الأحد 9 يونيو 2024

نيويورك تايمز: حفاوة ترحيب جين بينج ببوتين في بكين رسالة إلى قوية للغرب

الرئيس الصيني ونظيره الروسي

عرب وعالم18-5-2024 | 19:09

دار الهلال

علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على الاستقبال الحار الذي قدمه الرئيس الصيني شي جين بينج لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين، واعتبرتها رسالة إلى دول الغرب بأن دعم الصين لروسيا لا يزال قويًا، وذلك على الرغم من زيارة جين بينج الأخيرة لأوروبا التي شددت فيها الدول الأوروبية على ضرورة كبح جماح روسيا.

وصفت الصحيفة الترحيب الكبير الذي قدمه جين بينج لبوتين بأنه "واقع غير مريح للغرب"، مشيرة إلى أن المحادثات الثنائية بين الزعيمين كانت تعبر عن التضامن المتبادل لمواجهة الضغوط الغربية.

وأصدر الرئيسان بيانًا مشتركًا بعد القمة يدينان فيه ما وصفوه بالتدخل والتنمر الأمريكي، وأكدا تأييدهما لسيادة الصين على تايوان والمصالح الأمنية الروسية في أوكرانيا. وتعهدا بتوسيع العلاقات الاقتصادية والعسكرية، كما أبرزت زيارة بوتين لمعهد صيني متقدم لأبحاث الدفاع، حيث قام الرئيس الصيني بعناق بوتين أثناء توديعه بعد نزهة مسائية في مقر الحزب الشيوعي الصيني في بكين.

وأكدت الصحيفة على أن زعماء دول الغرب، الذين يتطلعون إلى أي علامات تشير إلى اختلاف واضح بين جين بينج وبوتين، خاصة فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، لم يجدوا أي تحول خلال هذه الزيارة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حتى التهديدات بعقوبات أمريكية على البنوك الصينية التي تقدم دعمًا لروسيا في الحرب، وحتى خطر فقدان أوروبا كشريك تجاري رئيسي لم تمنع احتضان الرئيس الصيني لنظيره الروسي.

وعبرت الخبيرة في السياسة الخارجية الصينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أليسيا باتشولسكا، عن أن "الهدف الشامل لكل من بوتين وجين بينج هو القتال ضد ما يعتبرونه عدوهم الوجودي، وهو الولايات المتحدة والنظام الدولي الذي تقوده واشنطن".

وأضافت باتشولسكا أن الصين، على الرغم من التوترات مع الغرب، فإن هذه التوترات لن تؤدي إلى أي تغيير جوهري في العلاقة التي تربطها بروسيا أو في موقفها تجاه الصراع في أوكرانيا.

وأكدت الصحيفة أن المحللين السياسيين يعتقدون أن الرئيس الصيني قد اتخذ بالفعل قرارًا بتحمل العبء المالي المحتمل من العقوبات والرسوم الجمركية كتكلفة مقبولة للشراكة الاستراتيجية مع روسيا ينظرون إلى بوتين كصديق لا يمكن الاستغناء عنه، وحليفًا في رحلته لإعادة تشكيل النظام العالمي لصالح الصين.

وأوضحت أن كلما زادت الضغوط من الولايات المتحدة، سواء من خلال فرض عقوبات أو قيود أخرى على الصين، كلما شعر الرئيس الصيني بأنه على الطريق الصحيح.

وفي السياق نفسه، أشارت خبيرة الشؤون الصينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جود بلانشيت، إلى أن "القيمة الاستراتيجية لموسكو بالنسبة للرئيس الصيني تتزايد مع تصاعد المنافسة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة".

وأوضحت بلانشيت أن الأمر الأهم بالنسبة لجين بينج وبوتين هو ما يسمونه "إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية"، حيث يهدفون إلى تقوية دور الدول غير الغربية في المشهد الدولي وتحقيق التوازن في القوى.

وأشارت الصحيفة إلى أن التهديد بفرض رسوم جمركية أوروبية على السيارات الكهربائية الصينية قد يثير قلقًا كبيرًا في بكين، لكن في الوقت نفسه، هناك تحذيرات في أوروبا من محاكاة الولايات المتحدة في فرض رسوم على السيارات الصينية، نظرًا للتأثير الضار الذي قد يكون لذلك على التجارة العالمية، مما يشير إلى وجود انقسامات داخل أوروبا حول كيفية التعامل مع الصين.

وفي هذا السياق، أوضحت الخبيرة السياسية باتشولسكا أن فكرة الانتقام الاقتصادي ضد الصين تثير قلقًا كبيرًا لدى العديد من صناع القرار الأوروبيين، مشيرة إلى أن هناك تحولًا يحدث في العواصم الأوروبية يتمثل في تحول الصين إلى منافس استراتيجي، ولكن هذا لا ينعكس بالضرورة على قدرة أو إرادة سياسية لاتخاذ إجراءات عدائية. وأكدت أن كلما تفاقمت أزمة أوكرانيا وتصاعدت التوترات مع روسيا، كلما شعر الرئيس الصيني بأن دعمه لروسيا يتمتع بمبرر.