السبت 4 مايو 2024

لهدم الأقصى.. ماذا نعرف عن البقرات الحمراء؟

بقرة حمراء

تحقيقات23-4-2024 | 14:38

محمود غانم

تزامنًا مع محاولات المستوطنون اليهود، إدخال قرابين عيد الفصح إلى المسجد الأقصى، يكثر الحديث عن الخمس بقرات الحمر، التي حصلت عليها إسرائيل من ولاية تكساس الأمريكية؛ لتنفيذ مشروع بناء هيكل المزعوم في القدس، على موقع المسجد الأقصى.
وخلال الكلمة التي ألقاها أبوعبيدة، الناطق بإسم كتائب عز الدين القسام، بمناسبة مرور 100 يوم على عملية طوفان الأقصى، قال "وأحضرت البقرات الحمر تطبيقًا لخرافة دينية مقيتة، مصممة للعدوان على مشاعر أمة كاملة".

بداية القصة
العام الماضي، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، عن وجود تنسيق وتعاون بين العديد من الوزارات الحكومية؛ لرصد ميزانيات وبذل الجهود من أجل تنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف.
ووفقًا لما ذكرته القناة حينئذ، يعلق مؤيدو تحقيق الرؤية لبناء "الهيكل" المزعوم آمالهم على "5 بقرات حمراء" تم اختيارها بعناية حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية، حيث تم جلبها على متن طائرة من ولاية تكساس الأميركية.
وتقضي التعليم التوراتية بأن يتم حرق البقرة الحمراء على جبل الزيتون، ومن ثّم نثر رمادها قبالة الأقصى إيذانًا ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" والتجهيز لصعود ملايين اليهود إلى "جبل الهيكل"(المسجد الأقصى).
وتذكر النصوص التوراتية، "أن الرب أمر النبي موسى بالبحث عن بقرة حمراء خالص لونها، للتطهر من نجاسة الموتى" ومن لم يتطهر من النجاسة يظل نجسًا طوال حياته، وينقل النجاسة إلى الأشخاص والأشياء التي يلمسها، وأما من لمس إنسانًا قد تنجس بالموتى أو لامس حيوانًا نجسًا، فيبقى نجسًا حتى المساء.
وورد في سفر "العدد" بالتورارة وصف طقس البقرة الحمراء، حيث أُمر بنو إسرائيل بإيجاد وذبح بقرة حمراء بلا بقع، مسلم لا عيب فيه ولم ينزل عليه نير.
وتنص المعتقدات اليهودية على حرق البقرة بعد ذبحها خارج المعسكر، وذلك بعد إضافة خشب الأرز والزوفا والصوف أو الغزل القرمزي المصبوغ ويوضع الرماد المتبقي في إناء يحتوي على ماء نقي.
وبحسب التعاليم اليهودية، فإن طقوس التطهير تنفذ في الثاني من شهر أبريل، حيث ورد في التلمود، أن النبي موسى ذبح أول بقرة حمراء في ذلك اليوم، وذبحت جميع البقرات الحمر بعد ذلك في اليوم نفسه.
ولم يذبح اليهود طوال تاريخهم إلا تسع بقرات، كان آخرها منذ نحو 2000 عام، وهي التي ذبحها إسماعيل بن فابوس.
لماذا ذبح البقرات؟
تحرم "الحاخامية" على اليهود دخول الأقصى؛ بسبب عدم توفر شرط الطهارة من نجاسة الموتى لدى اليهود المعاصرين، لذا فإن دخولهم إليه يتنافى مع "قداسته".
في المقابل، تواصل "جماعات الهيكل" المتطرفة أنصارها على اقتحام الأقصى كمقدمة ضرورية؛ لتأسيس الهيكل المزعوم. 
وتسعى تلك الجماعات إلى إتمام إجراءات ذبح البقرات، حتى تجيز لليهود تنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، والمضي قدمًا نحو هدم المسجد.

Dr.Randa
Dr.Radwa