولي بالعدوان الغاشم على أهلنا في غزة أعطى فرصة سانحة لحكومة الاحتلال "وقطعان المستعمرين" وجمعياتهم الاستعمارية؛ لزيادة أعداد المقتحمين التي ستبلغ الآلاف، إذا ما استطاعت هذه الجمعيات تنفيذ مخططاتها وذبح قرابينها المزعومة ( البقرات الحمراء ) والتي جلبتها من الولايات المتحدة الأمريكية في المسجد الأقصى وتطهير آلاف اليهود مما يسمونه دنس الأموات حسب معتقداتهم، على حد وصفها.
في الوقت نفسه، أكدت القوى الوطنية والإسلامية، أن تهديدات المستوطنين مثل ما تسمى "أمناء الهيكل" وغيرها بالتحضير لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك والترويج لذبح القرابين، هي محاولات للمساس به.
ودعت الأمتين العربية والإسلامية، إلى اتخاذ مواقف حازمة في مواجهة كل محاولات الاحتلال القديمة الجديدة والمستمرة؛ لفرض وقائعها على الأرض.
ومن مصر، جدد الأزهر الشريف، تحذيره من مغبة أي مساس بالأقصى المبارك على تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن الأقصى هو مكان مقدس خاص بالمسلمين وحدهم دون غيرهم، ولا مكان لموطئ قدم فيه "للصـهـاينة"، ولا صحة لمزاعمهم الباطلة بحق ديني أو تاريخي.
وكانت حركة حماس قد دعت جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الحشد والنفير، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه حمايةً له، ودفاعًا وذودًا عنه.

عيد الفصح اليهودي
وعيد الفصح، هو أحد الأعياد اليهودية الذي يحتفل به في شهر أبريل من كل عام، حسب التقويم اليهودي لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية.
وفي المعتقدات اليهودية نحر القربان له موعدان: الأول في عيد الفصح، وثاني في عيد الغفران لكن جماعات الهيكل تركز على عيد الفصح لطابعه الخلاصي وفق النظرية التوراتية، التي تقول إن الذي دفع الرب للتدخل، وإنهاء شتات بني إسرائيل في مصر، وأخذهم إلى الأرض المقدسة، فالدم المسفوح يحمل قيمة خلاصية في حد ذاته عندهم.
وليس تلك المرة الأولى التي تطلق فيها جماعات الهيكل دعوات لنحر القرابين بالمسجد الأقصى، بل تزايدت تلك الدعوات بشكل واضح خلال العامين الأخيرين، خصوصًا مع تزامن العيد اليهودي مع شهر رمضان .
ويقول الباحثين في الشأن اليهودي، إن جماعات الهيكل تحاول نحر القربان في الأقصى؛ لإكمال دورة العبادات التوراتية، التي لا تؤدى إلا داخله وفق اعتقادهم، واكتمال دورة العبادات لا يكون إلا بذبح القربان، وبتحقيق ذلك يصبح المسجد هيكلًا من الناحية المعنوية، وينتقلون من التأسيس المعنوي إلى المادي، عن طريق اقتطاع أجزاء من الأقصى.
وبرغم أن الأوضاع اكتسبت الكثيرمن السخونة العام الماضي مع رصد "جماعات الهيكل المزعوم" و"حركة نعود للجبل"، مبالغ مالية كمكافآت للمستوطنين الذين يحاولون ذبح "قربان" في المسجد الأقصى، خلال عيد الفصح اليهودي.
إلا أن العام الحالي، ومع عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وماتلاها من عدوان إسرائيلي غاشم على القطاع، أودى بحياة عشرات الآلف من الأشخاص يجعل الأجواء تصل إلى حد لم تصل إليه من قبل.

Dr.Randa
Dr.Radwa