السبت 1 يونيو 2024

موقعة رادس

عادل عطية

ملاعب الهلال16-5-2024 | 11:59

عادل عطية

يدخل النادي الأهلي اختبارًا أفريقيا صعبًا وفارقًا مع نظيره الترجي التونسي الشقيق في مباراة ذهاب نهائي بطولة دوري أبطال  أفريقيا، حيث يستضيف بطل تونس  المارد الأحمر بملعب حمادي العقربي بمدينة رادس مساء السبت المقبل.

اللقاء يمثل منعطفًا حادًا للفرسان الحمر الذين يطمحون في الانتهاء من مشوار البطولة  الملغم بالمطبات بنجاح، حيث تخضع المواجهة لاعتبارات عديدة ولحسابات فنية عميقة وكثيرة، وقبل أن نستعرض بعض جوانبها وندلى بدلونا فيها دعونا نتفاءل ونستبشر بأن الغاية التي نرنوا إليها في مقدورنا، وأن الهدف الذي نود بلوغه في استطاعتنا، لأن الساحرة المستديرة لا تعترف بالتاريخ فقط بل أيضا بالإصرار والعزيمة وأنها تعطي لمن يزرف العرق ويقدم الجهد بوفره ويقاتل ويحارب، وهذا هو النهج الذي نتمنى أن نراه من بطل مصر حتى يحقق هدفه ومبتغاه بالتقدم خطوة هامه للتتويج بلقب دوري الأبطال للمره الثانية عشر في تاريخه، ليبتعد بمسافات كبيرة عن أقرانه في القارة السمراء.

من المؤكد  أن موقعة رادس الكُرَوِيّة مع الأشقاء التوانسة لها حسابات خاصة، وتتطلب تحلي اللاعبين بمقومات ومهارات عديدة، ولابد من نسيان المواجهات الماضية فكل مباراة لها ظروف خاصة  فالأوراق الرابحة والقيادة الفنية لكلا الفريقين مختلفة، سواء في الفكر والأداء والأسلوب التنظيمي والتكتيكي،  فالأهلي يأمل ويرنو إلى الاحتفاظ باللقب للعام الثاني على التوالي، كما  يسعى لاعبوه وجماهيره للمشاركة بكأس العالم للأندية التي اعتادوا على التواجد فيها حيث  تأهلوا من قبل  9 مرات.

ويضع الجهاز الفني بقيادة السويسري مارسل كولر استراتيجية فنية محددة  للاعبيه، للسيطرة الميدانية على منطقة المناورات مع التمريرات المتقنة للمناطق الأمامية و تكوين جبهات يمينا و يسارا لفتح ثغرات و خلخله  دفاعات الترجي واستغلال أنصاف الفرص لإحراز هدف مبكر يربك حسابات المنافس ويحبط من معنوياته ويصيب أصحاب الأرض بمزيد من التوتر والارتباك وفقدان الثقة  لتسهل من مهمتهم في لقاء العودة باستاد القاهرة، الأمر الذي يتطلب من أبناء الزي الأحمر توخى الحذر وخوض المباراة برجولة الفرسان القادرين بخبراتهم الكبيرة على تحقيق الفوز أو النتيجة المطمئنة، فالمنافس التونسي يعود للتألق بعد فترات عجاف أصابت فريق الترجي بمطبات وعرة سواء هبوط مستوى  الأداء الفني للاعبين وتغيير لأكثر من مدير فني، لكن مع قدوم المدرب البرتغالي ميجيل كاردوسو واستقدام بعض الصفقات استعاد الفريق توازنه واستفاق بشكل كبير وتحسن مستواه الفني وكذلك نتائجه وخير دليل تأهله للمباراة النهائية وإقصائه لفريق بحجم وقوة وخبرة صن داونز الجنوب أفريقي.

 الأمور ليست بالشيء اليسير على نجوم "الفانلة الحمراء"، ولابد من التركيز والانتشار في الملعب بطريقة واعية وعدم ترك مساحات للمنافس والعمل على إيقاف مفاتيح اللعب لديهم، ولا شك أن الأهلي يستحوذ على دعاء ومباركه كل الشعب المصري الذي يتمنى أن ينجح سفيره في المهمة  الأفريقية الصعبة.