الخميس 20 يونيو 2024

نساء من مصر| ملهمة الأجيال "سهير القلماوي"

سهير القلماوي

ثقافة23-5-2024 | 14:39

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة علي ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، سهير القلماوي.

كُتب اسمها من حروف من نور، كانت رمزًا للحياة الأدبية والسياسية في مصر، اجتازت العقبات التي كانت تضع للمرأة في ذلك الوقت لتصبح أول أمرأة تحصل على الدكتوراة من جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة"، وسط التشجيع المستمر من قبل أسرتها حتى أصبحت الإعلامية والصحفية والكاتبة سهير القلماوي.

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو عام 1911 في محافظة القاهرة، تنتمي والدتها لأصول شركسية، وكان والدها كردي ويعمل طبيبًا في مدينة طنطا وله مكتبة كبيرة تمتلئ بكثير من الأعمال المتنوعة التي ساهمت في تفتيح عقليتها وتطوير ذاتها. 

تعد أول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة بكلية الآداب قسم اللغة العربية، الذي كان يرأسه وعميدها طه حسين، وسط تشجيع من أبيها، واستطاعت أثبات نفسها في تفوقها بين 14 زميل لها في القسم، عوضًا عن ما تعرضت له من رفض في دراسة الطب لتكون مثل والدها بعد تخرجها من كلية الأمريكية للفتيات عام1928.

يعتبر طه حسين هو ملهمها ومشجعها فكان متولي رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، فجعل سهير القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، فأصبحت أول امرأة تمتلك رخصة الصحافة في مصر، وعملت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري. 

حصلت القلماوي على الماجستير في الآداب عن رسالة موضوعها "أدب الخوارج في العصر الأموي" عام 1937، وتلقت منحة لإجراء البحوث في باريس لشهادة الدكتوراه، واستمرت في رسالتها حتى حصلت على الدكتوراة من جامعة القاهرة عن موضوعها "ألف ليلة وليلة" عام 1941، لتكون بذلك أول فتاة تحصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة.

تولت سهير القلماوي عدة مناصب منها: منصب أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، ثم رئيس قسم اللغة العربية وأشرفت على "دار الكتاب العربي"، وعلى "مؤسسة التأليف والنشر"، وعملت كرئيسة الاتحاد النسوي المصري،  وكان لها دور في اقامة أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة عام 1969 والذي يضم جناحًا خاص بالأطفال، وكانت رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع، وأنضمت لتكون عضواً بمجلس الشعب عن دائرة حلوان.

كان لسهير القلماوي الكثير من المؤلفات الأدبية المعروفة مثل أحاديث جدتي 1935، ألف ليلة وليلة 1943، أدب الخوارج 1945، في النقد الأدبي 1955، الشياطين تلهو 1964، ثم غربت الشمس 1965، المحاكاة في الأدب 1955، العالم بين دفتي كتاب 1985، وذكرى طه حسين 1974.

لم يقتصر ذلك على مؤلفاتها الأدبية بل ترجمت العديد من الكتب والقصص مثل قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، وعشر مسرحيات لشكسبير، ولها من الأبحاث المرأة عند الطهطاوي، أزمة الشعر.

حصلت القلماوي على العديد من الجوائز والأسمة التقديرية فمنها: جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955، جائزة الدولة التشجيعية، جائزة الدولة التقديرية للآداب، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987، وغيرها، كما تم تكريمها في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1993 للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1955، وكرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة.

توفيت سهير القلماوي في 4 مايو 1997م.