عقد حوار إبداعي بين الفنانين الإماراتيين واليونانيين عبر جلسة حوارية فنية بعنوان "فلسفات.. محاكاة بصرية" نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، ضمن برنامج فعاليات الشارقة كأول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب2024 باليونان.
استضافت الجلسة من الإمارات الفنانين ناصر نصر الله، وراشد الملا، وعلياء الحمادي، ومن اليونان، الفنانين دانييلا ستمتياذي، فاسيليوس غريفاس، أنطونيوس نيكولوبوليس، كما استعرضت أثر التواصل بين المبدعين، وأهميته في تبادل التجارب والخبرات، وتأثيرها على مستقبل صناعة النشر، ورسوم كتب الطفل، حيث توقف المتحدثون عند ثمار مشروع "فلسفات" وما أتاحه من فرصة لإنتاج أعمال فنية مشتركة، واستحداث فضاء لحوار بصري بين الثقافتين الإماراتية واليونانية.
وقدّم الفنان ناصر نصر الله تجربته في تحويل مقولة الفيلسوف ابن حزم الأندلسي "الحكمة هي البصيرة"، حيث لوحاته الفنية تجسيداً بصرياً لشخصيات أسطورية. واختارت الفنانة دانيلا مقولة الفيلسوف اليوناني أفلاطون: "التعب في طريق الخير جميل، حتماً التعب سيتلاشى، ويبقى فقط الخير"، حيث استخدمت تقنيات رقمية بأسلوب الألوان المائية، وقالت: "لوحاتي هي شكل سردي، له بداية ووسط ونهاية".
واستعرض الفنان راشد الملا مقولة الفيلسوف أرسطو: "لا وجود لعقل عظيم أن يوجد من دون لمسة من الجنون"، لافتًا إلى أن اختياره لهذه المقولة جاء نظرًا لما تجسده من مفهوم التناظر، الأمر الذي ينسجم مع تجربته الفنية، وأوضح أنه توقف عند رمزية شخصيات فان كوخ، وبيكاسو، وسلفادور دالي.

فيما اشتغل الفنان اليوناني فاسيليوس على مقولة الفيلسوف سقراط: "لا يمكنني أن أعلِّم أي أحد أي شيء، كل ما يسعني فعله هو حثهم على التفكير"، محولاً مشاهد من حياة سقراط إلى أعمال بصرية تعتمد على تقنيات التلوين بالأبيض والأسود، واختار أن يقدم سقراط بثلاثة رؤوس للدلالة على تعدد أبعاد فلسفته.
وقدّمت الفنانة علياء الحمادي مقولة: "النوع الإنساني لا يتم وجوده إلا بالتعاون" للفيلسوف ابن خلدون، لتعرض من خلالها ثلاثة أعمال بالأبيض والأسود، حيث أشارت إلى أنها توقفت عند النظرية المركزية لابن خلدون حول المجتمعات والحضارات، التي تقول: إن الحضارات تمر بثلاث مراحل: النشوء، والتطور ثم الزوال.
واقتباسًا لمقولة ابن رشد: "إن الحكمة هي النظر في الأشياء حسب ما تقتضيه طبيعة الأشياء" استحضر الفنان انطونيوس عوالم ابن رشد وملامح شخصيته وما يتبناه من فكر، حيث قدّم شخصية ابن رشد بزيها وملامحها العربية مدخلاً إليها عناصر من الفلسفة اليونانية مثل تمثال أفلاطون.