202 يوم على الحرب في غزة خلّفت دمارًا وشهداء ومصابين.. لكنها أكدت أن مصر هي السند والشقيقة الكبرى لكل العرب، وأن ملف فلسطين مفتاحه مصر، فطوال نحو سبعة أشهر مدة الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل على غزة كان دائمًا موقف مصر ثابت لا يتغير مهما تغيرات الأحداث أو المعطيات، وهو الوقوف بجانب أشقائنا في فلسطين وفي القلب منها غزة، وبذل كل الجهود الممكنة لدخول المساعدات بأكبر قدر لمساندة أهلنا في غزة وتخفيف وطأة الحرب عليهم، وكذلك سعي مصر السياسي الدؤوب للوصل لوقف فوري لإطلاق النار والبدء في مسار سلمي لحل القضية الفلسطينية بإعلان إقامة دولتين، متخذة كافة الاتصالات التي تجريها مع جميع الأطراف هدفها وقف التصعيد في غزة وإقرار حالة من الهدنة، حسبما أكد مصدر مصري رفيع المستوى، لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن مصر تكثّف اتصالاتها مع جميع الأطراف لإيجاد وسيلة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن كل الاتصالات التي تجريها مصر الغرض منها وقف الحرب في غزة والحيلولة دون امتدادها إقليميًا.
منذ اللحظة الأولى من بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة وحتى اليوم حرص دائمًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تأكيد موقف مصر الواضح والرافض تمامًا لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظًا على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومي، كما أكد مرارًا موقف مصر الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرًا "كل هذه تشكل الثوابت الراسخة التي تحرص مصر على العمل في إطارها، بهدف أسمى وهو إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة لصالح جميع شعوبها".
وعلى الرغم من خوض الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة ست جولات من المفاوضات الماراثونية، التي بدأت في نهاية يناير الماضي، ولم يتم التوصل لاتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل، إلا أن مصر ماضية في طريقها ولا تترك بابًا إلا وطرقته بحثًا عن حل للأزمة وتوقف فوري لإطلاق النار، بل ولا تترك أي فرصة سياسية أو دبلوماسية إلا وتعلن عن سعيها الدائم لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات لأهلنا هناك، وهو ما وضّحه وزير الخارجية، سامح شكري، في مقابلة له مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن "المحادثات مستمرة ولم يتم قطعها أبدًا. وهناك أفكار مستمرة تطرح وسنستمر في ذلك حتى يتحقق الهدف".
كذلك يظل موقف مصر الثابت القاطع لأي عملية في رفح الفلسطينية، مع تصاعد المخاوف العالمية من اجتياح إسرائيلي لرفح الفلسطينية وسط تقارير عن قرب موعد الاجتياح، ذلك الموقف الذي أوضحه الرئيس السيسي دائمًا بأن أي عملية عسكرية في رفح ستسفر عن تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في قطاع غزة، وكذا على السلم والأمن الإقليميين.
إذ حذّر الرئيس السيسي من "خطورة انزلاق المنطقة إلى حالة واسعة من عدم الاستقرار، بما يفرض الالتزام بأعلى درجات الحكمة وضبط النفس". مؤكدًا ضرورة وقف التصعيد، وهو ما حذّر منه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أي "تصعيد محتمل"، إذا سيتسبب اجتياح رفح في "دفع الفلسطينيين نحو سيناء"، وهو ما أكده أيضًا رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، بأن "مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية مع غزة أو إسرائيل".
وعما سبق قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن موقف مصر ثابت تجاه ما تسعى إليه سلطة الاحتلال الإسرائيلية لاجتياح رفح الفلسطينية، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي شدد في تصريحاته في هذا الشأن بأن اجتياح رفح الفلسطينية خط أحمر بالنسبة للموقف المصري.
وأضاف فرج لـ"بوابة دار الهلال"، أن مصر لا تقبل بمثل هذا التصعيد الخطير، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي أكد ذلك لرئيس وزراء هولندا وللرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأيضا لوفد سلطة الاحتلال الإسرائيلية.
ماذا لو اجتاح الاحتلال رفح الفلسطينية؟
وبسؤاله عن ماذا لو اجتاحت بالفعل قوات الاحتلال لرفح الفلسطينية، أكد "فرج" أن هذا يخالف اتفاقية السلام (كامب ديفيد)، وفي هذا الحال سيكون لمصر إجراءات مناسبة في هذا الصدد.
المفاوضات والحل الدبلوماسي
وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد أن هذا الصراع لن ينتهي إلا بالمفاوضات والحل الدبلوماسي، لافتاً إلى أن الحرب في غزة وصلت ليومها الـ 202، ولم تحقق سلطات الاحتلال الإسرائيلية أي هدف من أهدافها.