سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد، الضوء على حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة والقتال العنيف الدائر هناك في وقت تفتقر فيه إسرائيل لاسترتيجية ما بعد الحرب والتلويح بقرارات تهدد بزعزعة استقرار الحكومة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن القوات الإسرائيلية تخوض قتالا عنيفا في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة حيث وصف الشهود مشهدًا من الدمار بينما أصدر بيني جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، إنذارًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرورة وضع خطة لإنهاء الحرب بحلول 8 يونيو المقبل، فيما تهدد استقالته بزعزعة استقرار الحكومة الإسرائيلية الهشة .
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطة تتضمن عودة المحتجزين الذين لا يزالون لدى حماس في غزة، ونزع سلاح قطاع غزة، وتحديد حكومة بديلة للقطاع، من بين أهداف أخرى كما قال جانتس موجهًا حديثه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرأس مجلس الحرب: "الاختيار بين يديك."
وأشارت الصحيفة إلى أن افتقار إسرائيل لاستراتيجية واضحة لما بعد الحرب يهدد بانهيار حكومة تزداد هشاشتها مع سعي قواتها أمس السبت للقضاء على حركة حماس في شمال غزة، رغم أنها قد أعلنت سابقًا عن تحقيق الفوز .
وتابعت الصحيفة أن هذا التصعيد جاء في وقت واصلت فيه القوات الإسرائيلية عملياتها التي استمرت لأسبوع في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، حيث وصف الشهود مشهدًا من الدمار . ونقلت الصحيفة عن الصحفي إيشاك داور في غزة قوله : "الجيش يرتكب مجازر ضد المدنيين الذين رفضوا مغادرة منازلهم أو النزوح بسبب عدد المرات التي اضطروا فيها إلى التحرك منذ بدء هذه الحرب الشرسة في أكتوبر الماضي، فالوضع في جباليا كارثي.
الجيش يحرق الكثير من المنازل ويدمر جباليا." كما نقلت عن الصحفي المحلي يحيى المدهون قوله إن الجيش الإسرائيلي استهدف ثلاثة مبانٍ سكنية، مما أدى إلى مقتل 40 شخصًا، مضيفا أن جباليا "مليئة" بجثث القتلى والمصابين ولا تستطيع سيارات الإسعاف حتى دخول المخيم بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية".
ونقلت الصحيفة عن بكر أبو صافية، الطبيب في مستشفى العودة قوله إن مستشفاه استقبل 35 جريحًا، بينما استقبل مستشفى كمال عدوان القريب العشرات من القتلى والمصابين "لأنها مستشفى أكبر من مستشفانا، ولديه مشرحة". ونوهت الصحيفة بأن هذه التحركات تأتي رغم إعلان إسرائيل في ديسمبر الماضي عن انتصارها في جباليا، قائلة إنها قتلت مئات من مقاتلي حماس هناك.
وبعد تطهير معظم قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، وصفت إسرائيل عملياتها في مدينة رفح الجنوبية بأنها محاولة لاجتثاث آخر معاقل مقاتلي حماس. لكن الصحيفة رأت أن العملية الكبيرة في جباليا في الأيام الأخيرة، بدت متعارضة مع تأكيد نتنياهو المستمر على أن مدينة رفح الفلسطينية الواقعة في الجنوب أخر ساحة معركة كبيرة في قطاع غزة .
ووفقا للصحيفة، حذرت إدارة بايدن إسرائيل من غزو المدينة الجنوبية، حيث فر مئات الآلاف من سكان غزة للبحث عن ملاذ من الدمار في أماكن أخرى في القطاع كما تسبب استمرار العملية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية في هجرة جماعية عكسية، حيث فر 800 ألف شخص منذ بدء القتال هناك هذا الشهر.