الأحد 16 يونيو 2024

أسرار زعامة عادل إمام وتربعه على القمة

عادل إمام

23-5-2024 | 15:00

ولاء جمال
عبر أكثر من نصف قرن من الإبداع، استطاع النجم الكبير عادل إمام أن يحفر اسمه بحروف من ذهب بين كبار فنانى العرب، عبر تاريخ فنى ممتد يحوى رصيداً فنياً كبيراً، ومواقف اجتماعية لا تُنسى من خلال أعمال فنية خالدة تبنى مجتمعاً واعياً، ليستحق عن جدارة لقب «الزعيم»، بعد أن حافظ على كونه النجم الأكثر استمرارية ونجومية، بل وتجدداً، خاصة مع مواكبته ورصده التحولات التى مر بها المجتمع المصرى والعربى، مع تجسيده حالة البسطاء. دائماً ما تكون الكتابة عن الأساطير محيرة؛ لأنها تبحث عن إجابات لا تشفى، ولكننى سأحاول أن ألتمس بعض الإجابات اليوم عن سر أسطورة عادل إمام، الذى نبحث هنا عن أسباب وأسرار استمرارية تربعه على القمة إلى الآن، وسر زعامته لها منفرداً، وحتى تكون الإجابات على أكبر قدر من الحقيقة، اقتربنا من بعض المبدعين الذين اقتربوا منه، ليفصحوا لنا عن هذا السر. البداية مع الناقد والكاتب محمد توفيق فيقول: 50 عاماً تربع خلالها عادل إمام على القمة وهذا أمر ليس سهلاً على الإطلاق، فنصف قرن من الزمان ظهر خلالها أجيال عديدة ولا يزال عادل إمام على القمة، مهما ظهر المنافسون إلا أنه ظل متصدراً المشهد الفنى وشباك التذاكر، فبعد جيل «مدرسة المشاغبين» وتألقه، ظل عادل إمام سابقاً لعصره، بل إنه نافس كبار النجوم، وقتها، وظل فترة طويلة نجم الشباك الأول.. حتى فى نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة وظهور جيل جديد من النجوم، مع موجة «إسماعيلة رايح جاي» وما بعده، ظل عادل إمام على القمة طوال الوقت، وهذه مسألة صعبة وتحتاج لأشياء كثيرة. وأكمل: ليست الموهبة الجبارة التى يملكها عادل إمام هى رقم واحد فى تربعه على القمة، بل الأهم الموهبة فى إدارة تلك الموهبة، فإدارته للموهبة تُدرَّس لأن الذكاء الشديد فى إدارة موهبته مسألة سابقة للزمن ولم يستطع مجاراته فيها أحد. وختم قائلاً: عندما يعمل النجم فى الحقل الفنى فترة طويلة، قد لا تصل إلى 50 سنة فإنه يتراجع شيئاً فشئياً إلى الدور الثانى أو الثالث، وهذا حدث مع بعض النجوم، فالكل تراجع، أما عادل إمام فحتى فترة قريبة كان بطلاً لمسلسل، وإذا قدم مسلسلاً العام المقبل فسوف يحقق نحاجاً كبيراً كما تعودنا منه، على الرغم من أنه الفنان العربى الأكبر وليس الفنان المصرى فقط، فهو بطاقة تعريفية فى الوطن العربى كله، ووجوده وحده فى أى عمل يستطيع أن يصنع الفارق. وقد صرح الماكيير الكبير محمد عشوب لأكثر من مرة بأنّ هناك 4 أسباب وراء تربع عادل إمام على قمة الفن العربى لأكثر من 50 عاماً، أولها «الكاريزما» التى وهبها له الله سبحانه وتعالى، وهى هبة يعطيها الله تعالى للإنسان، فيلقى محبته فى قلوب الخلق جميعاً، موضحاً: الناس كلها تتمنى تشوف عادل إمام فى أى لقاء بيتكلم فيه، تحب تشوفه بيمثل فى فيلم أو مسلسل يسمعوا فيه صوته. والسبب الثانى، حسب ما أكد الماكيير السينمائى الكبير، هو كفاح عادل إمام، والجهد الذى بذله طوال سنوات عمله الطويلة فى الفن، أما السبب الثالث فهو ذكاؤه فى اختيار أدوار تعيش كثيراً، يقول عشوب: أعماله هى الأكثر مشاهدة، لم يعتمد فى اختياره على أفلام تصلح لوقت معين، حتى لو كانت تتميز بكوميديا عالية، وهو أمر سبقه فيه عمالقة الفن المصرى، مثل نجيب الريحانى وأنور وجدى وفؤاد المهندس. أما «سر عادل إمام» الرابع بحسب وصف عشوب، فهو قدرته على كسب حب الناس، وهو ما لا يتقنه الكثير من النجوم، فالزعيم قادر على خطف الأنظار إليه أيّنما وُجد، وصوته فى مكالمة هاتفية يُشعر الجمهور بمحبته، قائلاً: هذا تحليل شخصى منى لشخصية عادل إمام الذى أعرفه، وعملت 85% من أعماله حتى فيلم الغول. عادل إمام بدأ معى وأنا شاب صغير وهو شاب صغير، أول عمل قدمه فى حياته مسرحية (أنا فين وأنتِ فين) مع فؤاد المهندس فى شخصية مساعد المحامى، التى قال فيها الإفيه الشهير (بلد شهادات صحيح)، وبعد ذلك كانت لقاءاتى معه فى كل الأفلام التى كان يقدم فيها الدور الثانى، مع حسن يوسف ويوسف فخر الدين، وكذلك أفلام البطولة الثلاثية مع سمير غانم ونور الشريف، مثل فيلم البعض يذهب للمأذون مرتين. وتقدَّم المخرج على إدريس، بتهنئته إلى الفنان الكبير عادل إمام، بمناسبة عيد ميلاده، قائلاً: أقول لعادل إمام كل سنة وأنت طيب، ويارب يمد فى عمرك كمان وكمان. وفى حب الفنان عادل إمام، أشار على إدريس إلى أن قلب عادل إمام يتسع للجميع، ويهمه أن يكون كل مَن حوله سعداء، ويتمنى أن يصبح الجميع مثله تماماً، وهذا هو سر عظمته. وأوضح إدريس خلال لقائه بأحد البرنامج التليفزيونية أن عادل إمام ذو قيمة كبيرة جداً، وليس قيمة فردية فقط ولكنه قيمة لكل الفنانين وللمجتمع المصرى. وأضاف: تعاونت مع عادل إمام فى فيلم التجربة الدنماركية، وكنت خائفاً لأنى أخرجت فيلماً واحداً فقط، وكنت طوال الوقت على أعصابى، لافتاً: لقد شعر بأنى متخوف عندما جلست معه، ولذلك كان يتيح لى الجلوس معه كل يوم فى مكتبه، كنا نتكلم فى أمور الحياة وليس الفيلم فقط. واسترسل: عادل إمام كان يحاول أن يكتشفنى ويبحث عن رؤيتى فى الحياة بشكل عام، وما الذى أستطيع تقديمه فى الفيلم، ويقرأ رأسى أين يذهب فى الفيلم، وفى هذا الفيلم عملت واجتهدت من منطلق حبى لعادل إمام، فلم أعمل من منظور المخرج، ولكن من منظور المحب أو العاشق.