السبت 18 مايو 2024

بالتحليل والبيانات على مدار 7 شهور.. جهود رئاسية مكثفة لحل الأزمة الفلسطينية

النشاط الرئاسي خلال الحرب على غزة

تحقيقات5-5-2024 | 16:19

ايمان عبد الرحمن

على مدار العقود لم تتوانى مصر في السعي لدفع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية ..76 عاما وموقف مصر ثابت لم يتغير بل كان المحور الفعال على كافة الأصعدة الدولية والمحلية  للاعتراف بحق الفلسطينيين بأراضيهم من خلال دولة مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

وتُعتبر القضية الفلسطينية من ثوابت السياسة المصرية ، وليس فقط على صعيد جهود المباحثات  السياسية ، بل قدمت مصر دعما كاملا للدولة الفلسطينية في مختلف المجالات ، وكان لها دوراً بارزاً في المساهمة لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2021 من خلال انشاء مجمعات سكنية وطرق وجسور ، وكان ذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ،  للتأكيد على دور مصر الداعم الشامل للأشقاء الفلسطينيين.

ومع اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر ، أعلنت الدولة المصرية رفضها الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعمها للشعب الفلسطيني من خلال المسار المباشر بدخول المساعدات المصرية بعد التكاتف الشعبي والقيادي للمساهمة في المساعدات للأشقاء الفلسطينيين ، واستقبال الأراضي المصرية كافة المساعدات من جميع الدول والسماح بمرورها للقطاع من خلال معبر رفح الذي لم يُغلق من اليوم الأول للعدوان بل ظل مفتوحا لمرور المساعدات واستقبال الجرحى الفلسطينيين  ، بالإضافة الى المسار غير المباشر في التصعيد الدولي للمطالبات لوقف دائم لإطلاق النار والاعتراف بحق الفلسطينيين  في أراضيهم .

وبمتابعة الجهود المصرية المضنية لحل الأزمة الفلسطينية وبتحليل بيانات الأنشطة الرئاسية منذ 7 أكتوبر وحتي آخر أبريل هذا العام، وذلك فقا لما نُشر علي الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية،  نُلقي الضوء على جهود الدولة المصرية لحل الأزمة .

 

بدأت الجهود المصرية بإجراء محادثات ولقاءات رئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي مع 45 دولة علي مستوي العالم، من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية للنقاش حول سُبل التهدئة لوقف إطلاق النار، تنوعت ما بين استقبال مكالمات وفود رسمية وكذلك زيارات رسمية.

قمة القاهرة السلام

وبعد أسبوعين من بدء الحرب تم عقد "قمة القاهرة للسلام " للتشاور والنظر في سُبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء، والذي أدان فيها الرئيس بكل وضوح ، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، و استنكاره من وقوف العالم  في مشهد المتفرج على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة.

وكان  أيضا من أبرز اللقاءات المثمرة  مناقشة آخر المستجدات مع رئيس دول فرنسا، و مع سكرتير عام الأمم المتحدة ومسئولين من المملكة المتحدة وتركيا والبرازيل والولايات المتحدة واليونان والنرويج .

وعلى الصعيد الداخلي تم إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني تأكيدا علي الدعم الكامل للقضية الفلسطينية.

الهدنة

ومع تصاعد وتيرة الحرب أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف سواء الإقليمية والعربية أو الدولية، لوقف إطلاق النار، ونجحت المساعي المصرية والقطرية المشتركة، إلى التوصل لهدنة إنسانية في نوفمبر.

القمة العربية الإسلامية غير العادية    

ومن خلال مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية غير العادية  أكدت بدورها على  ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط، ، ووقف كافة الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان خارج أرضهم، واضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني.

قمة البريكس

وخلال قمة "البريكس" برز دور مصر المعارض للضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة ومحاولات إرغامهم على ترك أراضيهم ومنازلهم  ، وأكد الرئيس خلالها  أن مصر ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري داخل أو خارج غزة خاصة وأن ترك الفلسطينيين لأرضهم مخالفة جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

قمة المناخ

وأثناء انعقاد قمة المناخ في دبي، التقي الرئيس بعدد من القادة والمسئولين من  (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، اليابان، النرويج، إيطاليا، ليتوانيا) وأبرز خلالها الجهود المصرية للتهدئة  ، مع التأكيد علي  ضرورة توفير الحماية اللازمة للمدنيين، و السعي نحو إيجاد الأفق السياسي الملائم للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

2024 وجهود مكثفة لإدخال المساعدات

وبعد اتصالات مكثفة لمحاولة الوصول إلي تهدئة ، جاء البيان الرئاسي في التاسع من فبراير ليرد علي تصريحات الرئيس الأمريكي " بايدن" و يؤكد علي ما بدأته مصر من محاولات للحفاظ علي مقدرات الشعب الفلسطيني، واستمرار العمل المشترك والتعاون المكثف بين مصر والولايات المتحدة بشأن التوصل لتهدئة في قطاع غزة، والعمل لوقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية.

 وأوضحت رئاسة الجمهورية أن مصر - منذ اللحظة الأولى - فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط، وقامت بحشد مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش، وأن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر ٤ مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع.

قمة مصرية أوروبية

وهدفت مصر من خلال "القمة المصرية الأوروبية “للوصول إلي قرارات لوقف إطلاق النار وخاصة مع  الأزمة الإنسانية الكارثية التي يُعاني منها القطاع، وأهمية تنفيذ حل الدولتين لضمان استعادة الأمن والاستقرار بالإقليم.

وفي الأسبوع الماضي وأثناء استضافة مصر للمؤتمر السادس للبرلمان العربي تم التأكيد على الدور المصري  صري لتهدئة الأوضاع في غزة، من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وتبادل الاسرى ، وإنفاذ المساعدات الإغاثية لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع .

الاكثر قراءة