الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ثقافة

أساطير عالمية.. العوالم الخارقة في أسطورة أوديسيوس

  • 3-5-2024 | 20:53

ملحمة أوديسيوس

طباعة
  • إسلام علي

تعد جزءً أساسيا من التراث الثقافي والحضاري لليونان، هذه الأساطير تتناول الآلهة، والأبطال، والمخلوقات الخارقة، وتوضح مواقف حياتية وتفسيرات للظواهر الطبيعية والكونية وتقدم دروسا أخلاقية، بالإضافة إلى تأريخها للعديد من الأحداث سواء التاريخية أو الاكتشافات في شتى مجال العلوم.

وتتميز الأساطير الإغريقية، أنها كانت قاعدة أساسيا تستلهم منها الأعمال الأدبية والفنية أفكارها، مثل "الإلياذة" و"الأوديسة" لهوميروس، وبالإضافة إلى المجال المسرحي مثل مسرحيات متنوعة لإسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس، وما تزال هذه الأساطير تلهم الكتاب المسرحيين بالعديد من الأفكار حتي يومنا هذا.

وتشتهر أسطورة "أوديسيوس"، بطل حرب طروادة من الميثولوجيا الإغريقية، بأنها رحلة ملحمية مليئة بالمغامرات والتحديات، لكنها في الوقت نفسه رحلة باطنية عميقة تجسد صراع الإنسان مع ذاته ومع العالم،  وتعد كمرجع لنا لما توصل إليه الإغريق من قواعد سيكولوجية  نفسية للإنسان.

تبدأ الأسطورة، بشخصية أوديسيوس الذي يحاول العودة إلى موطنه الأصلي وهو "إيثاكا" بعد نهاية حرب طروادة، لكن الآلهة وضعته في مواقف صعبة بسبب أخطاء ارتكبه في الماضي.

يحتجز "أوديسيوس" في البداية من قبل "كاليسبسو"، وهي حورية تعيش على جزيرة نائية، ولكن بعد سبع سنوات من الأسر لديها، يسمح له زيوس بالعودة إلى وطنه، فينطلق بعدها محاولا العودة إلى موطنه.

يلتقي "أوديسيوس" خلال رحلته الطويلة، بكائنات ومخلوقات عجيبة مثل "السيكلوبس"، العملاق ذو العين الواحدة، و"السيرينيات"، اللاتي يجذبن البحارة بأغانيهن، و"سكايلا" و"تشاريبديز"، وهي على الجانب الآخر مخلوقات بحرية خطرة، ويصل "أوديسيوس" إلى إيثاكا متخفيا،  يكتشف أن زوجته "بينيلوب" تعاني من ضغوط الخاطبين الذين يرغبون في الزواج منها.

بمساعدة ابنه "تيليماكوس"، ويستطيع  "أوديسيوس" الإنتقام من الخاطبين  بمساعدة ابنه "تيليماكوس" الذين حاولوا سرقة زوجته ومنزله،  وبعد ذلك، يلتقي بزوجته "بينيلوب".

وتبدأ بعدها العقبة الآخيرة وهي مواجهه  "أوديسيوس" لغضب عائلات الخاطبين الذي استطاع التخلص منهم، ولكنه يتصالح معهم في النهاية،  وبهذا يستعيد حكمه في إيثاكا.

رحلة أوديسيوس ..رحلة غير مادية بل رحلة داخلية

لا تمثل رحلة أوديسيوس فقط، رحلة مادية للعودة إلى وطنه، بل هي رمز لرحلة الإنسان الداخلية للتعرف على ذاته الحقيقية ومعنى وجود. في هذه الحياة.

يواجه أوديسيوس خلال رحلته العديد من التحديات والمغامرات التي تجسد صراعه الداخلي مع نقاط ضعفه، مثل خوفه من الموت، وإغراءاته بالشهوات، ورغبته في الاستسلام للراحة، وهي جميع الشهوات والعقبات التي يواجهها الإنسان في كل العصور والأزمان.

يمثل كل اختبار يواجهه أوديسيوس فرصة لتعلم شيء جديد عن نفسه وتطوير قدراته وتقوية شخصيته، لأجل الوصول إلى ذاته الحقيقة،  وعن طريق هذه العقبات الكثيرة التي يواجهها، يصقل روحه بالعديد من الصفات الجيدة التي تساعده خطوة بخطوة للوصول إلى ملكه الضائع، والمراد بالملك الضائع هنا، روحه وعقله.

الاكثر قراءة