الإثنين 17 يونيو 2024

استهداف مخيمات النازحين في رفح يودي بحياة العشرات.. وإدانة مصرية وعالمية

مدينة رفح

تحقيقات27-5-2024 | 10:57

أماني محمد

في مجزرة جديدة من سلسلة مجازره بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، استهدفت قوات الاحتلال خلال الليلة الماضية، مناطق وخيام النازحين في مدينة رفح جنوب غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، رغم صدور قرار من محكمة العدل الدولية قبل أيام بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.

قصف رفح

وقصفت قوات الاحتلال خيام النازحين شمال غرب رفح، جنوب قطاع غزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال نحو 8 صواريخ صوب الخيام في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 40 مواطنا، معظمهم من الأطفال والنساء، احترق بعضهم ممن كان داخل الخيام.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية أن القصف أسفر عن استشهاد 40 مواطنا على الأقل، وإصابة آخرين، في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح.

وأعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة، اليوم عن انتشال أكثر من 40 جثمانا وعشرات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي على رفح، مؤكدة صعوبة الوصول إلى الجرحى بسبب استهداف الاحتلال المباشر لطواقمها.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أكثر من 10 مراكز نزوح خلال الـ24 ساعة، آخرها استهداف مركز بركسات الوكالة شمال غرب مدينة رفح.

فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح، موضحة أنه لا يوجد مستشفيات قادرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا، جراء إخراج الاحتلال المنظومة الصحية في قطاع غزة عن الخدمة، سواء من خلال استهدافها المباشر أو من خلال منع وصول الإمدادات اللازمة إليها، مبينة أنه جرى نقل جثامين الشهداء، والمصابين، إلى مستشفيات ميدانية.

 

قصف جديد

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، أنه استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، صباح اليوم الإثنين، في قصف لطائرات الاحتلال غرب مدينة غزة، جنوب قطاع غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة دهليز غربي مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين بجروح.

وارتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، لـ35,984 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 80,643 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

 

إدانة فلسطينية لقصف رفح

وفي تصريحات له بعد المجزرة في رفح، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد، هي مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا.

وأكد أن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المواقف الأمريكية الداعمة للاحتلال ماليا وسياسيا هي السبب الرئيس فيما نشاهده اليوم من مجازر بشعة انتهكت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المحرمات، والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.

شعبيا، انطلقت فجر اليوم الاثنين، مسيرات حاشدة في عدة مدن فلسطينية، تنديدا بالمجزرة، حيث تظاهر الفلسطينيون في مدينة طولكرم ومخيميها، نصرة لغزة وتنديدا بمجزرة الاحتلال، انطلقت المسيرة من وسط ميدان جمال عبد الناصر شوارع المدينة، وردد المشاركون التكبيرات والهتافات الوطنية الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا في غزة.

كذلك شاركت جموع غفيرة من ابناء مخيمي طولكرم ونور شمس وبلدة عنبتا شرق المحافظة، بمسيرات مماثلة جابت الشوارع والأحياء، وسط تكبيرات وهتافات المشاركين نصرة لغزة، في الوقت الذي صدحت مكبرات المساجد في قرى وبلدات المحافظة بالتكبيرات.

وفي جنين، خرجت مسيرة ووقفة منددة بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في رفح، وجابت المسيرة شوارع جنين والمخيم استقرت على الدوار الرئيسي، وندد المشاركون بمجزرة الاحتلال مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب شعبنا الأعزل الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر.

 

إدانة مصرية وعالمية

وأدانت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية،  بشدة قصف القوات الإسرائيلية لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدة أن ذلك يعتبر انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقية چنيف الرابعة لعام 1949بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، وقالت إن هذا الحادث المأساوي يأتي استمرارًا لسياسة استهداف المدنيين العزل وتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة، بهدف جعله غير صالح للحياة.

وطالبت مصر إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة محتلة، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن وقف العمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى في مدينة رفح الفلسطينية، كما جددت دعوتها لمجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة للتدخل الفوري لضمان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.

واستنكر البرلمان العربى، المجزرة البشعة التي قام بها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمات النازحين برفح، مؤكداً أن كيان الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية التي تدعو إلى وقف فوري للعدوان ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح، في تحد سافر وانتهاك صارخ لكل القرارات وآخرها تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، التى دعت فيها لوقف الهجوم العسكري على مدينة رفح.

هذا وأدانت الكويت، اليوم الإثنين، القصف الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإلزام الاحتلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية.

كما استنكر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، داعياً إلى تطبيق قرار محكمة العدل الدولية، موضحا قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن إسرائيل تمضي قدماً في العملية العسكرية في جنوب قطاع غزة على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية الذي يحثّها على وقف هجومها على الفور.

وأكد بوريل أن دول الاتحاد الأوروبي ستبحث كيفية التعامل مع تنفيذ حكم محكمة العدل، مشيرا إلى العمل أيضاً على التوصل إلى قرار سياسي بشأن إطلاق مهمة الاتحاد الأوروبي المخصصة للمساعدة الحدودية بمعبر رفح بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

 

قرار محكمة العدل الدولية

ويوم الجمعة الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية، قرارها بأمر إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف فوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، بناءً على طلب جمهورية جنوب إفريقيا، وبغالبية 13 قاضياً مقابل اثنين، كما قصت بضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.