شغلت المرأة المصرية دورًا رئيسيًا في المجتمع المصري منذ قديم الزمان، بداية من تاريخ عهد الملكات الفرعونية، مثل الملكة حتشبسوت، وميريت رع، ونفرتيتي، وغيرهم، فكان لها دورا فعالا في الحروب وفي حكم البلاد كذلك، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، الملكة نفرتاري.

تميزت الملكة نفرتاري بمكانة عظيمة لدي زوجها الملك رمسيس الثاني فهي الزوجة الرئيسية له ومن أحب وأهم زوجاته، ويقال أنها لا تنتمي للأسرة الملكية على الرغم من وجود خرطوش في مقبرتها منقوش عليه الملك "فرعون آى" كان فرعون من الأسرة الثامنة العشر فيقال أنها حفيدته أو بينهم صله قرابة.

تزوجت الملكة نفرتاري من الملك رمسيس الثاني قبل توليه العرش، ويقال أن عمره كان 19 عامًا، وأنجبت له أربع أبناء وابنتان، هما: آمون حور خبشف، بارهيروينمف، ميري اتوم، وميري رع، ميريت آمون وحنوت تاوي.

عُرفت الملكة نفرتاري بألقاب كثيرة منها "المحبوبة التي لا مثيل لها" أو "جميلة جميلات الدنيا" أو أنها تشبه النجمة، تلك التي تظهر عند مطلع عام جديد، اسمها يعني "المصاحبة الجميلة"، تميزت نفرتاري بشدة جمالها فوصفت بأن وجها دائري ولها خدود ممتلئة، وكانت عاشقة للحلي والإكسسوارات.

شاركت الملكة نفرتاري زوجها الملك رمسيس الثاني في حضور الطقوس والاحتفالات الرسمية، مثل احتفالات عيد الحصاد وكانت تشاركه الطقوس، ويعد ذلك الشئ مميز حيث لم يسبق لملكة مشاركة الملك في الاحتفالات أو الطقوس سوى نفرتيتي وإخناتون.

بنى الملك رمسيس الثاني معبد للملكة نفرتاري تكريما لها وتخليدًا لحبهم حيث نُقش عليه " هي التي تشرق الشمس للأجلها لعلها تعطي الحياة "، وعبارة أخرى "من أجل أحب زوجاتي قمت ببناء هذا المعبد".

اكتشفت مقبرة الملكة نفرتاري من خلال بعثة إيطالية برئاسة سيكياباريللى عام 1904، وتدل هذه المقبرة على دقة وبراعة المصرين القدماء في جمال النقوش والزخرفة، فسقف المقبرة مثل السماء المضيئة في الليل وبها نجوم ذهبية، ولوحات حائطية تجسد شكل الملكة.