الأربعاء 19 يونيو 2024

حكايات جحا وعبث التوقعات: حكاية حول حكمة عدم اليقين

المللا نصر الدين المعروف ب جحا

ثقافة4-5-2024 | 02:41

إسلام علي

تميزت حكايات " المللا نصر الدين" أو كما يعرف في الأوساط الشعبية ب "جحا" بشده تأثيرها في كافة مجالات الحياة، فهي تدور في أطار حكاية أو قصة قصيرة، يريد مبتدعها أن يوصل عدة رسائل باطنية، عن طريق النص نفسه إلى  جموع الناس التي تستمع إليها.
تدور حكايات "نصر الدين أو جحا" في العديد من القضايا سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية، وقضائية، والدينية والروحية، لتوضح لنا العديد من الأمور التي كانت لتغيب عنها لولا وجوده هذه القصص.
وتميزت حكاية جحا مع أحد العوام في الريف والتي وجدت في كتاب الصوفيون ل "إدريش شاه" ، العديد من المعاني العميقة التي توجد بداخل هذه القصة والتي تحكي أنه في يوم من الأيام، كان الملا نصر الدين جحا يسير في إحدى الحارات فسقط رجل من على السطح على أم رأسه، ولم يصب الرجل بخدش فى حين نقل المللا "نصر الدين" جحا، نتيجة لجروحه إلى المستشفى، وتوجه أحد تلاميذه إليه بالسؤال:
- ما هي العظة التي خرجت بها من هذا الحادث، يا أستاذ؟
 وكان رده: أياك والاعتقاد في الحتمية حتى ولو بدت بين العلة والمعلول؛ ولا تسأل أي أسئلة نظرية مثل: إذا وقع شخص ما من فوق سطح، فهل سيدق عنقه؟ فلقد وقع ولكن عنقي أنا هو الذي اندق.

وعرفت هذه الحكاية، بتعريف الشخص المتوسط الذي يفكر وفقاً لأنماط معينة، وهذه القصة القصيرة موجهه إلى الشخص الذي ينظر إلى كافة الأمور من حوله سواء كانت إجتماعية أو أقتصادية، بكل سطحية، وفي ذات الوقت لا يستطيع أن يهيئ نفسه لتبنى وجهة نظر مختلفة، فإنه يفقد قدرا كبيرا من معاني الحياة، فقد يعيش بل قد يحقق بعض التقدم في حياته سواء العملية أو الدينية، ولكنه لن يتمكن من فهم كل ما يجرى حوله.

تظهر هذه القصة، من حواديت جحا، العديد القوانين في العالم المادي، وهي أنه لا يوجد حتمبة مطلقة في الأحداث، و ما يقد يبدو أن يقع، فهو لن يقع،  وما هو غير متوقع على الأطلاق، فيمكن أن يحدث. 
ويشجع جحا، على النظر للأمور من منظور واقعي،  يختلف تمام الأختلاف عن أفكارنا السابقة التي طغت على عقولنا والتي جعلتنا ننظر إلى الأمور من منظور غير عقلاني، فضلا عن الإبتعاد عن التفكير المادي والمنطقي، الذي سوف يؤدي بنا إلى الهلاك الحتمي.