تزايد الحديث خلال الآونة الأخيرة عن العواصف الشمسية، نتيجة الانفجار الكبير الذي وقع بقرص الشمس، مما أدى إلى إطلاق عاصفة مغناطيسية أرضية في الغلاف الجوي للأرض.
يرجع بداية الحديث عن العواصف الشمسية إلى الأربعاء الماضي، حين رصد انفجارات على سطح الشمس، استقبل أولها أمس الجمعة، مما قد يؤثر على المجال المغناطيسي لكوكب الأرض.
وبحسب الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن العاصفة الحالية هي الأكبر من نوعها، منذ أكتوبر 2003، وقد تؤثر على خدمات منها أنظمة الملاحة وشبكات الكهرباء والملاحة عبر الأقمار الصناعية.
أما بالنسبة للبشر فهي لاتشكل أي تهديد، حيث تؤكد وكالة "ناسا" أن الإشعاع الضار الناتج عن التوهجات الشمسية "لا يمكن أن يمر عبر الغلاف الجوي للأرض ليؤثر جسدياً على البشر على الأرض".
وتقول وكالة "ناسا"، إن العاصفة الشمسية هي انفجارات عملاقة تحدث في الشمس وترسل الطاقة والضوء والجسيمات عالية السرعة إلى الفضاء.
وفي الغالب، ترتبط هذه التوهجات بالعواصف المغناطيسية الشمسية المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
وعلى إثر ذلك، أعلنت شركة "ترانس باور" النيوزيلندية للكهرباء، عن إغلاق عدد من خطوط الكهرباء جراء العاصفة شمسية، التي تؤثر على البلاد في نهاية هذا الأسبوع.
وأضافت ترانس باور، أنه تمت إزالة ستة عشر أصلاً من أصول الكهرباء في جميع أنحاء البلاد من الخدمة؛ لمنع انقطاع التيار الكهربائي وتلف المعدات، بسبب العاصفة الشمسية.
وأوضحت، أن ذلك يأتي كجزء من خطة الطوارئ لديها، متابعة:"نقوم بإزالة بعض خطوط النقل من الخدمة عبر الجزيرة الجنوبية كإجراء احترازي، ومن أجل القيام بذلك، يتعين علينا إصدار إشعار طوارئ للشبكة، ولكن هذا الإجراء الأولي يجب أن لا يكون له تأثير على إمدادات الكهرباء للمستهلكين".
بلغت شدة العاصفة الحالية G4 من أصل 5 مستويات، يحددها العلماء للتمييز بين مخاطر وشدة العواصف المغناطيسية التي تضرب الأرض.
حدث كارينجتون
كانت أقوى عاصفة شمسية ضربت الأرض، هي عاصفة حدث "كارينجتون" عام 1859، والتي نسبت لعالم الفلك البريطاني ريتشارد كارينجتون، نظراً لإهتمامه بمراقبة الشمس والبقع الشمسية، بصفة خاصة.
تسببت "كارينجتون" في إضاءة سماء الليل فجأة بألوان زاهية، وظهرت أضواء راقصة في نصف الكرة الشمالي حتى الجنوب.
كما أدت إلى مشاكل في الاتصال، وتعطلت خطوط "التلجراف" فجأة عن العمل، لمدة 12 ساعة، وتشير دراسة "جرين"، إلى أن مشغلي خطوط "التلجراف" في فرنسا، رأوا شرارات قوية تتطاير عندما قطعوا دائرة من الأسلاك الموصلة.
ويقدر العلماء المعاصرين التوهج الشمسي، الذي وقع في مطلع سبتمبر 1859، بما يعادل طاقة 10 مليارات قنبلة ذرية إلى إرسال غاز مكهرب وجسيمات دون ذرية نحو الغلاف الجوي للأرض، مما يجعلها الأعنف في تاريخ البشرية.
ووفقاً للخبراء، فإن عاصفة شمسية بمقياس حدث "كارينجتون" إن وقعت اليوم، يمكن أن تؤدي إلى أضرارا بالغة بالأقمار الصناعية، فضلاً عن تعطل الاتصالات عبر الهاتف والراديو والتلفزيون، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي.