السبت 18 مايو 2024

المصري القديم احتفل بشم النسيم قبل 4 آلاف سنة.. و«الفسيخ» طعام من الأسرة الخامسة

احتفال شم النسيم

ثقافة4-5-2024 | 13:58

همت مصطفى

نشهد هذه الأيام العديد من الاحتفالات الدينية وغيرها من المناسبات والأعياد التي تجمع كل أطياف المجتمع المصري وفي مقدمة ذلك أعياد الربيع، وخاصة «شم النسيم» الذي يحتفل به الشعب المصري  هذا العام الاثنين المقبل بعد غد 6 مايو.

بدء موسم الحصاد

وقال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر:«إن الاحتفالات بشم النسيم لدى المصريين القدماء بدأت في 2700 قبل الميلاد، وكان يسمي «شمو» وكان يقام بمدينة هيليوبوليس، فقد كان يرمز عيد شمو لديهم، وربما كانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسر، كما أنه كان يتم في هذا العيد الاحتفال بإعلان بدء موسم الحصاد مع نهاية شهر أبريل، ويستمر إلى مطلع شهر يوليو مع موسم الفيضان الجديد.

 

ونجد أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون به كما نحتفل الآن بعيد «شم النسيم»، ويأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل والحمص والملانة وغيرها،  وكانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوب القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور، وعرفوا أيضًا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى إنهم في أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل في وقت واحد.

 

وأوضح  «عامر» أن الزهور تُعد من المظاهر الجميلة الراقية عند المصريين القدماء في يوم شم النسيم، و كان القدماء المصريون يتزينون بعقود من الزهور وخصاصة زهور الياسمين، وانتقلت  مراسم الاحتفال في مصر بشم النسيم، عبر العصور منذ أيام المصريين القدماء وحتى يومنا هذا

طقوس الاحتفال

  وكان الفرعون وكبار الكهنة وباقي كبار رجال الدولة يبدؤون احتفالهم  بدًءا من ليل هذا اليوم مجتمعين أمام واجهة الهرم الشمالية قبل غروب الشمس، هذا بالإضافة إلي أنهم كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها وركوبهم القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراچ من النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور، وكانوا يقمون بالتغني حيث يقول "متع نفسك ما دمت حيا ودع العطر على رأسك، والبس الكتان الجميل، ودلك يدك بالروائح الذكية المقدسة، وأكثر من المسرات، ولا تدع الأحزان تصل إلى قلبك".

واستكمل الخبير الأثري موضحا أن البصل كان من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في مناسبة شم النسيم منذ الأسرة السادسة، بالإضافة إلي أن البيض عند المصريين قدماء كان يرمز إلى خلق الحياة كما ورد فى متون كتاب الموتى وأناشيد «إخناتون»

 تلوين البيض «بيضة الشرق»

وعن عملية تلوين البيض وزخرفته فتعود إلى عصور وعقائد قديمة لدي القوم حيث كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات في عامهم الجديد ثم يجمعون البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس «رع» بأشعته فتنال بركة الإله حسب معتقداتهم فتتحقق دعواتهم، وكانوا يبدأون العيد بتناول البيض، وهي عادة ظلت متوارثة حتى الآن وقد اتبع هذا التقليد في جميع أنحاء العالم، حتى أن الغربيين أطلقوا على البيض في شم النسيم «بيضة الشرق» نسبًة لقدوم تلك العادة من الشرق وتحديدًا من مصر.

تاريخ الفسيخ والخس  

وموضحا قال «عامر»: إن الفسيخ  وهو «السمك المملح» كان من بين الأطعمة التقليدية فى شم النسيم منذ الأسرة الخامسة، منذ أن بدأ الاهتمام بتقديس النيل حيث بدأت فى الماء ويعبر عنها بالسمك الذى تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصري القديم،

وكان« الخس» من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقعرف إبتداء من الأسرة الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم، وكان يسمى الهيروغليفية «عب»، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود «مين» إله الخصوبة، بالإضافة إلي تناول الحمص والملانة.

 

 

 

الاكثر قراءة