الجمعة 21 يونيو 2024

مساجد تاريخية | مسجد عمرو بن العاص.. الجامع العتيق

مسجد عمرو بن العاص

ثقافة22-5-2024 | 01:55

أحمد البيطار

يعد مسجد عمرو بن العاص من أشهر المساجد في مصر وأحد أقدم الآثار الإسلامية الموجودة بها، كما يعد أول جامعة إسلامية، حيث كان يتم فيه تعليم علوم اللغة العربية وتعاليم الإسلام، وهو أول مسجد بني في مدينة الفسطاط عام 21 هـ، ومن أشهر الخطباء به الإمام الشافعي.

الجامع العتيق

يقع مسجد عمرو بن العاص في منطقة الفسطاط بحي مصر القديمة بالقاهرة، سُمي المسجد باسم عمرو بن العاص، قائد حملة فتح مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وهو قبلة محببة للمصريين لأداء الصلوات خاصة في شهر رمضان.

ووفقًا للهيئة العامة للإستعلامات بني المسجد  عام 21 هجريا  الموافق 641  وكان عند  إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، ولقد كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا المسجد  فى ذلك الوقت يطل على النيل كما كان يشرف على  حصن بابليون الذي يقع بجواره، ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت فى مصر فقد عرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق وتاج الجوامع.

تخريب وحريق المسجد

وفي أثناء الحملات الصليبية على مصر والعالم الإسلامي تعرض المسجد للتخريب على يد الوزير شاور بن مجير السعدي عام 564 هجريًا، وتشير الروايات إلى أن مدينة الفسطاط احترقت في تلك الفترة وتخرب مسجد عمرو بن العاص بالكامل، وظلت النيران مشتعلة فيه لمدة كبيرة، ولم يبدأ ترميمه إلا في عهد صلاح الدين الأيوبي عام 568 هجريًا.

التخطيط المعماري للمسجد

كان التخطيط المعماري الأصلي للمسجد يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً، وقد أحيط المسجد من جهاته الأربع بطريق، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبراً وقد بنيت جدران المسجد الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف  أما ارتفاع المسجد من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي، وقد أجريت على مسجد عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي.

التخطيط الحالي للمسجد

 يتكون المسجد من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للمسجد الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك.

كما يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة  قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنه يتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود المسجد فى رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة .

تطوير المسجد

وفي 22  مارس 2023 أعلنت وزارة الإسكان الانتهاء من ترميم المسجد، ورفع كفاءته استعدادا لاستقبال المصلين في شهر رمضان في ذلك الوقت، شملت أعمال الترميم إنشاء ساحة جديدة للمسجد، تسع عشرة آلاف مُصل، ضمن مخطط تطوير منطقة الفسطاط التاريخية.