السبت 18 مايو 2024

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. «دار الهلال» نهضة صحفية وتاريخ حافل بالإبداع (مقال نادر)

دار الهلال

كنوزنا3-5-2024 | 08:28

بيمن خليل

يصادف اليوم، الجمعة، الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، في الثالث من مايو من كل عام، إنه اليوم الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتأكيد على إرساء قيمة وحرية الصحافة، وفي هذا اليوم، كان من الضروري إبراز دور مؤسسة "دار الهلال" كواحدة من أعرق المؤسسات الصحفية في مصر والعالم العربي عبر تاريخها الطويل.

تأسست "دار الهلال" على يد جرجي زيدان في عام 1892م، وبعد رحيله، أوصى أبناؤه إميل وشكري مواصلة رحلة الهلال، فقد قاداها إلى نهضة ثقافية وصحفية شاملة ومتنوعة في شتى المجالات.

في عام 1982، نشرت مجلة "الهلال" مقالًا بقلم رئيس التحرير آنذاك، كان عنوان المقال "إميل زيدان.. فقيد الصحافة العربية"، حيث أشاد فيه على الدور البارز لإميل زيدان في إحداث نقلة نوعية بمؤسسة الهلال، تولى زيدان مسؤولية المؤسسة وهو لا يزال في عمر الثامنة عشرة، ورغم ذلك، تمكن من النهوض بها لتصبح رائدة دومًا كمؤسسة ضخمة في عالم الصحافة والثقافة والنشر.

استعرض رئيس التحرير في مقاله الثورة التي أحدثتها دار الهلال في فن تحرير الصحف وثراء المحتوى الذي تقدمه، مسايرة دائما لمطالب التطور، مشيرًا إلى أن دار الهلال الصحفية قد أصبحت مدرسة كبرى أسهمت في تخريج مئات الصحفيين.

نص المقال:

رحل عنا فجأة في 20 مايو الأستاذ الكبير المرحوم إمیل زیدان، الصحفي الرائد الكبير الذي استمرت مجلة «الهلال» على يديه وتطورت بعد وفاة والده المرحوم جرجي زيدان سنة 1914.

كان إميل زيدان عندما تسلم إدارة ورئاسة تحرير «الهلال» بعد رحيل أبيه  مازال في الثامنة عشرة من عمره، فتحمل المسئولية بشجاعة وكفاية مع أخیه شکري زیدان تنفيذا لوصية والدهما: «حافظوا على الهلال، فهو الأثر الذي وقفت عليه حیاتي» وتحت شعار: «لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا الأصح» عمل إمیل زیدان بمثابرة خارقة، فأنشأ إلى جوار الهلال مجلات كثيرة، أهمها: «المصور» و«الاثنين» و«النجوم» التي صار اسمها بعد ذلك «الكواكب» و«الايماج» الفرنسية.. و«الفكاهة» و«الأبطال» و«حواء» و«كتاب الهلال» و«روايات الهلال».. ومجلات الأطفال وغيرها..

وقفزت دار الهلال في عهده فصارت أضخم دار صحفية في الشرق العربي، تملك أرقى آلات الطباعة، وأحدثت ثورة في فن إخراج الصحف ومادتها، مسايرة دائما لمطالب التطور، وازدهرت على صفحات «الهلال» وبقية صحف الدار أعظم وأشهر الأفلام المصرية والعربية في عشرات السنين، وتخرج في مدرسة دار الهلال الصحفية مئات الصحفيين لقد كان إميل زيدان من الرواد القلائل العظام الذين نقلوا الصحافة المصرية والعربية إلى القرن العشرين، كان رائدا حقيقيا له تاريخ في صحافة مصر والبلاد العربية.