الجمعة 7 يونيو 2024

السيدة زينب.. رئيسة الديوان في قلوب المصريين

مسجد السيدة زينب بالقاهرة

ثقافة12-5-2024 | 19:59

أحمد البيطار

في عدد مجلة الهلال الصادر في 1 مارس 1999 تناولت الدكتورة سيزا قاسم في مقال يحمل عنوان « السيدة زينب في قلوب المصريين» عرض لكتاب صادر باللغة الانجليزية عن السيدة زينب بعنوان «النقاء والسلطة» دراسة في الشعائر الدينية في المجتمعات الإسلامية للباحثة نادية أبو زهرة.

وتقدم نادية أبو زهرة في كتابها دراسة متأنية تقول خلالها أن للسيدة زينب مكانة لا تضاهى في قلوب المصريين محاولة فهم الدوافع التي خلقت هذه المكانة والأسباب التي تجعل السيدة تتربع على عرش الأولياء في مصر بخلاف البلاد الإسلامية الأخرى، إن الاعتقاد السائد هو أن السيدة جاءت إلى مصر واستقرت بها وتوفيت في المكان الذي شيد فيه جامعها، ولذلك يؤمن المصريون أنها دفنت في مصر وأن الجثة كلها مدفونة هنا كما يطلق عليها المصريون لقب «أم هاشم»، بخلاف الشعوب الإسلامية الأخرى.

وتقول قاسم عن السيدة زينب أن المصريون يعتبرونها أم مصر كلها، ولذلك تكثر في النداءات والأدعية صيغ الأمومة يا ماما، يا أمة.

وتشرح نادية  أبو زهرة في كتابها هذه الظواهر بأن سيرة السيدة زينب كما انتشرت في مصر تؤكد دورها البطولي في رعاية البيت النبوى والدفاع عنه، فقد توفيت أمها السيدة فاطمة الزهراء عن عمر يناهز الخامسة والعشرين وتركت أولادها الحسن والحسين وأم كلثوم في رعاية أختهم زينب التي لم تجاوز الخامسة فتقمصت دور الأم الذي لم يفارقها حتى وفاتها، إلى غير ذلك من ملابسات حياتها، إذ حضرت كربلاء وعايشت استشهاد أخيها الحسين.

كما رصدت أن النساء تأتي إلى ضريح السيدة زينب للتعبير عن حبهن لها ولآل البيت، وأيضاً التماسا للمعجزات والكرامات لحل المشكلات التي تستعصى عليهم، أو الوفاء بالنذور التي قطعتها على أنفسهن ونجحت الباحثة في أن تغمسنا في هذا المجتمع النساني الذي تربطه أواصرعميقة من التقاليد والمعتقدات المشتركة فللمكان سطوة قوية على من يلجه، ومن ثم تتخلق روابط بين الحضور وتغلفهم ألفة تتوطد بتبادل الأطعمة - ومن أهمها قول الست - لا فرق بين فقير وغنى، فالكل على باب الله، ولابد من العطاء والأخذ من الآخر، ومن خلال هذا التبادل يترسخ مجتمع التكافل.

وافتتح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسجد السيدة زينب يرافقه السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، وذلك بعد أعمال التطوير والترميم.