سادت حالة استياء بين زائري سوق الأسماك بسوق العبور، بعدما وجدوا أن أسعار الأسماك لا تزال مرتفعة ولم تتأثر بحملة المقاطعة على مدار الـ 72 ساعة الماضية، فقد تراوح سعر كيلو البلطي بين 65 جنيها إلى 80 جنيها حسب الحجم، كما تراوح سعر الجمبري الصغير من 90 جنيها إلى 120 جنيها، بينما البوري تراوح بين 100 جنيها إلى 150 جنيها، فيما تراوح سعر الكابوريا الصغيرة بين 100 جنيها إلى 130 جنيها.
يجلس كل بائع سمك ومعه نشابة حشرات يقوم بابعاد «البعوض عن الأسماك» ولا يوجد سوى مواطنين يسيرون يسألون عن الأسعار ويتركون السوق بشكل حزين دون شراء أي نوع من الأسماك، في حالة حزن تسيطر على تاجر القطاعي بسوق العبور، وعلى المواطنين الذين ليس لديهم ما يكفيهم حتى يشترون الأسماك خاصة مع بداية موسم شم النسيم، الذي يشتهر فيه شراء الأسماك الطازجة وتمليحها.
وعلى الجانب الآخر حرص عدد من البائعين على طرح أنواع جديدة من الأسماك، والتي كان على رأسها سمك القرش والذي يباع بالكيلو بسعر 120 جنيها، وأيضا سمك أم قشطة والتي بلغ وزنها أكثر من 60 كيلو، ويباع الكيلو منها بسعر 130 جنيها، والتي وجدت قبول من بعض المواطنين، بهدف تجربة أحد هذه الأنواع الجديدة، والتي ربما يكون مذاقها أفضل.
وبوجه حزين أخذ المواطن محمود أحمد، يردد «مش هنشتري السنادي سمك» وكان بصحبة بناته وزوجته يسيرون في سوق العبور عاقد العزم على عدم الشراء بعدما أخذ جوله ووجد أن الأسعار مرتفعة، وقال خلال حديثه لبوابة «دار الهلال»، إن الأسعار هذا العام لا تطاق ولا يستطيع رب أسرة أن يشتري الأسماك، فلم يعد أمام المواطن أي قدرة على شراء لحوم سواء كانت اسماك أو لحوم أو دواجن.
وأكد أنه سوف يقاطع بشكل نهائي شراء الأسماك إلى حين تنخفض الأسعار، متعجبا من أسعار بعض أنواع السمك مثل البلطي الذي سجل 75 جنيها، والبربونى سجل 300 جنيه، والجمبري 700 جنيه، خاصة وأن هذه الأنواع يتم استخراجها من البحار وليس لها علاقة بالاستيراد أو سعر الدولار كما يروج بعض التجار لهذا، فإن الأسماك متوافرة في البحر.
أما الدكتورة فاطمة الزهراء كانت مع والدتها داخل سوق العبور، وعزمت النية على عدم الشراء هذا العام، نتيجة ارتفاع أسعار الأسماك، مشيرة إلى أن بعض وسائل الإعلام خدعت المواطنين بشأن انخفاض أسعار الأسماك، فهذا ليس صحيح ولم يجدوا انخفاض في أسعار الأسماك اليوم.
وأكدت خلال حديثها لبوابة «دار الهلال» أن شم النسيم هذا العام سيكون بدون أسماك، فلا داعي لشراء الأسماك ونكتفي بالخضروات، مشيرة إلى أن أسعار الخضار مناسبة وليس بها ارتفاع مثل أسعار اللحوم والأسماك والدواجن.
وعلى الجانب الآخر.. يقول أحد تجار سمك بالجملة بسوق العبور، يدعي عادل أحمد، إن فكرة المقاطعة تصلح على أي سلعة أخرى إلا السمك، وذلك يعود إلى أن السمك يمكن أن يتركه صاحب المزرعة في الأحواض ولا يقوم بطرحه في السوق، ما يؤدي إلى تراجع المعروض من السمك، وسط ارتفاع الطلب عليه من قبل محال السمك التي بالتأكيد لن توقف شراء الأسماك وبيعها للمواطنين.
وأضاف خلال حديثه لبوابة «دار الهلال»، أن الخاسر الوحيد من مقاطعة السمك سيكون المواطن، حيث ستؤدي المقاطعة إلى نتائج عكسية تصل إلى ارتفاع الأسعار بشكل مضاعف، نتيجة حجب سلعة السمك من قبل المتحكمين في السوق لحين عودة الإقبال عليه، فلن يقوم صاحب المزرعة بطرح السمك ويخسر فيه، مشيرا إلى أن السمك يحتاج إلى علف وليس كما يتصور البعض أنه يتم اصطياده من البحر.
فيما يقول تامر محسن، أحد تجار السمك، إن أسعار السمك تنخفض عند ارتفاع درجة حرارة الطقس، فيكون نسبة الإقبال أقل على الشراء، مشيرا إلى أن أفضل وقت لشراء السمك يكون في فصل الصيف، فالأسعار تكون منخفضة عن فصل الشتاء.