تعد الفنون إحدى مصادر الجمال، وروافد حضارية إنسانية، تترجمها العبقرية البشرية، في لوحاتهم ومنحوتاتهم، وترتبط ارتباطا كليا بالتاريخ، وتعبر عن حضارات ومجتمعات وثقافات متنوعة، وفي مصر الحديثة أنشئت أول مدرسة للفنون الجميلة وكان لها دورًا محوريا في تأسيس حركة فنية متجذرة وإرساء قواعد التعليم بشكل دراسي وأكاديمي منظم.
في 12 مايو 1908، أنشئت أول مدرسة للفنون الجميلة بالقاهرة، كان الفنان الكبير محمود مختار، أول الملتحقين بها بقرار الأمير يوسف كمال من أسرة محمد علي، على الرغم من أن الأمير كان هاويا لاصطياد الوحوش المفترسة على أنه كان أيضًا هاويا بالثقافة والفنون، ولذا قدم لمصر مدرسة تعد من أهم مدارس الفنون فيها.
تأسست المدرسة بشارع درب الجماميز، في الدار رقم 100، ثم نقلت إلى حي السيدة زينب، وأصبحت إدارتها تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية عام 1910، بعد ذلك ألحقت بإداراة التعليم الفني بوزارة المعارف، قبل إلغائها في السيدة زينب.
في عام 1928، دخلت المدرسة مرحلة جديدة عندما تم تمصيرها، وأصبح اسمها "المدرسة العليا للفنون الجميلة"، ولم يقبل بها إلا من أتم الدراسة بنجاح في المدرسة التحضيرية، وأصبحت مدة الدارسة فيها 5 سنوات بعد إضافة سنة إعدادية، وذلك بعد إلغاء نظام المدرسة التحضيرية.
كانت شروط القبول في المدرسة مقتصرة على الحاصلين فقط على الشهادة الثانوية وما يعادلها، وذلك بعد اجتياز امتحان دقيق للقدرات، وعانت المدرسة من التنقل المستمر، أنتقلت من فيلا بشارع الخلاط ، إلى شارع الجيزة، وفي سبتمبر 1935 استقرت المدسة في مكانها الحالي في الزمالك بشارع إسماعيل محمد.
بعد ثورة يوليو 1952، أصبح اسم المدرسة "كلية الفنون الجميلة"، وضَمت إلى وزارة التعليم العالي سنة 1961، بعد أن كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم، وفي أكتوبر عام 1975، ضمت كلية الفنون إلى جامعة حلوان.