لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع المصري منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبثوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة علي ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير، سيزا نبراوي.
تولت منصب رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، رفعت سن الزواج للفتيات ليكون 16 عامًا، سمحت للمرأة المصرية أن يكون لها حق في الترشيح في البرلمان وتولي العديد من المناصب، وجعلت للفتيات الحق في التعليم، أنها المناضلة والناشطة لحقوق المرأة، سيزا نبراوي.
ولدت سبزا نبراوي في 24 مايو عام 1897 في قرية القرشية، بمحافظة الغربية، كان اسمها الحقيقي "زينب محمد مراد"، بعد انفصال والديها، عاشت مع "عديلة هانم نبراوي" ابنه خاله والده ابيها فاعطتها لقب عائلتها ليصبح اسمها "سبزا نبراوي".
انتقلت سبزا نبراوي مع عائلتها الجديدة إلى باريس، وتعلمت في مدرسة ليسيه دو فرساى حتى سن الـ17، وعادت إلى مصر بعد وفاة عديلة نبراوي واكتشفت وقتها أنها ليست أمها الحقيقية وتأثرت بشدة بسبب ذلك، ولكن لم تتركها هدى شعراوي فكانت الصديقة المقربة لـ"عديلة النبراوي"، ودعمت سبزا حتى اقنعتها بالخروج وتخطي حزنها.
توطدت علاقتها مع هدى شعراوي حتى أصبحت صديقتها وشاركتها في حضور المؤتمرات الدولية والداخلية، والوقوف في وجه الاحتلال البريطاني، فتقدموا صفوف المتظاهرات في ثورة 1919، وأكملت مسيرة هدى شعراوي في رئاسة الاتحاد النسائي، فحققت عدة إنجازات أثناء توليها المنصب ومنها: رفعت سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عامًا، جعلت للفتيات الحق في التعليم، وسمحت لهم للترشح في البرلمان والمناصب المختلفة.
تولت سبزا نبراوي رئاسة تحرير مجلة L'Egyptienne الفرنسية، التي يصدرها الاتحاد النسائي، أصبحت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي، فكان مقره في برلين، ولكنها استقالت من ذلك المنصب اعتراضًا على موقفهم تجاه القضية الفلسطينية.
دافعت عن حقوق المرأة المصرية، وحقوق الشعب الفلسطيني، والسلام العالمي، فمثلت المرأة في أكثر من عشرين مؤتمراً دولياً، خصصت عام 1975 ليكون عام دولي للمرأة خلال مطالبتها في الأمم المتحدة.
توفيت سيزا نبراوي في 24 فبراير عام 1985.