الإثنين 17 يونيو 2024

رفاعة الطهطاوي.. شعلة التنوير ورائد الترجمة في العصر الحديث

رفاعة الطهطاوي

ثقافة27-5-2024 | 12:20

همت مصطفى

هو أحد أبرز قادة النهضة العلمية في مصر في العصر الحديث، وكان له دور بارز في إثراء حركة الترجمة وإنشاء مدرسة الألسن، إنه المُترجم التنويري رفاعة رافع الطهطاوي الذي نشهد ذكرى رحيله اليوم، بجسده فقط، مخلفا أثرًا كبير في مسيرة الثقافة المصرية والعربية.

 الميلاد  والنشأة 

ولد رفاعة الطهطاوي في 15 أكتوبر من عام 1801، بمدينة طهطا في محافظة سوهاج بصعيد مصر، حظى بعناية خاصة من والده، وأخواله الذين كانوا شيوخًا وعلماء؛ فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر الشريف عام 1817، حيث درس الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف.

 قررت الحكومة المصرية إيفاد «الطهطاوي» في بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية عام1817، وهذه الفرصة  أتيحت له فقط، و لم تتح لأحد من أقرانه، وكان ذلك لدأبه الكبير وعلمه الواسع.

كان «الطهطاوي» واحدًا من ثلاثة علماء أزهريين مرافقين للبعثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار، تعلّق رفاعة الطهطاوي بالفرنسية،  وفُتح له باب التنوير.

بداية طريق التنوير

بدأ رفاعة الطهطاوي، تعلم اللغة الفرنسية، لذلك قررت الحكومة المصرية ضمه إلى بعثتها التعليمية، وأن يتخصص في الترجمة، وقبل أن يتقدم رفاعة للامتحان النهائي أنجز ترجمة 12 عملاً إلى العربية.

وكانت مدرسة الألسن بداية طريق التنوير لرفاعة الطهطاوي، الذي عاد إلى مصر سنة 1831، ممتلئًا بالأمل ومستعدًا للعمل، فاشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثم عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية.

مدرسة الترجمة

أسس «الطهطاوي» عام 1835 مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن، وعُين مديرا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها، وفي هذه الفترة نجح المشروع الثقافي الكبير لرفاعة الطهطاوي ووضع الأساس لحركة النهضة التي نجني ثمارها حتى الآن.

 

كتب رفاعة الطهطاوي

كان رفاعة الطهطاوي صاحب  دور مهم في عن الترجمة والتأليف ولم ينقطع عنهما أبدا في رحلته  بالحياة ووصفه تلميذه النابه صالح مجدي بأنه «قليل النوم، كثير الانهماك على التأليف والتراجم»، و بدأ «الطهطاوي» إنتاجه الفكري منذ أن كان مبعوثًا في فرنسا، ومن أهم كتبه:

  • مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية.
  • المرشد الأمين في تربية البنات والبنين.
  • أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل.
  • «نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز»، وهو آخر كتاب ألفه الطهطاوي، وسلك فيه مسلكا جديدا في تأليف السيرة النبوية تبعه فيه المحدثون.

 وتزيد  الكتب التي قام بترجمتها  فهي تزيد عن خمسة وعشرين كتابًا، وذلك غير ما أشرف عليه من الترجمات وما راجعه وصححه وهذبه.

رحيل وأثر باق 

رحل رفاعة الطهطاوي رائد الترجمة في العصر الحديث بلا منازع عام 1873م  لكن ترك  إرثًا كبيرًا وعظيمًا من المعرفة في العلوم والترجمة.

تمثال رفاعة الطهطاوي قرب جامعة سوهاج