الأربعاء 5 يونيو 2024

نساء من مصر| تعرف على صفية زغلول «أم المصريين»

صفية زغلول

ثقافة11-5-2024 | 14:57

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة علي ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، صفية زغلول.

كانت زوجة المناضل سعد زغلول زعيم الوطنية، وهي ابنه مصطفى فهمي باشا الذي يعد من أول رؤساء وزارة مصر، ولقبت بأم المصريين، إنها الزعيمة والمناضلة المصرية صفية زغلول.

أهتمت صفية زغلول بقضية الوطن العربي بشكل عام والمصرية بشكل خاص، خرجت أكثر من مرة مع النساء المناضلات تطالب برحيل الإنجليز من مصر، حتى ألقي القبض على زوجها سعد زغلول، فكتبت خطاب ألقته السكرتيرة الخاصة بها وبسببه لقبت بـ"أم المصريين"، تضمن نص الخطاب: «إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أمًا لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية».

طالبت صفية زغلول من المندوب البريطاني نفيها مع زوجها إلى جزيرة سيشل، رفض المندوب في البداية، فثارت وحملت لواء الثورة وخرجت تنادي مجددًا باستقلال مصر من الاحتلال المستبد، فوافق المندوب على نفيها فوجد أنها تشكل خطورة عليه وعلى الاحتلال مثل زوجها، وبعد موافقته رفضت الرحيل من مصر والانضمام لزوجها رأت أن بلادها تحتاجها أكثر، وأستمرت مجددًا في الهتاف والشعارات لطرد الإنجليز من مصر، وأستشهدت واحدة من النساء في تلك المظاهرات وكانت أول شهيدة من السيدات.

تولي سعد زغلول رئاسة الوزراء، فأتى الناس يهنئونهم ولكنها كانت تستقبل تلك التهاني بحزن وتقول "قدموا لي العزاء، ليس التهنئة"، فهي ترى أن سعد هو زعيم الأمة وأن مكانته في هذا المنصب الوزاري أقل بكثير من منصبة كزعيم، وبالفعل أستقال سعد زغلول من منصب رئاسة الوزراء، فاستقبلته بكل سعادة وبهجة وشجعته قائلة، «هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب».

توفي سعد زغلول عام1927، واستمرت صفية بممارسة نشاطها الوطني حتى توفيت بعد مرور حوالي 20 عامًا من موت سعد عام 1946.