الإثنين 17 يونيو 2024

تعامد الشمس على الكعبة المشرفة.. ظاهرة فلكية واختفاء ظل الأجسام في مكة

تعامد الشمس على الكعبة

تحقيقات27-5-2024 | 11:04

أماني محمد

تشهد سماء مكة المكرمة بعد قليل ظاهرة فلكية، تتكرر مرتين سنويا، وهي ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة بالتزامن مع وقت أذان الظهر بالمسجد الحرام، وهو التعامد الأول للشمس على الكعبة المشرفة في عام 2024.

 

تعامد الشمس على الكعبة

ومن المرتقب أن تحدث ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة بالتزامن مع وقت أذان الظهر بالمسجد الحرام عند الساعة 12:18 ظهراً بالتوقيت المصري والسعودي، وفي هذا الوقت ستكون الشمس عند لحظة التعامد بأقصى ارتفاع لها 90 درجة تقريباً وسيختفي ظل الكعبة تماماً وظلال جميع الأجسام في مكة ويصبح ظل الزوال صفراً، بينما ستكون الشمس مائلة في سماء المناطق البعيدة في هذا التوقيت.

وفي وقت اختفاء ظل الكعبة تماماً، ويمكن لأي راصد في أي بقعة ترى الشمس وقتها أن يحدد اتجاه القبلة أو يختبر دقته في مكانه باستخدام شاخص عمودي تماماً، حيث سيشير الاتجاه المعاكس لظلها إلى اتجاه القبلة تماماً أو على الأقل بالنظر إلى اتجاه الشمس أفقياً في هذه اللحظة، ليكون هو اتجاه القبلة في هذا المكان.

ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، فإن ظاهرة تعامد الشمس تحدث نتيجة لموقع الكعبة المشرفة بين خط الاستواء ومدار السرطان، وتحدث أثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر السماء، حيث تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو من كل عام، وتتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى عند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو من كل عام.

ومن المرتقب أن تحدث الظاهرة للمرة الثانية في 2024، يوم 15 يوليو المقبل، وفقا لما أعلنه معهد القومي للفلك، فيما قالت فلكية جدة إن المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذه الظاهرة مرتين في السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، لذلك تتميز به أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.

 

تحديد القبلة

وتعتبر ظاهرة التعامد من الطرق التي استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بطريقة في غاية الدقة، وذلك من خلال استخدام قطعة من "الخشب" منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد، حيث قالت فلكية جدة إن الاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة تماماً لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا.

كما تستخدم ظاهرة تعامد الشمس في حساب محيط الكرة الأرضية بدون الحاجة للتقنيات الحديثة وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من ألفين سنة وهي تدل أيضاً على كروية الأرض.