تؤكد كل حقائق التاريخ.. أن مصر عبر تاريخها الطويل كانت أحياناً قوة عظمي عسكرية.. وأحياناً قوة عظمي سياسية.. وأحياناً قوة عظمي اقتصادية.. ولكنها طوال الحقب والقرون كانت وما زالت وستظل قوة عظمي ثقافية..
وإذا كانت الثقافة هي (الضفيرة).. التي يتدفق عبر خصلاتها كل روافد الإبداع (الآداب – الفكر – الفنون – إلخ).. فإن مصر هي أم الثقافة.. وحاضنة الإبداع والمبدعين.. منذ أن عرف الإنسان الأول طريقه إلي الإبداع وحتي الآن.
وعندما نتحدث عن مستقبل الثقافة في مصر.. وحتمية تجديد الخطاب الثقافي.. فمن الضروري أن نتعرف علي أهم ملامح المنجز الثقافي المصري عبر العصور المختلفة.
لكي نتعرف علي أهم المرتكزات التي يمكن أن ننطلق منها لتجديد الخطاب الثقافي.. وتحديد أهم ملامح مستقبل الثقافة المصرية خلال السنوات القادمة.. ويمكن رصد أهم تلك الملامح والمرتكزات فيما يلي:
أولاً: قبل أن تتوحد مصر علي يد الملك مينا عام 3100 قبل الميلاد.. ثم علي مدي حكم ملوك مصر القديمة.. طوال ثلاثين أسرة كاملة.. وانتهي حكم هذه الأسرات عام 332 قبل الميلاد بغزو الإسكندر الأكبر لمصر.. شهدت مصر نهضة ثقافية عملاقة.. يشهد عليها ويؤكدها تلك المعابد العملاقة في الأقصر وأسوان.. ومعها أهرامات الجيزة.. والمسلات الشامخة.. التي تعرض الكثير منها للسرقة.. لتقف شامخة في أكبر ميادين فرنسا وإيطاليا وأمريكا.. والغريب في أمر هذه المسلات أن عددها خارج مصر.. ضعف عددها في مصر.. ففي إيطاليا وحدها يوجد 13 مسلة مصرية..
وفي فرنسا يوجد أربعة.. ويوجد مسلة واحدة في كل من بريطانيا وأمريكا.. وتنتشر الآثار المصرية القديمة في كثير من ربوع مصر.. بل إن هناك العديد من المتاحف الكبري في كثير من دول العالم.. تعتمد بشكل أساسي علي الآثار المصرية التي خرج أغلبها بطرق غير مشروعة.. وأكبر دليل علي ذلك رأس نفرتيتي الموجودة في متحف برلين.. علاوة علي الجناح المصري المبهر في متحف اللوفر في باريس.. ومتحف الآثار المصرية في مدينة هيلدزهايم بألمانيا.. والعديد من المتاحف في كل دول أوربا تقريباً.. وكل هذا الكم اللامحدود من الآثار المصرية القديمة سواء في مصر أو خارجها..
تؤكد عبقرية الفنان والمثقف المصري.. الذي لم يكتف بالتفوق في النحت والعمارة والتصوير.. ولكنه تفوق أيضاً في الفكر والأدب.. ولعل كتاب المؤرخ الكبير هنري بريستد (فجر الضمير).. يقدم صورة رائعة عن التفوق الثقافي المصري القديم.. والتي ما زالت آثاره موجودة في الكثير من التراث المهم مثل كتاب (متون الأهرام) وأناشيد إخناتون.. والآلاف من القصص الأدبية والأساطير.. والتي تحولت إلي منجم مازال كل مبدعي العالم ينهلون منه حتي الآن. ثانياً: تعرضت مصر خلال حكم الأسرات في التاريخ المصري القديم..
