السبت 4 مايو 2024

الحرف الثقافية.. رحلة صناعة الزجاج عبر الزمن من الرمال إلى التحف الفنية

إحدى مراحل صناعة الزجاج

ثقافة24-4-2024 | 22:15

إسلام علي

تعد حرفة صناعة الزجاج، من أحد أقدم الحرف اليدوية في مصر، إذ يرجع تاريخيها إلى أكثر من 7000 آلاف عام.

وتهدف عملية صناع الزجاج إلى تحويل المواد الخام إلى زجاج ملون أو شفاف، يستخدم في العديد من الأدوات مثل: أدوات الإنارة، و الأدوات المنزلية، فضلا عن النوافذ سواء التي تستخدم في الفن المعماري أو غيرها.

تمر صناعة الزجاج بالعديد من المراحل، والتي تبدأ بتحضير المواد الأساسية مثل: الرمل والصودا، وصولا إلى المرحلة النهائية من التبريد والزخرفة على الزجاج.

تحضير المواد الخام

تعد الرمال، هي المادة الأساسية لتشكيل الزجاج، ويأتي بها الصانع من ضفاف الأنهار أو من الصحراء، ويضاف إلى حبيبات الرمال مادة الصودا، التي تساعد في انصهار حبيبات الرمال، والتي تكون صلبة، وذلك لكي يمكن الصانع من تشكيل الزجاج بأي أشكال يريدها.

وتضاف مادة الجير، لأجل تماسك حبيبات الرمل، ولتقويته، فضلا عن بعض المواد الأخرى التي تضاف مثل: أكسيد الرصاص أو أكسيد البوتاسيوم، وذلك لإعطاء الزجاج في المرحلة النهائية، خصائص معينة، مثل: اللون أو الشفافية.

الصهر

تعتبر مرحلة الصهر، من المراحل الانتقالية، بحيث يتم خلط جميع المكونات السابقة بنسب محددة، وتوضع في الفرن بغرض إذابة كل هذه العناصر، لاستخراج سائل سميك يسمى "الصهارة".

التشكيل

تختلف هذه المرحلة، باختلاف نوع المادة التي يريد أن ينتجها صانع الزجاج، فمن أشهر طرق تشكيل الزجاج: الضغط والصب التشكيل بالنفخ.

تعتبر طريقة التشكيل بالضغط، وسيلة لخلق قطع ثلاثية الأبعاد، مثل التماثيل، حيث يتم استخدام الضغط لتشكيل الزجاج في قوالب مخصصة، وعلى عكس ذلك، فإن التشكيل بالصب يختلف في أنه يستخدم لصنع قطع الزجاج المسطحة، مثل الأبواب والنوافذ، حيث يتم صب الزجاج في قوالب مسطحة لتحقيق الشكل المطلوب.

أما التشكيل بالنفخ، فهو يستخدم بشكل خاص لصنع القوارير والأواني الزجاجية، و في هذه الطريقة، يتم نفخ الزجاج المصهور لتشكيل أجسام مجوفة وأواني ذات أشكال متنوعة، هذه التقنيات الثلاث تقدم طيفا واسعا من الخيارات لتشكيل الزجاج بناءً على الاستخدام النهائي للمنتج.

التبريد

تعتمد هذه المرحلة على مهارة الصناع وقدرتهم على التحكم في المادة، لأن عملية التبريد السريعة قد تسبب تشقق القطعة الزجاجية، لذلك يتم التبريد بشكل بطيء ومدروس لتجنب حدوث أي تشققات أو كسور، وهذه الخطوة حيوية لضمان جودة القطعة النهائية واستدامتها.

المعالجة

تعتبر المعالجة من المراحل الأخيرة في تشكيل الزجاج، حيث يقوم الصناع بتزيين القطعة بطرق مختلفة مثل إضافة الألوان أو النقش أو الصنفرة، هذه العمليات تضفي الطابع الجمالي النهائي على القطعة، وتعكس إبداع ومهارة الحرفيين في إعطاء الزجاج مظهره المميز.

نوعية الزجاج

يوجد العديد من أنواع الزجاج، كل منها يتميز بخصائصه الفريدة، مما يؤثر على سهولة تشكيله وقدرته على تحمل عمليات التصنيع المختلفة، وبالتالي، فإن نوعية الزجاج المستخدمة، تسهم في تحديد الشكل النهائي للقطعة الفنية، ونظرا لاختلاف هذه الخصائص، فيجب على الصانع أن يكون على دراية بالمواد التي يعملون معها لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

درجة حرارة الزجاج

يجب أن تكون درجة حرارة الزجاج مناسبة لسهولة تشكيله، وذلك يعكس درجة مهارة حرفي وصانع الزجاج.

Dr.Randa
Dr.Radwa