لكل إنسان طريقته الخاصة في التعبير عن مشاعره ووجهة نظره، فالأدباء يعبرون بالكتابة والفنانون يعبرون عن طريق الرسم، فتنعكس هذه الرؤى على لوحاتهم الخاصة، ويتمكن من خلالها من يبصر الفن أن يرى من اللوحة هذه الأفكار والمشاعر المختلفة، فهناك العديد من الفنانين الذين برزت ولمعت لوحاتهم في عالم الفن، والتي لازال صداها قابعا حتى الآن في قلوب الكثيرين حول العالم وعبر التاريخ.
من خلال بوابة دار الهلال، نستعرض في سلسلة "لوحات عالمية" أشهر اللوحات حول العالم، واليوم سنسلط الضوء على لوحة «الطفل الباكي» لجيوفاني براجولين.
تعد لوحة «الطفل الباكي» واحدة من أهم وأشهر اللوحات فالعالم، والتي تنتشر في العديد من البيوت سواء العربية أو الأوروبية منذ الخمسينيات، رسمها الفنان الإيطالي جيوفاني براجولين، وذلك هو الاسم الذي كان يوقع به على لوحاته أما اسمه الحقيقي فهو برونو أرماديو، وكانت اللوحة هي أشهر لوحاته والسبب الرئيسي لشهرته.
شرح اللوحة: يتوسط اللوحه طفل صغير بريئ الملامح تتساقط دموعه على وجنتيه، وينظر بنظرات انكسار وألم شديد، وكأن كل من يرى اللوحة يسمع من نظراته صوت إستغاثته.
رسم " جيوفاني" العديد من اللوحات التي يدور موضوعها حول الأطفال من الأولاد والبنات الباكين، ولكن كانت هذه اللوحة هي الأكثر شهرة وسط مجموعته.
قصة اللوحة: يقال أن "جيوفاني" في يوم كان يجلس في مرسمه، حينما سمع صوت نحيب طفل يأتي بشكل متقطع من أسفل، وعندما نظر من شرفته شاهد طفلا يبكي بجانب الطريق ويظهر عليه التعب والحاجه، فنادى عليه ولكنه لم يجد استجابة منه، تولد شعور العطف والشفقة بداخله عليه، فأخذه وأطعمه ثم رسم له بورتريها، ليهديه له، توالت منذ تلك اللحظة زيارات ذلك الصغير على مرسمه، وهو في نفس الحال وكان بدوره جيوفاني، يرسم له بورتريها أخر حتى وصل عددها إلى 28 رسمة للطفل، والتي في جميعها لم يتوقف الطفل عن البكاء بصمت.
في يوم زار جيوافاني كاهن وعندما رأى اللوحة ظهر على ملامحه الدهشة والقلق والارتباك في أن واحد، فسأله "جيوفاني" عن المشكلة، حينها أخبره الكاهن أن هذا الصغير اسمه بونيللو، وأنه شاهد والده وهو يحترق أمامه حتى إلتهمته النيران عندما شب الحريق في منزله، وأنه منذ ذلك الحين وهذا الطفللا يهيم في الشوارع وهو يبكي، وأنهى كلامه بأنه ينصحه بأن يفقد الأمل في هذا الصغير ويتركه في حال سبيله، فإنه كلما ذهب إلى أي مكان شبت النيران من وراءه.
لم يصدق "جيوفاني" ذلك الأمر ولكنه سعى جاهدا لإسعاد الصغير فتبناه، ومنذ ذلك الحين سطع نجمه واشتهر بشكل كبير وبيعت جميع لوحاته، فأصبح من الأثرياء، وكانت حياته مع الصغير في غاية السعادة والرخاء، حتى جاء ذلك اليوم المشؤم الذي عاد فيه جيوفاني ليجد بيته ومرسمه تلتهمهما النيران، فألقى اللوم على الصغير وطرده ومن وقتها لم يجد أثر له من جديد.
وفي أحد الأيام يٌقال عام 1976، جاء خبر بأن هذا الطفل قد توفي في حادث مروري مفجع حد في مدينة برشلونه، والذي أدى إلى إحتراق السيارة بالسائق، و فيما بعد اكتشفو أنه هو بونيللو.
السبب الرئيسي لاشتهار هذه اللوحه كان عندما نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانيه، أن هناك رجل إطفاء يقول أنه شاهد هذه اللوحة في عدد كبير من المنازل المحروقة، وأنها قد تكون السبب في تلك الحرائق، وانطلقت من وقتها العديد من التحقيقات حول اللوحة والتي يقال أنها ملعونه.