وبعد انتهاء هذا الحكم إلي العديد من أنواع الغزو والاحتلال (الفرس – الهكسوس – الإغريق – الرومان).. ولكن الثقافة المصرية المبدعة استطاعت أن تحتوي كل هؤلاء الغزاة.. والأهم أنها استطاعت (تمصيرهم).. ويستطيع أي زائر للمعابد الإغريقية الرومانية الموجودة في مصر.. خاصة معابد (إدفو – كوم امبو – فيلة – إسنا – ودندرة)..
أن يكتشف التأثير العميق والكبير للثقافة المصرية علي هؤلاء الغزاة.. للدرجة التي جعلتهم يتمصرون.. ويسيرون علي هدي الإبداع المصري في النحت والعمارة وكل روافد الثقافة. ثالثاً: عاشت مصر أقل قليلاً من الألف عام (973 عام).. تحت الاحتلال الإغريقي والروماني.. حتي جاءها الفتح الإسلامي عام 641 ميلادية.. علي يد عمرو بن العاص.. في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب.. وكانت مصر أهم أحلام الدولة الإسلامية الوليدة.. خاصة وأن الله سبحانه وتعالي قد ذكرها مرات عديدة في القرآن الكريم إضافة إلي وجود العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.. التي تشيد بمصر وشعبها وجنودها..
ولأن ثقافة مصر قد جعلتها طوال تاريخها وسطية الدين والدنيا.. فقد استطاعت من خلال هذه السماحة أن تتحول إلي قلعة الوسطية في الإسلام.. منذ أن دخلها الدين الحنيف وحتي الآن.. وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ولذلك لم يكن غريباً أن يأتي إلي مصر العديد من أقطاب آل بيت الرسول الكريم.. ومن بعدهم الكثير من صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم.. لينعموا بالحياة وسط شعب مصر.. الذي يرفع دوماً راية وسطية الدين.. من دون تفريط أو إفراط.. والذي يحرص طوال تاريخه علي طرد التطرف والمتطرفين..
كما تطرد النار خبث الحديد. رابعاً: بعد نهاية عصر الخلافة الرشيدة.. أصبحت مصر ولاية ضمن ولايات الدولة الأموية.. ثم استمرت ولاية ضمن ولايات الدولة العباسية.. وكانت الثقافة المصرية سبباً رئيسياً في أن يهفو العلماء والأئمة.. من كل بقاع الدولة الإسلامية العملاقة.. لكي يأتوا إلي مصر للإقامة فيها والحياة بين شعبها المتسامح.
وعندما ضعفت الدولة العباسية.. نشأت الدولة الفاطمية في الغرب منطلقة من المغرب.. والدولة السلجوقية في الشرق منطلقة من فارس.. لتزحف الدولة الفاطمية إلي الجزائر ثم تونس ثم ليبيا.. حتي دخلت مصر عام 969 ميلادية.. ويتم إنشاء مدينة القاهرة.. التي أصبحت عاصمة الخلافة الفاطمية الشيعية.. وقد دفعت الثقافة المصرية أهل مصر إلي عشق آل البيت.. فلم يستطع الشيعة الفاطميون أن يزايدوا علي المصريين.. فظل الغالبية العظمي من المصريين علي سنيتهم.. رغم وجود الدولة الفاطمية الشيعية.. تلك الدولة التي استمرت مائتي عام (رحلت في 1171 ميلادية).
وجاءت بعدها الدولة الأيوبية علي يد صلاح الدين الأيوبي. وكانت مصر قبل مجيء الخلافة الفاطمية قد شهدت تعاقب دولتين صغيرتين منفصلتين عن الخلافة العباسية وهما الدولة الطولونية من 868 – 905 ميلادية (37 سنة).. ثم الدولة الإخشيدية من 934 – 968 (34 سنة).. واستمرت الدولة الأيوبية حتي عام 1250 ميلادية.. عندما ولدت الدولة المملوكية التي استمرت حتي عام 1517.. وخلال هذه الدول المختلفة التي حكمها حكام من مختلف الجنسيات والعرقيات.
