الأربعاء 22 مايو 2024

خبير آثري يسلط الضوء على حقوق العمال في مصر القديمة

صورة جدارية للعمال في مصر القديمة

ثقافة1-5-2024 | 19:34

إسلام على

قال الخبير الأثري، أحمد عامر، أن العمال في مصر هم كلمة السر في قيام الحضارة المصرية القديمة، فضلا عن المعرفة الكبيرة بحقوق العمال من قبل الحكام في مصر، فحقوقهم قامت على ثلاثة أسس وهي: الإيمان والعمل والعلم.

وأضاف، أن قدماء المصريين تفرّدوا بمنظومة العمل الجماعي، فشقّوا قنوات الري وأنشؤوا السدود وشيّدوا المعابد وحفروا المقابر في تناغم شديد فيما بينهم، وأسرد تعدد المهن في مصر القديمة مثل: الصُناع والفنانين والمثالين والنحاتين الذين كانوا يعملون في الخدمات العامة فقد شيدت وقامت روائع الأعمال المعمارية من العمائر الدينية.

وأكدا الخبير الأثري، أن فريق العمل الذي عمل على بناء مدفن الفرعون، كان يتألف من ما بين أربعين إلى ستين شخصا، وكانوا مقسومين الى مجموعتين كل واحدة منهم تعمل في طرفها الخاص من المدفن، على رأس كل مجموعة كان يقف "المعلم"، المعلمين والخطاطين، وهم الذين يوجهون العمال، يقدمون تقاريرهم مباشرة الى مساعد الفرعون "الوزير" الذي كان يزور الوادي دوريا للتفتيش، وكانت مدة العمل ثمانية ساعات يومياً، وكانت مرتباتهم فى شكل مواد غذائية من الصوامع والمخازن الملكية ومنها خضار وأسماك وقطع من النحاس والقماش وحبوب وبقول وزيوت ودهون وجعة، فضلا عن المكافئات التشجيعية، والتي تصرف في الأعياد والمواسم.

وتابع "عامر"، أن هناك قرى خاصة كانت مخصصة للعمال مثل مدينة عمال الهرم الأكبر، وفي عصر الدولة الحديثة بدأ العمال يستقرون في قُري خاصة بهم ليكونوا بالقرب من عملهم فاستقروا بقرية "دير المدينة" والتي يرجع اسمها إلي "الدير القبطي" الذي أُنشئ في القرن السابع الميلادي، أما الإسم القديم لها فكان "مكان الحق"، ويبدو أن أقدم قرية في دير المدينة قد شُيدت في عهد "تحوتمس الأول" الذي عُثر على اسمه علي قوالب من الطوب اللبن التي استُخدمت في بناء السور الذي أحاط بأول قرية.

ويعد الملك أمنحوتب الأول هو أول من فكر في تكوين طائفة خاصة من العمال والنحاتين والفنانين، ولهذا أصبح محل تقديس بعد وفاته، كما أن أول نقابة للعمال في التاريخ، جرى إنشاؤها بمدينة العمال في الأقصر.

واستطرد الخبير الأثري، أن مدينة دير المدينة، كانت تتكون كانت المدينة، تتكون من حوالى  70 بيتًا، وتضم 400 أسرة و5000 فرد وتضم أسر كاملة من رجال ونساء ، كما أن كان حول سور المدينة بعرضX  50 130م، وكان المنزل يتكون من طابق واحد من الطوب اللبن ومطلي بالجص وعليه بعض الزخارف والسقف من جذوع النخل وحوالي 70م.

وقال إن العمال في مصر، كان لهم عطلات العمل في الأعياد والمناسبات الدينية، وكان يوجد بموقع العمل سجلا يدون فيه الحضور والانصراف لكل العمال، حيث عثر على قطعة حجر بالمتحف البريطاني عليها أسماء أكثر من 43 عاملا وعدد أيام غيابهم.