الأربعاء 15 مايو 2024

طفرات ثقافية في الجمهورية المصرية

إبراهيم خليل إبراهيم

ثقافة1-5-2024 | 16:08

إبراهيم خليل إبراهيم

شمس الحضارة عندما أشرقت على كوكب الأرض أشرقت على وجه الإنسان المصري ومن ثم العراقة المصرية جذورها متأصلة في أعماق التاريخ ونسجل هنا وبكل أمانة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تولى رئاسة الجمهورية حرص على بناء الإنسان المصري فكريًا وثقافيًا في الجمهورية الجديدة، التي يسابق الزمن لتكون مضرب الأمثال لكل العالم.

الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في خطاباته للأمة أن الإنسان هو صانع الحضارة وهو الذي يصنع الدول ومن يرصد ومن أرض الواقع يجد أن الثقافة المصرية شهدت طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد شهدت المعمورة أكبر تحرك مصري في مجال الدبلوماسية الثقافية وعودة القوة الناعمة المصرية للمحافل الدولية وتم تمديد ولاية وزيرة ثقافة مصر كرئيس للمجمع العربي للموسيقى لمدة أربع سنوات حتى 2025 ونجحت وزارة الثقافة في تجديد البروتوكولات الثقافية المبرمة بين مصر ودول العالم وأهدت الوزارة العديد من إصداراتها لعدد كبير من المكتبات الأجنبية الكبرى في العالم بهدف التعريف بالثقافة المصرية ونذكر منها: متحف تاريخ الكتابة والطباعة في الصين ومركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية وجامعة شنغهاي للدراسات الدولية ومكتبة في البرتغال والمكتبة القومية بدولة جيبوتي والمكتبة العامة بولاية البحر الأحمر ببورسودان كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الثقافى مع غالبية الأشقاء فى القارة الإفريقية حيث انطلقت جهود الدبلوماسية الثقافية المصرية مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019 حين أعلن الرئيس السيسى هذا العام اختيار محافظة أسوان عاصمة للشباب والثقافة الإفريقية .

أذكر أيضا وأسجل هنا شهادتي عن الثقافة في الجمهورية الجديدة أن وزارة الثقافة أعدت أجندة فعاليات كبيرة فكرية وفنية وإبداعية للمصريين والأشقاء فى الدول الإفريقية كما حرصت الوزارة على التبادل الفكرى والإبداعى الدائم مع الأشقاء فى القارة الإفريقية لأنهم يملكون فكرا وأدبا وإبداعا جديرا بالاطلاع عليه كما أعدت وزارة الثقافة الجناح المصري للمشاركة في معرض بينالي فينيسيا الدولي للعمارة في دورته السابعة عشرة لعام 2021 ومن خلال الأكاديمية المصرية للفنون تم تنفيذ أول دروس أتكلم عربي تحت رعاية رئيس الجمهورية وضمن مبادرة وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج لتعزيز الهوية لأبناء الجالية المصرية كما نظمت الوزارة عددا من ورش الفنون اليدوية التي تعبر عن التراث المصري بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وإطلاق سلسلة متاحف وقصور في مصر وإطلاق سلسلة روائع العمارة الإسلامية بعنوان المساجد والجوامع في مصر وإطلاق سلسلة جديدة من الفيديوهات من إعداد الأكاديمية بعنوان اكتشاف روائع الفن المصري في العالم.

أيضا أتوقف وبكل إجلال وتقدير مع المبادرات الثقافية التي شملت محافظات مصر في الجمهورية الجديدة ومنها  مبادرة صنايعية مصر التي أطلقت في شهر يوليو عام 2019 لإحياء ثروة تذخر بها البلاد من التراث المادى فى مجالات الحرف اليدوية المختلفة وتوجهاً جديداً لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تعمل على تحسين دخل الفرد ورفع الدخل القومى وخلق أسواق جديدة جاذبة للسياحة وأيضا مبادرة خليك في البيت .. الثقافة بين إيديك والتي أطلقت في شهر يوليو عام 2018 بهدف بث نوادر أرشيف الإبداع الوطنى والمعرفى التراثى والمعاصر عبر قناة وزارة الثقافة باليوتيوب وحسابات السوشيال ميديا الخاصة بها، وأيضا مبادرة مسرح المواجهة والتجوال وتلك المبادرة كانت في عام  2018 وشملت أقاليم وقرى ونجوع مصر لتحقيق مبدأ العدالة الثقافية والوصول بالمنتج الثقافى والفنى إلى ربوع مصر والمناطق الحدودية والأكثر احتياجا بهدف التنوير فى معركة الوعى في ظل عالم زاخر بتحديات لأجل الوجود.