استطاعت الثقافة المصرية أن تصمد.. وأن تكون هي المهيمنة.. وأن تتحول إلي (بوتقة عملاقة) تنصهر فيها كل الثقافات الوافدة ليتم تمصيرها وتصبح مصرية قلباً وقالباً.. ولذلك ليس غريباً أن تقوم الهوية المصرية علي التنوع.
خامساً: استطاعت الدولة العثمانية أن تهزم آخر حكام المماليك (طومان باي).. وأن تقتله وتعلق جثته علي باب زويلة.. وأن تحتل مصر في عام 1517.. ولأن هذه الدولة لم تكن تمتلك بنية ثقافية.. تعادل قوتها العسكرية الهائلة.. فقد سارعت إلي جمع كل الصنايعية وأرباب الحرف المصريين.. وأرسلتهم إلي الأستانة عاصمة دولتهم.. وقد أدي هذا التجريف العثماني لأهم أدوات الثقافة والتنوير في مصر.. إلي تراجع كبير في مظاهر وإنتاجات الثقافة المصرية.. واستمر هذا الوضع البائس قرابة الأربعة قرون (1517 – 1914).. تخللتها فترات من الصحوة والمقاومة.. ومحاولات مستمرة للحفاظ علي الهوية المصرية من خلال التمسك بوسطية الدين والدنيا.. والحرص علي إنتاج الإبداع الأدبي حتي وإن اتسم بالضحالة والسذاجة.
سادساً: جاءت الحملة الفرنسية (1798 – 1801) لتمثل هزة عنيفة لهذا الركود العثماني.. فرغم أنها احتلال عسكري بغيض مارس كل أنواع القسوة ضد المصريين.. إلا أنها قد جاءت ومعها المطبعة لأول مرة في مصر.. والأهم أنها قد جاءت ومعها عدد كبير من العلماء.. الذين نجحوا في تأليف كتاب من أهم الكتب عن مصر (وصف مصر).. ورغم هزيمة وانسحاب الحملة الفرنسية عام 1801.. إلا أن فرنسا شاركت في اختيار محمد علي حاكماً لمصر.. وهو الحاكم الذي ارتضته أيضاً النخبة المصرية المثقفة بقيادة عمر مكرم.. وقد تبني محمد علي مشروعاً نهضوياً.. اقتصر علي نظام محمد علي وطموحاته الشخصية.. ولم يشمل عموم المصريين.. ورغم هذا شهد هذا المشروع عودة أفكار الثقافة الوطنية المصرية علي يد شيخ الأزهر المستنير حسن العطار.. وتلميذه المستنير أيضاً رفاعة رافع الطهطاوي.. الذي استطاع ضخ الكثير من الدماء الوطنية في شرايين الثقافة المصرية.. لتستعيد بعضاً من رونقها وعافيتها.. وراحت الثقافة المصرية تتخبط ما بين صحوة وكبوة..
وعندما وصلت صحوتها إلي حد الخطورة على يد محمود سامي البارودي وأحمد عرابي.. وقعت خيانة الخديو توفيق.. وجاء بالإنجليز ليحتلوا مصر.
سابعاً: استطاعت الثقافة المصرية أن تكون أحد أهم أدوات المقاومة ضد المحتل الإنجليزي.. خاصة بعد بروز نجم الزعيم مصطفي كامل وإنشائه لأول حزب في مصر (الحزب الوطني) وإصداره لجريدة اللواء.. وتوالت الجرائد والإصدارات التي تقاوم المحتل.. واستطاع مجموعة - - كبار المثقفين والأدباء والمفكرين – أن يصنعوا نواة صلبة ضد المحتل ومنهم أحمد لطفي السيد – العقاد – طه حسين – المازني.. إلخ..
