تميز كل عصر وكل زمن تاريخي بوجود عظماء أحيوه وأناروه، فلكل تاريخ صانعيه، ولكل حضارة أبطالها، والحضارة المصرية عظمائها من الملوك الذين أسسوها، وكانو سبب في حمايتها وتوطيدها، كما كانو سببًا في تخليدها عبر التاريخ.
من خلال بوابة دار الهلال نستعرض في سلسلة "عظماء مصر" أشهر من صنعوا التاريخ المصري، واليوم سنسلط الضوء على «سنفرو».
سنفرو هو مؤسس عصر الأسرة الرابعة في الحكم، وهو والد الملك خوفو الذي اشتهر هرمه وأهرامات الجيزة بأنهم من عجائب الدنيا السبع، تعددت الأقاويل في فترة حكمه والتي تراوحت في العديد منها بين أربعة وعشرون إلى خمسة وأربعون.
تميز عصر الملك سنفرو بالتوسعات التجارية، كما شهد عصره أيضا كثرة الحملات لأغراض مختلفة والتي منها التأديب والتعدين، والحصول على الأيدي العاملة.
يعد الملك سنفرو صاحب أول هرم كامل في تاريخ العمارة المصرية، فقد ساعده المهندس المعماري إمحتب في بنائه بهذا الشكل الكامل، كما أنه قام ببناء ثلاثة أهرامات أخرى في دهشور، ومنطقة ميدوم، ومنطقة سيلا في محافظة الفيوم.
ويعتبر هرمه الكامل في منطقة دهشور هو من أشهر إبداعاته في عصره، وعرف بالهرم الشمالي أو الهرم الأحمر، والذي سبق بالفعل باء هرم الملك خوفو في الجيزة ولاكن رغم ذلك إلا أن هذا الهرم يعد أقل في الارتفاع من هرم خوفو.
ذكر في مصادر حجر باليرمو، الملك سنفرو، وهذا الحجر يوجد في إيطاليا، وهو يعد واحد من أهم المصادر التاريخية، حيث ذكر فيه، أنه في عهد الملك سنفرو شيدت العديد من المركبات الملكية من الخشب المستورد، وأنه نفذ حملة في بلاد النوبة، وأحضر من خلالها سبعة ألاف أسير من الرجال والنساء، وعشرون ألف من الماشية والأغنام، لاطعام هذا العدد الكبير من العمال، كما أحضر نحو أربعون سفينة تحمل خشب الأرز اللبناني الذي لازالت هناك بقايا له وجدت داخل هرمه في دهشور.
وشهد عصرة العديد من الصراعات والحملات العسكرية، حيث كان يجلب عن طريقها ماتحتاجه مبانيه المعمارية من مواد البناء من الخارج، وكان اهتمامه الخالص بالبناء سواء الأهرامات أو القصور أو حتى معابد الآله، وخرج في حملات إلى ليبيا والنوبة أيضا، ليحصل على عمالة كافية لبناء أهراماته، وأيضا ليحصل على مواد البناء الخاصة بعمارته الجديدة.