أيضا من منطلق أن من لا ماضي له لا حاضر له كانت مبادرة تراثك أمانة فى 22 يناير عام 2018 في خطوة جادة لجمع وتوثيق التراث المصرى فى كل المجالات من خلال تفعيل المشاركة المجتمعية وكانت الاستجابة مفرحة وعظيمة من قبل المواطنين وأيضا أذكر مبادرة اعرف جيشك التي انطلقت في شهر مارس عام 2018 لتعرف الأجيال عظمة وتضحيات أبطال القوات المسلحة خير أجناد الأرض.

أيضا لم تنس الثقافة في الجمهورية الجديدة الأحلام ولذا كانت مبادرة الورش المسرحية ابدأ حلمك لدعم واكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة وأذكر أيضا مبادرة ذاكرة المدينة التي أطلقت في شهر يوليو عام 2020 لتوثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية في مصر ورصد الأحوال الاجتماعية لأبنائها فى الماضى وضمت المبادرة سلسلة كتب تلقى الضوء على المناطق التى تحمل قيمة تاريخية وتراثية وتضع حدود وأسس الحفاظ عليها كما روت قصصا متعددة جمعت بين المبانى وسكانها والمجتمع المحيط وفي شهر أغسطس عام 2020  أطلق البيت الفني للمسرح مبادرة المؤلف المصري بهدف إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لدعم وإثراء المسرح المصري وتنشيط الحركة المسرحية وتحفيز الشباب على الإبداع كما أسس المطرب الراحل محسن فاروق مبادرة الصوت الذهبي وأطلقتها وزارة الثقافة في شهر أغسطس عام 2020 بهدف اكتشاف ورعاية شباب الموهوبين في مجال الغناء حتى سن 30 سنة وفي شهر أبريل عام 2020 أطلقت وزارة الثقافة مبادرة اضحك .. فكر .. أعرف بهدف تقديم أعمال عالمية بالأسلوب الإبداعي المصري .

أيضا ضمن خطوات توطيد الأواصر بين مصر ومختلف الدول أطلقت وزارة الثقافة مبادرة سلسلة علاقات ثقافية بهدف تنفيذ أنشطة ثقافية دولية فى ظل القيود التي فرضتها جائحة كورونا على حركة التبادل الثقافي الدولي وأذكر أيضا مبادرة في غاية الأهمية للثقافة في الجمهورية الجديدة وهى مبادرة عاش هنا لتوثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء والفنانين التشكيلين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث وتم وضع لافته على المبنى تبين اسم الفنان الذي سكن بالمبنى ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني مما ساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني الهامة على مستوى الجمهورية وأذكر أيضا مشروع حكاية شارع للتعريف بالشخصيات الهامة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع باللغتين العربية والإنجليزية وتم وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع والذي يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصري . أما مبادرة ثقافتك كتابك فتعد واحدة من أهم المبادرات والمشروعات الثقافية التى أطلقتها وزارة الثقافة لتحقيق العدالة الثقافية والوصول إلى الجمهور والفئات المحرومة وتأكيدًا على وصول الثقافة إلى كل فئات المجتمع أيا كان موقعهم وأذكر أيضا مبادرة سينما الشعب التي قدمت الأعمال السينمائية المعاصرة والحديثة بأسعار رمزية في متناول كل فئات المجتمع.

أذكر للتاريخ أيضا أن دار الأوبرا المصرية نجحت فى استضافة عدد من الفرق الأجنبية الزائرة وقدمت دار الأوبرا إنجازًا كبيرًا تمثل في مجموعة المهرجانات الفنية التي نظمتها في عدد من محافظات الجمهورية فقد ذهبت الأوبرا إلى البسطاء لتمنحهم السعادة والطرب الأصيل الذي يبحثون عنه وهذه المهرجانات حققت أمرًا هامًا وهو زيادة الوعي الثقافي والتاريخي للمواطن المصري كما حققت دار الأوبرا المصرية إنجازا في غاية الأهمية وهو فتح فصول لذوي القدرات الخاصة بمركز تنمية المواهب.

ولا يمكن نسيان معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تحتضنه مصر ويشع أنوار ثقافته للمصريين والدول الشقيقة كما بذلت الريادة الثقافية وزارة الثقافة جهوداً كبيرة في مجال الريادة الثقافية ففي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تم اختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو ) والذي عكس المكانة الحضارية الرائدة للوطن كما شاركت الثقافة في المبادرة الرئاسية ( حياة كريمة ) ولايمكن أن ننسى الجهود الثقافية في تطوير قصور الثقافة والمنشآت الثقافية بما يواكب عظمة الجمهورية الجديدة وفي الختام نقول أن الثقافة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تعمل على تمثيل إستراتيجية الجمهورية الجديدة باعتبارها أحد أهم وأبرز الوزارات المعنية ببناء الإنسان المعرفي والثقافي .

هذا هو القليل من الكثير عن الثقافة في الجمهورية الجديدة وسوف يذكر التاريخ بكل إجلال وتقدير تلك النهضة الثقافية الشاملة فصوت العمل هو الأقوى أما رغاوي الكلام فهى والعدم سواء.