لعبت المرأة المصرية دورا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة علي ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، شجر الدر.
تميزت بجمالها، ذكاءها، طموحها الشديد الذي جعلها من جارية للسلطان لتصبح زوجه له، والمرأة الوحيدة التي حكمت مصر بعد الفتح الإسلامي.
تُعد شجر الدر جارية للصالح نجم الدين أيوب، وهي من أصل تركي أو خوارزمي ويقال أنها أرمنية، أحبها نجم الدين وأصبح لها مكانة كبيرة لديه، خاصة بعدما ساندته عندما أعتقل في الكرك، حتى قرر عتقها وتزوجها بعد خروجه من السجن وأصبح سلطانًا على مصر، وأنجبت منه ابنها الخليل.
استمر حكم الصالح أيوب 10سنوات، حتى توفي وكانت مصر وقتها تمر بفترة صعبة، أخفت شجر الدر خبر وفاته واتفقت مع "الأمير فخر الدين يوسف" قائد الجيش المصري، و"الطواشي جمال الدين محسن" رئيس القصر السلطاني على التكتم عن خبر وفاته حتى لا يضعف الجيش والعساكر ويستغل الصلبين ذلك، فنقلوا جثمانه في مركب على القاهرة ووضعوه في قلعة جزيرة الروضة، وأخبرت الجميع أن السلطان بخير يمر بظروف صحية فقط وكانت تدخل عليه الطعام والشراب حتى لايشك أحد عن اختفاءه.
أرسلت شجر الدر لاستدعاء ابن الصالح أيوب ليتولى الحكم نيابة عن أبيه، ولكن وصلت خبر وفاة السلطان إلى الصلبيين في دمياط، وأثناء ذلك كانت هي متوليه الحكم، فاستغل الصلبين ذلك وقتلوا فخر الدين يوسف وحاصروا المنصورة، فوضع الأمير ركن الدين بيبرس خطة وعرضها على شجرة الدر فتضمنت الخطة التزام سكان المنصورة الصمت لكى يعتقد الصلبيين أن المدينة خالية مثل ما حدث في دمياط، وبالفعل دخلوا المدينة ولكن ما لم يحسبوا له حسبان هو هجوم المماليك البحرية والجمدارية على الصلبيين في كافة النواحي وقاتلوهم بالسيوف والسهام، وقتل أخ لويس وبالتالي نجحت الخطة.
وعندما تولى توران شاه الحكم طالب شجر الدر بمال أبيه وهددها ولم يقدر ما فعلته لأجله ولأجل مصر، وخطط لقتل المماليك وعندما علموا بتخطيطه قتلوه، فتولت شجر الدر الحكم مرة أخرى ولكن أعترض الشعب لمقتل توران وتولي امرأة الحكم، فقرت أن تتزوج عز الدين أيبك وتتنازل له عن الحكم.
اتفقت شجر الدر مع أيبك على قتل أقطاي، وتخلصوا منه بحجه أنه يفتعل مشاكل عديدة في الحكم، ثم أنقلب عليها أيبك وخطط للزواج من ابنه بدر الدين لؤلؤ فثارت شجر الدر حتى قررت قتله، وقالت للشعب أنه توفي وهو نائم ولم يصدقها أحد.
توفيت شجر الدر ذات النفوذ والقوة والطموح على يد زوجة أيبك حيث أمرت خادمتها بقتلها بالقاقيب حتى الموت وأمرتهم بإلقائها فوق سطح القلعة.