الأربعاء 15 مايو 2024

عظماء مصر.. «مونتو حتب الثاني» مؤسس الدولة الوسطى

مونتو حتب الثاني

ثقافة29-4-2024 | 11:27

أروى أحمد

شهدت حضارات العالم وجود عظماء أسسوا تاريخها، وأحيوا تراثها، فلكل تاريخ صناعة، والحضارة المصرية، خلد تاريخها عظماء لم يشهد بمثلهم التاريخ من قبل، ومنهم ملوك مصر منذ العصورة القديمة.

من خلال بوابة دار الهلال نستعرض في سلسلة "عظماء مصر" أشهر من صنعوا التاريخ المصري، واليوم سنسلط الضوء على « مونتو حتب الثاني» مؤسس الدولة الوسطى.

مونتو حتب الثاني هو واحد من أشهر ملوك الأسرة الحادية عشر من النصف الثاني للحكم، عمل جاهدا على توطيد أرض مصر من جديد، فكان عصره قد جاء بعد الفتره الانتقاليه الأولى على مصر، والتي شهدت فيها الدولة طغيان وأنقسام وتمرد شديد، فأصبح هو ثاني ملك يوحد أقطار مصر بعد الملك مينا الأول، كما أنه مؤسس الدولة الوسطى.

أنشأ الملك مونتو حتب الثاني، دولة قوية مستقرة بعد صراع طويل وحروب عديدة شهدها طوال فترة حكمه الواحد وخمسون عاما، والذي كان ختامها هو توحيد مصر تحت قبضة رجل واحد.

وتبعا لما جاء في كتاب الفراعنة المحاربون، أن الملك مونتو حتب الثاني خاض حربا كبيرة أثناء حكمه في طيبة في العام الرابع عشر من الحكم، مع بقايا الأسرة العاشرة المنافسة له، والتي كانت تسعى للسيطرة على مصر العليا وهي بالفعل كانت تحت حكم الملك في ذلك الوقت، مما أشعل الصراع بينهم، وأطلق على هذا العام بعام جريمة الإقليم الثيني، فأرسل الملك جيوشه المقاتلة إلى الشمال للرد بالقوة على ما فعلوه، والدليل على هذه الحرب التي خاضوها لتوحيد البلاد، هو ماذكر في الكتاب، أنه تم العثورعلى أجساد ملفوفة في الكتان وغير محنطة لحوالي ستين جنديا في مقبرة الجنود الشهيرة في منطقة الدير البحري في الأقصر في عشرينيات القرن العشرين الماضي، وقيل أنه تم العثور أيضا على اسم الملك مونتو حتب مكتوبا على الأغطية الكتانية التي كانت تلتف بها أجسادهم، والذين من المرجح أنهم قتلو في معركة الشرف في الرحلة الطويلة لتوحيد  أرض مصر من جديد.  

شهد عصر الملك  مونتو حتب الثاني، القوة والازدهار بعد العديد من الصراعات التي شهدتها الدولة، وانتهى عصر الانتقال الأول، وبدأ عصر الاستقرار والرخاء، فلم يترك مصر إلا بعد أن أعاد لها مجدها و ثباتها من جديد.

يوجد للملك  مونتو حتب الثاني تمثال في المتحف المصري، مصنوع من الحجر الرملي الملون، وهو يرتدي التاج الأحمر، ورداء خاص بعيد اليوبيل "الحب سد" الذي كان يحتفل به بعد مرور ثلاثين عاما على حكم الملك، وجسد التمثال باللون الأسود وذراعيه في وضع تقاطع على الصدر والتي يقال أنها لربطه بالآله أوزيريس، رب الموت.

Dr.Radwa
Egypt Air