الثلاثاء 18 يونيو 2024

"باحث بالمركز المصري للدراسات "يوضح تداعيات الاجتياح الإسرائيلي لرفح

مدينة رفح الفلسطينية

تحقيقات6-5-2024 | 14:45

أماني محمد

قال الدكتور محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات، إن هناك ما يشبه الإجماع داخل حكومة الحرب الإسرائيلية حكومة بنيامين نتنياهو، على هدف تنفيذ عملية رفح العسكرية وهو أمر يرتبط بالعديد من الأهداف التي يسعى الائتلاف الحاكم إلى تحقيقها، سواء ما يتعلق بالسعي لتحقيق أي مكاسب سياسية يتم الترويج لها في الداخل الإسرائيلي المشتعل حاليا أو ما يتعلق بتدمير القدرات القتالية للفصائل الفلسطينية جنبا إلى جنب مع ممارسة المزيد من الضغط على الفصائل الفلسطينية في إطار المباحثات الجارية حاليا.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن خطورة تنفيذ عملية رفح العسكرية ترتبط بمجموعة من التداعيات والآثار التي ستترتب عليها سواء ما يتعلق بالشق الإنساني، فهناك نحو 1.2 مليون مواطن فلسطيني في رفح بقطاع غزة، وبالتالي ومع عدم وجود مناطق آمنة وإنسانية مهيأة لاستقبال هذه الأعداد، فنحن نتحدث عن كارثة إنسانية مضاعفة، مشددا على أن العملية العسكرية تدفع باتجاه تقويض وعرقلة جهود الهدنة الإنسانية والتي بذلت فيها مصر جهودا كبيرة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة.

وأكد أن هذه العملية تنذر بإعادة اشتعال الأوضاع في المنطقة بشكل أكبر بسبب ردود الفعل المحتملة من العديد من الفصائل المنتشرة سواء من جانب حزب الله اللبناني أو الحوثيين في اليمن أو بعض الفصائل في العراق وسوريا، مشيرا إلى وجود ارتباط كبير بين الهجوم الذي حدث أمس ونفذته كتائب القسام وبين التصعيد الجاري اليوم في رفح.

وأشار إلى أن هذا الهجوم أعطى فرصة لإسرائيل لتبرير مساعيها لتنفيذ عملية رفح، مع إضافة العديد من التحديات فيما يتعلق بالهدنة الإنسانية الجديدة، موضحا أنه الهدنة الإنسانية الجديدة، فهي تشمل جهود تم بذلها من الدولة المصرية خلال الأيام والأسابيع الأخيرة من أجل حلحلة العديد من النقاط الخلافية بين الجانبين، وخاصة ما يتعلق بمسألة الضمانات وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وغيرها من النقاط التي كانت عالقة بين الجانبين.

وشدد على أن اللحظة الراهنة تفرض على كل طرف تحمل مسئوليته، من اجل وقف هذه الحرب، فالمعطيات الخاصة بالجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بعملية رفح، تتحدث أو تنذر بأننا قد نكون أمام اجتياح كامل لمدينة رفح الفلسطينية، مع مشاركة العديد من الألوية والأسلحة الإسرائيلية في هذه العملية، فالآن هناك المراحل التمهيدية لهذه العملية بمحاولة إجلاء المدنيين من المدينة بقدر المستطاع لتقليل التكلفة الإنسانية لهذه العملية وذلك بناء على ضغوط أمريكية بالأساس من أجل ضمان، لكن من المتوقع أن تحدث عملية اجتياح كامل للمدينة، وهذا يمثل تهديدا كبيرا على أكثر من مستوى سواء بالنسبة للهدنة الإنسانية الجديدة أو الأوضاع في الإقليم وإطالة أمد هذه الحرب.

وشدد على أن الدولة المصرية تتحرك بشكل مكثف على مسارين رئيسيين، الأول هو احتواء هذا التصعيد الراهن، والثاني هو البناء على المسار أو التقدم الذي حدث في المسار التفاوضي خلال الأيام الماضية على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن مصر فيما يتعلق بالمحور السياسي استطاعت خلال الأيام الماضية سد العديد من الفجوات الخاصة بالخلافات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل وقف كامل لإطلاق النار.

وأشار إلى أن الدولة المصرية وفي إطار تعاملها مع هذه التطورات، تراعي من جانب مصلحة الشعب الفلسطيني والحقوق الأصيلة له، وعلى رأسها ضرورة وقف هذه الحرب وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وأيضا تراعي اعتبارات الأمن القومي المصري وهي مستعدة لكافة السيناريوهات، مؤكدا أن مصر تحاول ومستمرة في جهودها الإنسانية من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني ولكن هذه الجهود المصرية تواجه مجموعة من التحديات أيضا وعلى رأسها يعني غياب المسئولية السياسية عن العديد من الأطراف وكذا تعنت حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية وسعيها لتنفيذ عملية رفح والتصعيد العسكري بناء على حسابات خاصة بالداخل الإسرائيلي.

وكان إعلام إسرائيلي، قد أعلن اليوم مجلس وزراء الاحتلال بالإجماع على شن هجوم على رفح الفلسطينية التي ستبدأ خلال أيام، وذلك بعد أن بدأ جيش الاحتلال إجلاء المدنيين من رفح الفلسطينية، داعيا سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية إلى الإخلاء الفوري، والتوجه نحو وسط القطاع.

وطالب جيش الاحتلال في بيانه "كل السكان والنازحين المتواجدين في منطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام الجنينة، تبة زراع ، والبيوك في منطقة رفح، بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي".