الثلاثاء 28 مايو 2024

شوارع المحروسة| الغورية موطن المعالم الثقافية والتاريخية

الغورية

ثقافة14-5-2024 | 03:10

أحمد البيطار

يعد شارع الغورية أو حي الغورية الذي يقع في قلب القاهرة الفاطمية من أشهر الشوارع العريقة في منطقة الجمالية بالقاهرة، وينسب إلى السلطان قنصوة الغوري، وهو موطنًا للعديد من المعالم

الثقافية والتاريخية، مثل مسجد الغورية الشهير والذي يعود تاريخ بنائه إلى العصر الفاطمي، وتعكس المباني القديمة والأزقة الضيقة في الغورية جوا من السحر والتراث.

أسس حي الغورية السلطان أبو النصر قنصوة الغوري، وهو أخر سلاطين دولة المماليك، وعرف الحي قديمًا بأسم حي «الشرابشيين» وكان يضم محلات لصناعة الملابس السلطانية، كما يضم

أيضًا مجموعة من الآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي.

معالم شارع الغورية

ومن أشهر معالم شارع الغورية باب الفتوح وتكية السلحدار وجامع الأقمر والمدرسة الكاملية ووكالة الغوري وسبيل الغوري ومدرسة الغورية ومسجد الغورية الشهير.

كما عرفت الغورية بنظام الوكالات في البيع والشراء منذ إنشائها وفيها كتب الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة قصر الشوق، السكرية، بين القصرين.

كذلك تضم العديد من الوكالات التجارية التي أصبحت الآن مباني آثريه فقط ومن أهم الوكالات في المنطقة هي وكالة الغوري والتي قامت الحكومة المصرية ضمن مشروع إحياء القاهرة

الإسلامية بترميمها وتحولت لمركز ثقافي وفني.

وأول ما بناه السلطان الغوري هي مجموعة معمارية على رأس تقاطع شارع الغورية بشارع الأزهر المدفن الذي لم يدفن فيه والخانقاه والمكتب والمقعد، ولها واجهتان رائعتان احداهما غربية

مشرفة على شارع الغورية، والثانية بحرية مطلة على شارع الأزهر، وقد شيد السلطان هذه المجموعة بين عامي 1503 و 1504م، ويقابل هذه المجموعة مسجد الغوري الذي شيده في عام

1504م على الطراز المتعامد.

نهاية السلطان الغوري

بدأ السلطان العثماني «سليم الأول» بالتفكير في الإستيلاء على مصر، وإلحاقها بالدولة العثمانية، وبالفعل جهز جيشًا كبيرًا، ولم يتهيأ الغوري للخطر العثماني مبكرًا، إلا أنه فوجيء بالخطر

العثماني يدق الأبواب، وقد خرج الغوري من القاهرة بجيش كبير، والتقى جيش الغوري مع الجيش العثماني في معركة «مرج دابق» شمال حلب في عام 1016م، وقاتل المماليك ببسالة، لكن

تفوق العثمانيين عددًا ومدفعية، ووقوع الخيانة في معسكر الغوري، أدى في نهاية المطاف إلى انتصار العثمانيين، وقتل قانصوه الغوري في المعركة.

الغورية بين الماضي والحاضر

وبين الماضي والحاضر يظل حي الغورية أشهر المناطق لشراء الهدايا من الأقمشة، ويعتبر الآن سوق للملابس والمفروشات بالنسبة للكثيرين، ولعله من ألأحياء القليلة التى تغنى بها المطربون

فى أعمالهم الفنية.