تحل اليوم ذكرى ميلاد مؤسس التحليل النفسي سيجموند فرويد والذي يعد من المفكرين الذين لهم اثر كبير في عصره، وكان لابتكاره التحليل النفسي كنظرية عن النفس البشرية للتخفيف من العلل اثر علمي كبير في علم النفس، وقد لاقت نظرية التحليل النفسي رواجًا كبيرًا خاصة في سويسرا، حيث أُعجب بها أوجين بلولر المشرف على معهد الأمراض العقلية.

سيجموند فرويد هو طبيب أسس علم النفس الحديث والتحليل النفسي، واشتهر بنظريات العقل واللاوعي وتقنية إعادة تحديد الرغبة الجنسية والطاقة التحفيزية الأولية للحياة البشرية، فضلًا عن التقنيات العلاجية، بما في ذلك استخدام طريقة تكوين الجمعيات وحلقات العلاج النفسي، ونظريته من التحول في العلاقة العلاجية، وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي.

ولد فرويد في مثل هذا اليوم من عام 1856 فى مورافيا بالإمبراطورية النمساوية، أنجبه والده جاكوب عندما بلغ 41 عامًا وكان تاجر صوف يهودي، كان يتمتع فرويد بذكاء شديد ولذلك نال التعليم الأساسي رغم الفقر الذي عانت منه اسرته.

عُرف عنه تفوقه ودخل فرويد مدرسة كومونال الموجودة في حي ليوبولدشتات في عام 1865، وتخرج في عام 1873 مع مرتبة الشرف، والتحق بكلية الطب في فييناعندما بلغ السابعة عشرة من عمره، وكان مشغولا بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب الذي مكث بدراسته لمدة ثمان سنوات رغم ان الدراسة بها اربع سنوات فقط، ولكن فرويد رأى ان دراسة الطب هي الطريق الذي سيمكنه من البحث العلمي، وكان له أمنية أن يصبح عالما في التشريح.

وفي عام 1880 تعرف فرويد  على جوزيف بروير وهو من أبرز أطباء فيينا، وكان ناصحًا له وصديقًا ومقرضًا للمال وتأثر به وأعجب بطريقته الجديدة لعلاج الهستيريا، وفي عام 1881  حصل على الدكتوراه وعمل في معمل إرنست بروك، وفي عام 1882 عمل في مستشفى فيينا الرئيسي، ونشر أبحاث عديدة في الأمراض العصبية، وفي عام1885عين فرويد محاضرًا في علم أمراض الجهاز العصبي، وتسلم فرويد منحة صغيرة أتاحت له أن يسافر إلى باريس ويدرس في جامعة سالبتريير.

ظن فرويد أن الكوكايين لها أثر إيجابي في شفاء النفس، وقام بتطبيق واستخدام الكوكايين لعلاج أحد المرضى لكنه توفى نتيجة ذلك.

وتوفي فرويد في 23 سبتمبر 1939 بإنجلترا بعد صراع مع مرض السرطان ولاقى فرويد الكثير من الانتقادات ممن جاؤا بعده، ولكن رغم الانتقادات كان لفرويد عظيم الفضل في تطور علم النفس ومبادئ كثيرة تستخدم في العلاج النفسي الآن.