نجحت مصر في تجربة زراعة البن.. تلك الحبوب التي وصلت كهدية من الدولة العربية الشقيقة اليمن عام 1985، وخلال السنوات الماضية كان من الصعب زراعة القهوة في مصر، نتيجة عدم ملائمة الطقس مع نمو نبات القهوة، ولكن أخذ مركز البحوث البساتين بمدينة القناطر الخيرية، بدراسة كيفية عمل صوب زراعية تكون مناسبة لزراعة القهوة.

تجربة زراعة البن

 

فكانت أسباب فشل تجربة زراعة البن في مصر، يعود إلى أن القهوة تحتاج عند زراعتها درجة حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى درجة رطوبة مرتفعة، لذا يتم استيراد بنسبة 100% حبوب القهوة الخضراء ويتم تحميصها في مصر، حسبما أوضحت شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية.

وقال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، إن تجربة زراعة القهوة في مصر تحتاج إلى دراسة مدى تقبل المواطن محبي القهوة لهذا النوع، فإن المصريين عادة يحبون القهوة المتنوعة والتي تتضمن الحبشي على البرازيلي على الكولومبيا وأيضا الإندونيسي، لذا مزاج المصريين من الصعب التأقلم على أي نوع من القهوة، وعلى سبيل المثال القهوة البرازيلي والكولومبي لا تقوم بصنع الوش، فيما تعد القهوة الإندونيسي هي الأنسب لأنها تصنع الوش الذي يحبونه.

وأضاف فوزي في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن نجاح مركز البحوث البساتين بمدينة القناطر الخيرية في زراعة القهوة وظهور أول محصول، سيكون بحاجة إلى دراسة وتجربة هل «ظبط مزاج المصريين أم لا»، فإن المصريين لهم مواصفات خاصة في القهوة، أهمها أن يكون بها وش، مشيرا إلى أنه يمكن خلط تجربة القهوة المصرية مع باقي الأنواع، بحيث نصل إلى التوليفة التي يفضلها العميل.

وأوضح رئيس شعبة القهوة بغرفة القاهرة التجارية، أن حجم استهلاك المصريين من القهوة يصل إلى 80 ألف طن بن سنوياً، مشيرا إلى أن الواردات من القهوة في 2022 وصل إلى 121 مليون و175 ألف دولار في 2022، مقابل 81 مليون و54 ألف دولار بالمقارنة بعام 2021.

 وحول أسعار القهوة.. أشار إلى أن سعر كيلو القهوة السادة وصل إلى 400 جنيها، وذلك بعدما اتخذت الشعبة قرار بخفض سعر البن بنحو 15%، بعدما توافر الدولار في البنوك المصرية، وتحديدا بعد صفقة رأس الحكمة، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاع جديد في أسعار القهوة عالميا نتيجة التغيرات المناخية التي أثرت بالسلب على المحصول.

حقول البن المصرية

وعلى الجانب الآخر.. كشفت الدكتورة نهاد مصطفى، المشرفة على حقول البن المصرية،  استشارى زراعة البن والأستاذ المتخصص فى الزراعات الاستوائية فى مركز بحوث الجيزة، أن السبب تعطيل زراعة القهوة على مدار السنوات الماضية يعود إلى عدم توافر صُوَب زراعية تساعد على نمو حبوب القهوة، لذا تم الوصول إلى فكرة زراعة القهوة في البداية كانت تحت أشجار المانجو والنخيل، وذلك حتى يتم توفير الرطوبة العالية التي يحتاجها محصول البن، ولكن بعد ذلك توصلوا إلى أن زراعتها سيكون من الأفضل تحت أشعة الشمس مباشرة، ومن هنا بدأت عملية الحصاد.

وتابعت في بيان صحفي صادر أمس الثلاثاء، أن فكرة زراعة البن ما زالت تحت الدراسة، فإن هناك فريق يبحث فكرة زراعة القهوة في صوب زراعية أو الزراعة المكشوفة، وذلك تمهيدا لانتشارها بين المزارعين، مؤكدة أن التغيرات المناخية التي حدثت مؤخرا ساهمت في نجاح تجربة زراعة القهوة في مصر.