أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، على أهمية التعاون العابر للحدود، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على المياه للحياة والزراعة والشرب، ولضمان استدامة النظم البيئية.
أشار إلى أن هذا الحوار المشترك يشكل حجر الزاوية لتحقيق السلام والأمن، حيث يعمل على بناء الثقة وتعزيز التعاون بين الدول المشتركة في مشاريع مائية مشتركة، ويسعى إلى تحقيق رؤية مشتركة للأمن المائي.
يعتبر هذا المفهوم التعاوني نهجاً حيوياً في ظل تزايد التحديات المتعلقة بندرة المياه وتأثيرات تغير المناخ.
تأتي هذه التصريحات خلال كلمة وزير الموارد المائية والري في جلسة "الحوار العابر للحدود ومتعدد القطاعات من أجل السلام والقدرة على الصمود في مجال المياه"، ضمن فعاليات "المنتدى العالمي العاشر للمياه" المنعقد في بالي، إندونيسيا.
أوضح الدكتور سويلم أن التحديات الرئيسية تنشأ عند إدارة الموارد المائية المشتركة، حيث يتم اتخاذ قرارات من جانب واحد دون التشاور والتعاون واحترام القوانين الدولية.
يعتبر هذا النهج الأحادي تجاهلًا للمعايير الدولية ويشكل خطرًا كبيرًا على دول المصب، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية وحتى الصراع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن رفض الحوار وتعطيل الجهود الرامية لإيجاد حلول إقليمية يضر بالجميع.
أشار إلى أن التركيز الضيق على المكاسب الوطنية قصيرة المدى قد يؤدي إلى زيادة الفقر وزيادة التوترات المستقبلية. بالمقابل، فإن إعطاء الأولوية للتعاون السلمي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى تحقيق الرخاء المشترك وتحقيق المكاسب المتبادلة، لكن لتحقيق هذه الرؤية، يجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية وقوية، والتزام بعدم استخدام الموارد المائية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.
أوضح الوزير أن الإجراءات التي تتخذ بدون تعاون واحترام للقانون الدولي تشكل تحديًا كبيرًا في إدارة المياه المشتركة، خاصة مع تجاهل مبدأ التعاون في تبادل البيانات والدراسات، وخاصة الدراسات البيئية ودراسات التقييم الاجتماعي والاقتصادي قبل القيام بأي مشروعات.
وأضاف أنه في نفس السياق، هناك حاجة ماسة لإدارة الموارد المائية بالتنسيق مع مختلف القطاعات ذات الصلة مثل قطاعات الزراعة والطاقة والبيئة، لضمان التنمية المستدامة التي تلبي متطلبات واحتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأشار إلى أن مصر تسعى جاهدة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل تعزيز الأمن المائي والسلام والتنمية المستدامة، وتلتزم بتعزيز الحوار والتعاون بين الدول المتشاطئة ودعم الجهود المبذولة نحو التنمية المستدامة وبناء السلام.