الخميس 6 يونيو 2024

قصص دار الهلال النادرة| «الريشة» قصة قصيرة لـ محمد كمال محمد

الريشة قصة قصيرة

كنوزنا16-5-2024 | 18:54

بيمن خليل

يزخر أرشيف «الهلال» منذ تأسيسها عام 1892م، بالعديد من القصص النادرة، والكنوز الأدبية، المكتوبة على أيدي كتاب بارزين، وبعد مرور عقود، قررت بوابة دار الهلال، إعادة نشر هذه التحف القصصية النادرة من جديد، والتجول في عوالم سردية مختلفة ومتنوعة، من خلال رحلة استكشافية في أرشيف دار الهلال العريق.

نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر لعام 1972، قصة قصيرة بعنوان «الريشة» للكاتب محمد كمال محمد، وتتناول قصة زوج يجد نفسه مجبرًا على التعامل مع انتقادات زوجته وتذمرها دائمًا، مع خليط من المشاعر والإحباط.

نص القصة:

تألقت عينا الرجل بالرضاء يوصيني بزوجتي!

-«سعيدان أنتما لا شك.. أكرمها !».

كان يسير في الطريق إلى جواري.. وكان يسألني لماذا لم يعد يراني، وكنت مهمومًا مثقلاً..

دس ذراعه تحت إبطي مبتسما:

- فضلتك عن الآخر.. لأني ضمنتك عندها!..

ومن لحظات تداريت منه في سيارة الأوتوبيس، حتى لا أدفع ثمن تذكرته، كنت

أشعر بالذنب تجاهه.. غلفت ملامحي بغلاف يختلف:

- رغباتها لا تقف عند حد.. تتعبني..

فكز بكوعه ضلوعي:

- مدللة .. أحتملها..

- أمس فقط كلفتني شراء أشياء لا ضرورة لها.. الأمر أصبح لا يطاق..

- اصبر تكسبها أكثر..

أنسل ذراعه مسحوبا من جانب ضلوعي.

سلم ومضى..

تباطأت قدماي علی سلالم البيت، توقفت مرات.. كنت أخشى مواجهة زوجتي في ركن الصالة الخالية كان الدولاب المفكك مكوما،  ينتظر مشتريا، سحبت نفسي من أمام نظرة زوجتي.. جرت نفسها مقهورة.. قعدت في الركن المواجه للدولاب متبلدة الوجه.. أحس لوعتها في الأعماق.

لعنة العمالة الزائدة، ولعنة الاستغناء، والحظ المعاثر.. وتوالت الضربات بغير

توقف.. رفعت زوجتي وجهها للسقف المعتم.. حدقت فيها مصفوعا وهي تدعو على الرجل بخراب البيت، وعلى ابنته أن تقع كما وقعت - لتخيب خيبتها..