واستطاعت كتاباتهم أن تكون وقوداً لثورة 1919 بقيادة سعد زغلول.. تلك الثورة الشعبية الكبري.. التي قامت من أجل الحصول علي استقلال مصر.. ورحيل المحتل الإنجليزي.. ورغم عدم تحقيق هذا المطلب الرئيسي.. إلا أن تلك الثورة أفرزت تكويناً جنينياً للطبقة الوسطي في مصر.. تلك الطبقة التي تحولت إلي حاضنة وحامية للثقافة الوطنية.. والتي خرج من رحمها كل المثقفين والمبدعين والمفكرين..
الذين نادوا بالاستقلال وبالحرية.. والأهم الحفاظ علي الهوية المصرية.. وبين كل الدول التي عاشت ويلات الاحتلال.. تفردت مصر بأنها الدولة الوحيدة التي لم يستطع المحتل فرض لغته أو ثقافته علي الشعب المصري.. بل إن المصريين استطاعوا أن يجعلوا جنود هذا المحتل يتحدثون (عربي مكسر).. ليفرض المصريون ثقافتهم علي المحتل.. والأهم أنهم حافظوا علي ثقافتهم وهويتهم.
ثامناً: جاءت ثورة يوليو 1952 بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر.. ومعها العديد من المشروعات التي تحقق أحلام وطموحات كل المصريين..
وخرجت كل هذه المشروعات من مشروعين رئيسيين هما العدالة الاجتماعية والثقافة.. وانحازت الدولة المصرية بكاملها إلي الثقافة والمثقفين.. من خلال المشروعات الثقافية العملاقة التي تنافس في تنفيذها الكبيرين د. ثروت عكاشة ود. عبدالقادر حاتم فتم إنشاء (أكاديمية الفنون – الثقافة الجماهيرية – مؤسسة السينما – هيئة المسرح – الفنون الشعبية – هيئة الكتاب – معرض الكتاب – التليفزيون... إلخ) واستطاعت الثقافة المصرية خلال هذه السنوات أن تتحول إلي جيش عظيم..
واجه كل محاولات استهداف مصر سواء من الاستعمار القديم (إنجلترا – فرنسا).. الاستعمار الجديد (الحلف الصهيوأمريكي – جماعة الإخوان وتوابعها.. إلخ).. كما استطاعت الثقافة المصرية أن تجسد في ذلك الوقت مصطلح (القوة الناعمة).. الذي ظهر علي يد المفكر الأمريكي (جوزيف ناي) في بداية التسعينيات من القرن الماضي.. كما تحولت الثقافة المصرية إلي نموذج ملهم في محيطها العربي والإقليمي بل علي مستوي العالم.. وفجأة تراجع الاهتمام بالثقافة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي كما سعي بعض المسئولين إلي عقد صفقات واتفاقات مع جماعات الإسلام السياسي.. وفي مقدمتها جماعة الإخوان.. مما أتاح لهذه الجماعات فرصة التغلغل داخل المجتمع المصري.. لينقلبوا علي كل ثوابت الثقافة المصرية وهوية المصريين.. فمارسوا كل أشكال التطرف والإرهاب.. وبدأوا مسيرتهم البائسة باغتيال الرئيس أنور السادات في أكتوبر 1981.. وتوالت عمليات هذا التيار الشرير.. ولكن الثقافة والمثقفين ودعاة التنوير.. كانوا دائماً بالمرصاد لكل دعاة الظلامية والتكفير والتطرف والإرهاب.
تاسعاً: عوامل كثيرة أدت إلي أحداث يناير 2011.. واستطاع تيار الإسلام السياسي وفي مقدمته جماعة الإخوان السطو علي هذا الحراك الشعبي الكبير.. وفجأة قفز الإخوان علي سدة الحكم في مصر.. في عام الرمادة الأسود (يونيه 2012 – يونيه 2013).. واستشعر المصريون تهديداً كارثياً لهويتهم ولثقافتهم.. فهبوا علي قلب رجل واحد يحمي ظهورهم جيش مصر العظيم.. لتنفجر ثورة 30 يونيه 2013.. لتتم الإطاحة بهذا التيار الذي أراد أن يطمس ملامح الهوية المصرية.. وأن ينسف قواعد وثوابت الثقافة المصرية.. التي تم تشييدها عبد آلاف السنين.
وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي حكم مصر بداية من يونية 2014.. وفي جعبته العديد من المشروعات التي تسعي إلي تطوير البنية التحتية.. وإنشاء بيئة حاضنة للاستثمار.. وفي ظل هذه المشروعات الكثيرة لم ينس الثقافة.. فتم إنشاء مدينة الفنون العملاقة بالعاصمة الإدارية.. تلك المدينة التي من المنتظر أن تتحول إلي مركز إشعاع كبير يعمل علي إعادة الثقافة إلي قلب المشهد المصري. ورغم نجاح الدولة المصرية في القضاء بشكل نهائي علي الجماعات الإرهابية.. وعلي خطر الإرهاب الذي هدد المصالح المصرية علي مدي عدة سنوات.. إلا أن مسئولية الثقافة والمثقفين تزداد وتتعاظم لأنهم دعاة التنوير.. والأهم أنهم الأقدر علي تفكيك كل ألغام دعاة الظلام والتطرف والإرهاب..
ومن هنا تنبع أهمية تجديد الخطاب الثقافي. عاشراً: يتسع مفهوم الخطاب الثقافي.. ليشمل كل الخطابات التي تندرج تحت راية الثقافة (الثقافة الدينية – الثقافة العلمية – الثقافة الاقتصادية.. إلخ).. ومن خلال هذا المفهوم فإن تجديد الخطاب الثقافي يلقي علي كاهلنا نحن كل محبي وداعمي هذا الوطن العظيم مسئوليات كبيرة وخطيرة للعمل علي اقتلاع كل جذور حشائش وأشواك التطرف وهذا لن يتم إلا بإشاعة أجواء الثقافة والتنوير..
من خلال مناهج التعليم ووسائل الإعلام ومؤسسات الثقافة العملاقة.. تلك المؤسسات التي من المهم أن يكون لها فروع في كل المحافظات.. وخاصة المحافظات الحدودية.. فمن الضروري أن يكون لمدينة الفنون نماذج أصغر في المحافظات المختلفة.. كما يجب إعادة تفعيل وتنشيط الثقافة الجماهيرية.. التي تمتلك أكثر من 550 بيت وقصر ثقافة منتشرة في كل ربوع مصر.. كما يجب إضافة النشاط الثقافي إلي النشاط الرياضي داخل مراكز الشباب..
تلك المراكز التي شهدت تطويراً كبيراً خلال السنوات الماضية في كل ما يخص الرياضة.. وإذا ما أضفنا النشاط الثقافي إلي أكثر من ثلاثة آلاف مركز شباب موجودة تقريباً في كل القري المصرية.. وكل هذا يتطلب ربط كل هذا النشاط الثقافي.. بالجامعات الكثيرة الكبيرة.. والتي باتت موجودة في كل محافظات مصر.. فإن النتيجة ستكون مبهرة من خلال زيادة الوعي لدي الأجيال الجديدة من الشباب..
والأهم أن هذا الزخم الثقافي سيعمل حتماً علي مقاومة أي محاولات لتجريف الوعي الوطني.. وسيجعل شبابنا صلباً ومقاوماً ومحارباً لأي محاولات لتشويه الهوية أو النيل من الوعي الجمعي للمجتمع المصري.. وعندما تتكامل كل هذه الهيئات والمؤسسات.. فإنها لن تحقق نهضة ثقافية عملاقة فقط.. ولكنها ستحقق نهضة تنموية كبيرة جداً.. وذلك لأن الثقافة بمفهومها الواسع.. هي القاطرة الحقيقية لتحقيق التنمية الحقيقية.